تعز .. بعر الاخوان ومظلة بن علوان
إن العناد يورث الكفر ، والكفر هنا هو الاضرار بالوطن وتسليمه لقمة سائغة للشيطان، اما العناد فهو ماتبديه عناصر المقاومة المزعومة من الغاء لقواعد المنطق ودواعي التفكير السليم وابجديات التفريق بين مايجوز ولا يجوز في موضوع الصراع من أجل السلطة ولذة الانفراد بالحكم ،
المتحف الوطني بتعز احترق من الداخل في المنطقة التي يسيطر عليها الاخوان المسلمون والذين تغير اسمهم الحركي الى “مقاومة شعبية” و”جيش وطني” ومؤيدين لـ “شرعية” هادي الوضيع ،
تعز مدينة يمنية يعود تاريخها الى العصر الوسيط كانت عاصمة لدولة آل رسول المتمرد على خلافة بغداد وانطوت في ثناياها على عقد كثيرة من التلاقح الفكري والمذهبي الذي انتج “بن علوان” باهوت الصوفية الذي مازال ممسكاً بتلابيب العقول والافكار منذ القرن الثاني عشر الهجري وصولاً الى الفنان ايوب طارش عبسي ،وبين هذين جاء الامام احمد آخر الأئمة الزيديين الذين حكموا اليمن عشرة قرون قبل ٢٦ سبتمبر ١٩٦٢مـ والذي اتخذ من تعز عاصمة لملكه في مواجهة الانجليز “النصاري” محتلي عدن وماحولها من الاراضي والحقول الجافة الغاصة بالدم ومحاجين الذرة وغيرها من المحاصيل التي بالكاد ابقت هذا الشعب جلداً على عظم ،
موقع اليوتيوب منذ أمس امتلأ بالكثير من مقاطع الفيديو للجناة وهم يدحرجون عمائم الامام احمد ،ومعها بقايا مظلة “بن علوان” كان هؤلاء مزهوون بفعلتهم كأنما اقتلعوا اكباد صوفية تعز ومعها كبد عبدالملك الحوثي وارث الحاضنة الزيدية والرجل الذي يروجون نكاية به انه سيكون سيداً واماماً جديداً لهذا البلد المثخن بالجراح والدمار ،
هل هناك تحالف معلن او شبه معلن بين الزيدية والصوفية في تعز لمواجهة حنابلة داعش والوهابية الجديدة وتركيا المثخنة بجراح تراثها المغموس بالدم في “آرزو ييمين” ؟ لا احد يدري
منابر العدوان الاعلامية وكعادتها في الاستغباء وتزييف الحقائق والتلاعب بالصوت والصورة اعتبرت حريق المتحف جريمة “حوثية”
وأن الحوثيين الاشرار هم من احرق المتحف ليحرم مدينة تعز من ثروتها الثقافية كما فعلوا بمكتبة “السعيد” والتي اتذكرها مليئة بكتب الفكر والتنوير والتراث الانساني بداية من مؤلفات ماركس وانجلز وانتهاء باصدارات التي تفضح خطط الاخوان المسلمين ووسائلهم الخبيثة في التخريب والتدمير وافراغ العقول والجيوب والخزائن والثروات ،
البعرة تدل على البعير وليس في الحرب المستعرة في تعز ماهو أكبر وأوضح من بعر الاخوان وسلالاتهم الاكثر بشاعة من قاعدة ودواعش وحمقى يكفرون بالثقافة ولايؤمنون الا بالكراهية والعناد الذي يورث الكفر وتدمير الوطن
بقلم/وليد المشيرعي
من حائط الكاتب على الفيس بوك