أمور قد تسمعها لأول مرة في حياتك عن “الديانة اليهودية”
تعز نيوز- كتابات
- من المسارات التي بدأ العمل عليها للتطبيع مع إسرائيل: المسار الذي يتحرك تحت العنوان الديني، وتحت عنوان أنَّ اليهودية دينٌ سماويٌ شأنها شأن الإسلام، وأنَّ المنتمين إليها هم منتمون إلى دينٍ سماويٍ إلى دين الله، وأنَّ هذا يمثِّل قاسماً مشتركاً، وعاملاً للتقارب والتداخل والتعاون
- بدأ العمل من جانب السعودي ومن جانب الإماراتي منذ فترة والشغل تحت هذا الغطاء؛ ليجعلوا منه أيضاً نافذةً من نوافذ التطبيع والولاء لإسرائيل
- للأسف الشديد يقع في هذا الاشتباه آخرون من غير العملاء، من غير الموالين لليهود والذين يعملون على التطبيع مع إسرائيل، حتى من الآخرين
- ينتشر هذا الاشتباه والمفهوم الخاطئ في الوسط الأكاديمي في عالمنا العربي والإسلامي، ولدى الوسط العلمائي، لدى كثيرٍ من العلماء من علماء الدين على نحو الاشتباه والخطأ.
((( الإسلام عنواناً أساسياً لرسالة الله )))
- من خلال التأمل في الآيات القرآنية المباركة نرى بوضوح: أنَّ العنوان الأساسي لدين الله ولرسالته مع أنبيائه السابقين كان هو الإسلام
- اليهودية ليست اسماً لرسالة موسى، إنما هي عنوان طائفي لخط الانحراف والتحريف لرسالة موسى
- إن العناوين الأخرى كاليهودية ونحوها لا تعبِّر عن دينٍ سماويٍ يمكن للإنسان أن يدين به ثم يكون فائزاً ومفلحاً ومقبولاً:
– {إن الدين عند الله الإسلام وما اختلف الذين أوتوا الكتاب إلا من بعد ما جاءهم العلم بغياً بينهم ومن يكفر بآيات الله فإن الله سريع الحساب} [آل عمران: 19]
– {ومن يبتغِ غير الإسلام ديناً فلن يُقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين} [آل عمران: 85]
((( التسلسل التاريخي لرسالات الله )))
- نوح عليه السلام:
– وهو من أوائل الأنبياء وقد يكون أول الأنبياء بعد آدم (أو ربما إدريس باختلاف المفسرين)
– {واتل عليهم نبأ نوحٍ إذ قال لقومه يا قومِ إن كان كبر عليكم مقامي وتذكيري بآيات الله فعلى الله توكلتُ فأجمِعوا أمركم وشركاءكم ثم لا يكن أمركم عليكم غمة ثم اقضوا إليَّ ولا تُنظرون * فإن توليتم فما سألتكم من أجرٍ إن أجريَ إلا على الله وأُمِرت أن أكون من المسلمين} [يونس: 71-72]
– نجد كيف كان عنوان الإسلام هو العنوان البارز في دعوة نبي الله نوح، كما أمر الله نبيه عبده رسوله محمداً أن يكون أول المسلمين في رسالته
- إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام:
– {ما كان إبراهيم يهودياً ولا نصرانياً ولكن كان حنيفاً مسلماً وما كان من المشركين} [آل عمران: 67]
– {ربنا واجعلنا مسلمَين لك ومن ذريتنا أمة مسلمة لك} [البقرة: 128]
– {إذ قال له ربه أسلم قال أسلمت لرب العالمين * ووصى بها إبراهيم بنيه} [البقرة: 131-132]
- يعقوب عليه السلام:
– {ويعقوبُ يا بنيِّ إن الله اصطفى لكم الدين فلا تموتُنَّ إلا وأنتم} ماذا؟ (متيهودون) أو عنوان آخر؟ {فلا تموتُنَّ إلا وأنتم مسلمون} [البقرة: 132]
– {أم كنتم شهداء إذ حضر يعقوب الموت إذ قال لبنيه ما تعبدون من بعدي قالوا نعبد إلهك وإله آبائك إبراهيم وإسماعيل وإسحاق إلهاً واحداً ونحن له مسلمون} [البقرة: 133]
- موسى عليه السلام:
– {وقال موسى يا قومِ إن كنتم آمنتم بالله فعليه توكلوا إن كنتم مسلمين} [يونس: 84]، لم يقل (إن كنتم يهوداً صادقين)، قال {إن كنتم مسلمين}
– نقل الله عن فرعون أنه عندما أهلكه الله بالغرق، حينما حاول إنقاذ نفسه بالإيمان بالله في تلك اللحظات الأخيرة، قال الله: {وجاوزنا ببني إسرائيل البحرَ فأتبعه فرعون وجنوده بغياً وعدواً حتى إذا أدركه الغرق قال آمنت أنه لا إله إلا الذي آمنتْ به بنو إسرائيل وأنا من المسلمين} [يونس: 90]
– اعترافه بهذا لأنه عرف من خلال نبي الله موسى ودعوته وتبليغه للرسالة الإلهية أنَّ عنوان الإسلام هو عنوان الدين الإلهي، وأنَّ الانتماء إليه هو بهذا الاسم: {وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ}
- لوط عليه السلام:
– تزامن نبي الله لوط مع نبي الله إبراهيم عليهما السلام
– {فما وجدنا فيها غير بيت من المسلمين} [الذاريات: 36] (مما حكاه الله عن إرساله رسلاً إلى نبي الله إبراهيم ينبئونه عن مهمتهم بإهلاك قرية قوم لوطٍ)
- سليمان عليه السلام:
– {قالت يا أيها الملأ إني ألقي إلي كتابٌ كريمٌ * إنه من سليمان وإنه بسم الله الرحمن الرحيم * ألا تعلُوا عليَّ وأتوني مسلمين} [النمل: 29-31]
– تدحض ما يقوله البعض أن اليهودية هي ديانة من عصر سليمان عليه السلام وأنه من أدخلها لليمن
– {قال يا أيها الملأ أيكم يأتيني بعرشها قبل أن يأتوني مسلمين} [النمل: 38]
– {قيل لها ادخلي الصرح فلما رأته حسبته لجة وكشفت عن ساقيها قال إنه صرحٌ ممردٌ من قوارير قالت رب إني ظلمت نفسي وأسلمت مع سليمان لله رب العالمين} [النمل: 44]
- عيسى عليه السلام:
– وهو آخر أنبياء بني إسرائيل
– {فلما أحسَّ عيسى منهم الكفر قال من أنصاري إلى الله قال الحواريون نحن أنصار الله آمنا بالله واشهد بأنـَّا مسلمون} [آل عمران: 52]
- ورغم أنه لا يزال هناك آيات أخرى، وقع بعض العلماء والأكاديميين في هذا اللبس ونجده في المناهج الدراسية والكتب والدراسات والفتاوى
- ولذلك [اللعنة على اليهود] في شعارنا يقولون عنه من وقعوا في هذا اللبس بأنه لا يجوز ولكن لا بأس أن نقول الموت لإسرائيل، لأن القائل يعتقد أن اليهود هم المتبعون لرسالة موسى عليه السلام في العصور الماضية حتى أنبياء بني إسرائيل
((( عنوان اليهود في القرآن )))
- يأتي في القرآن عنواناً لخط الانحراف والتحريف لرسالات الله
- {وقالت اليهود يد الله مغلولة غلت أيديهم ولُعنوا بما قالوا} [المائدة: 64]
– لو كان اسم اليهود لكل أتباع الرسالة الإلهية لما صح أن ينسب الله إليهم هذه المقولة هذه النسبة العامة، ولقال مثلاً (وقال بعض اليهود) لتمييز الأنبياء والتابعين الصالحين عمن قالوا ذلك
– النسبة أتت عامة لأن اسم اليهود هو اسم طائفي لخط الانحراف والتحريف من المنتسبين لرسالة الله لموسى
- {لتجدنَّ أشدَّ الناسِ عداوةً للذين آمنوا اليهود} [المائدة: 82]
– الأعداء كثر للذين آمنوا لكن اليهود هم الرقم واحد للعداء للذين آمنوا، ثم بعدهم {والذين أشركوا}
- {يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض ومن يتولهم منكم فإنه منهم إن الله لا يهدي القوم الظالمين} [المائدة: 51]
– كان سيقول الله (بعض اليهود) مثلاً أو (كافري اليهود) ليُخرج من يجب التولي لهم من الأنبياء والمؤمنين
- {ولن ترضى عنك اليهود والنصارى حتى تتبع ملتهم}
– إذا كانت ملتهم ديناً سماوياً فلماذا هناك مشكلة؟
– المتحرّون يقولون لأجل النسخ، لكن ماذا يقول القرآن بعد ذلك؟ {قُل إِنَّ هُدَى اللَّهِ هو الهُدَى ولئنِ اتَّبَعْتَ أهْواءهُم بَعدَ الذي جاءكَ مِن العِلمِ ما لكَ منَ اللَّهِ مِن وليٍّ ولا نصيرٍ} [البقرة: 120]
– فالذي لديهم هو أهواء، انحرافات ناشئةً عن هوى أنفسهم، برمجوا الدين أو الرسالة الإلهية بما يتناسب مع أهوائهم، وحرَّفوا، وغيَّروا، وبدَّلوا، ومسخوا الرسالة الإلهية وقدَّموا لها أنماطاً وأشكالاً مختلفة في كثيرٍ من الأمور المهمة
– فلذلك جاء هذا الوعيد والتحذير والتهديد: {ولئنِ اتَّبَعْتَ أهواءَهُم} وهو هنا يحكي عن ملّتهم، سمَّاها أهواء {بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ}.
((( أهل الذمة ومنهج الإسلام بين الحرب والسلم )))
- فيما يتعلق بالموقف العسكري والقتالي، للإسلام في ذلك منهجه وشريعته في التفريق بين من هو خاضع للدولة الإسلامية ويدفع الجزية ويخضع للقوانين الإسلامية ولأحكام الشرع الإسلامي الخاصة بوضع المعاهدين ومن يطلَق عليهم أهل الذمة، ومن هو معادٍ كإسرائيل؛ أو يتحرك ضد الأمة الإسلامية، يعني هذا عنوان آخر.
- في موقف الإسلام في الحرب والسلم، في الماضي كان هناك يهود حتى عندنا في اليمن خاضعون للدولة الإسلامية، ولشريعة الإسلام ولأمر الإسلام، ويدفعون الجزية وهم خاضعون على ما هم عليه من دون أي أنشطة عدائية للتخريب في الداخل الإسلامي، كشرطٍ أساسيٍ يعني للعهد بينهم وبين المسلمين.
((( في الختام )))
- اليهودية عنوان طائفي لخط الانحراف والتحريف، واليهود هم أولئك الذين ساروا على خط الانحراف والتحريف
- كل من يحاول أن يجعل من هذا الموضوع ذريعةً وغطاءً لمد جسور الولاء والتطبيع لليهود والصهاينة الإسرائيليين فهو يفتري على الله الكذب ويخدع الناس؛ لأنه يحاول أن يجعل من العنوان الديني مطيةً له وذريعةً ووسيلةً يتوصل بها إلى محظورٍ من أكبر المحظورات، وذنبٍ من أعظم الذنوب، ومعصيةٍ من أكبر المعاصي، وهي الولاء لليهود
- الله سبحانه وتعالى قال: {وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ}، خروج عن منهج الإسلام وعن الأمة الإسلامية، وانضمام إلى صف الأعداء، وتحرُّك بما يخدمهم
- أردنا أن نقدم هذا التوضيح لأنه فيه مشكلتين:
– أن الذين يتحركون ليجعلوا منه غطاءً كعنوان ديني للتطبيع مع إسرائيل يستغلونه
– أن البعض يقعون في الاشتباه ثم يمثِّل بالنسبة لهم مشكلة، ولهذا ينتقدونا في شعارنا شعار (اللعنة على اليهود)
- يبقى الكثير من الكلام عن اليهود، مثل:
– ما حكاه الله عنهم من انحرافات كبيرة جداً في عقائدهم نحو الله سبحانه وتعالى
– في موقفهم من ملائكة الله ومن جبريل وميكال
– فيما يتعلق بموقفهم من الأنبياء وتولّيهم لقتلة الأنبياء، لدرجة أن الله خاطب اليهود المعاصرين للنبي بقوله: {قُلْ فَلِمَ تَقْتُلُونَ أَنْبِيَاءَ اللَّهِ مِنْ قَبْلُ}[البقرة: 91]، لماذا وهم لم يدركوا الأنبياء من قبل؟ لأنهم كانوا يوالون قتلة الأنبياء من أسلافهم، كانوا على نهجهم وخطهم ويتولونهم
– في القرآن الكريم أيضاً دعوة صريحة وواضحة لهم إلى الإيمان برسول الله محمد ولعَنَهم القرآن على كفرهم برسول الله وبالقرآن وهم يعرفونه كما يعرفون أبنائهم
- فإذن [على ضوء ما تم توضيحه من كلام الله] لا يصح أبداً تسمية اليهودية بالدين السماوي، ليست ديناً سماوياً
- الرسالة الإلهية والدين الإلهي الحق اسمه وعنوانه الصحيح والأساس في كل عصر، في كل عهدٍ من عهود الأنبياء “عليهم السلام” الإسلام
- لا يصح النظرة إلى اليهود على أنهم على دينٍ سماويٍ كما الإسلام بما هم عليه من انحراف وتحريف رهيب جداً، وبالتالي تأتي هذه المقارنة بين أتباع الديانات السماوية، لا تصح هذه المقارنة أبداً
- إن شاء الله تكون الصورة مكتملة الوضوح، ونتمنى أيضاً في الوسط الجامعي والأكاديمي أن تكون الصورة واضحة من خلال النصوص القرآنية هذه.
من المحاضرة الرمضانية ليوم 27 رمضان 1440هـ.
إعداد- حمزة إسحاق
أشترك على قناة أخبار تعز تلغرام وكن أول من يعلم الخبر فور حدوثه
