ما هي دوافع القرار السعودي بارسال قوات برية للحرب في سورية؟ وهل لمواجهة “الدولة الاسلامية” ام اسقاط الاسد.. ام الاثنين معا؟ وما هي احتمالات النجاح والفشل؟ ومن هي الدول الاسلامية والعربية الاخرى التي ستشارك؟
السعودية وتركيا ومعهما بعض الدول الخليجية لا تخوضان حربا ضد الرئيس بشار الاسد وجيشه، وانما ضد روسيا وايران وحزب الله، وربما الصين في مرحلة لاحقة، مثلما قلنا الف مرة في السابق اننا نستطيع التنبؤ بموعد بدء الحرب، ولكننا لا نستطيع التنبؤ بتطوراتها والمشاركين فيها، ناهيك عن نهاياتها.
المنطقة امام مغامرة عسكرية، او بالاحرى مقامرة سعودية جديدة، مبعثها اليأس والاحباط من عدم القدرةعلى حسم الحرب في اليمن التي تحولت الى حرب استنزاف مالي وبشري واستراتيجي، وعدم القدرة في الوقت نفسه على تشكيل تحالف “اسلامي سني” لمواجهة القوة الايرانية المتصاعدة وهزيمتها، فهل نحن امام “نمر جريح” يوجه خبطات عشوائية هنا وهناك؟
لن نستبق الاحداث، ولن نستعجل اصدار احكام حول ما يمكن ان تنتهي اليه هذه المغامرة، ولكن كل ما نستطيع ان نقوله ان الانتصار فيها غير مضمون، والمتغطي بامريكا عريان، وننصح اصحاب القرار في السعودية الاستفادة من دروس حرب اليمن اولا، وقراءة كتب اساتذة مثل بول كينيدي، ايان موريس، ونيال فرغيسون، قبل ان يرسلوا اي قوات برية الى سورية.
نعلم جيدا انهم لن يعملوا بهذه النصيحة، مثلما تعاطوا مع مثيلاتها في ظل التغيير الكبير في سياسات المملكة واتسامها بالاندفاع وفق ما اطلق عليه بعض كتابها “عقيدة سلمان” التي ترفض “ التردد” و” التأني ”قبل اتخاذ اي قرار سياسي، او استراتيجي التي سادت السنوات الثمانين السابقة.
انها الحرب اذاً…. وهناك من يتسرع خوضها؟
اذا كان الحال كذلك، وهذا هو الارجح، فاننا سنشاهد العقيد العسيري كثيرا جدا في الايام المقبلة، وربما سيحتاج الى اكثر من نائب او مساعد..
فهذه حرب اذا اندلعت، ستغير وجه المنطقة وحدودها وخرائطها وحكوماتها.
عبدالباري عطوان
المصدر/
رأي اليوم