نص كلمة السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي في الذكرى السنوية للشهيد القائد 1440هـ
تعز نيوز- متابعات
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله الملك الحق المبين، وأشهد أن سيدنا محمدا عبده ورسوله خاتم النبيين.
اللهم صل على محمد وعلى آل محمد وبارك على محمد وعلى آل محمد، كما صليت وباركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد، وارض اللهم برضاك عن أصحابه الأخيار المنتجبين وعن سائر عبادك الصالحين.
أيها الإخوة والأخوات..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
في العام الخامس من الصمود في وجه العدوان السعودي الأمريكي الغاشم على بلدنا العزيز وشعبنا اليمني المسلم تأتينا الذكرى السنوية للشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي رضوان الله عليه، هذه الذكرى المؤلمة التي هي محطة مهمة نكتسب منها المزيد من العزم والقوة ونستفيد منها الوعي ونكتسب منها البصيرة فيما يفيدنا ونحن في ظل التصدي لهذا العدوان ومواجهة هذه التحديات.
والسيد حسين رضوان الله عليه هو الذي لم يزدد خلال كل هذه الفترة الزمنية إلا حضورا، حضورا في وجداننا ومشاعرنا، حضورا في موقعه في القدوة والقيادة والهداية وأيضا حضورا بمشروعه القرآني العظيم، هذا المشروع المستمد من نور القرآن وهدي القرآن والمرتبط بالواقع، وهذه الذكرى بمثل ما هي محطة لاكتساب الوعي والعزم والبصيرة والقوة هي ذات صلة وثيقة بالواقع، فالسيد حسين رضوان الله عليه بمشروعه القرآني العظيم هو حاضر في الساحة، هذه الساحة بما فيها من أحداث، وبما فيها من تحديات، بما قدمه من نور وهداية وبصيرة وبما تركه من أثر عظيم في وجداننا ومشاعرنا ومن أثر يتزايد يوما بعد يوم.
مسار الأحداث منذ انطلاقة المشروع القرآني ومنذ بداية التحرك للسيد حسين بدر الدين الحوثي رضوان الله عليه وإلى اليوم، مسار الأحداث في ساحتنا الإسلامية وفي منطقتنا العربية وفي بلدنا اليمن مسار الأحداث بكله يقدم في كل يوم من ذلك اليوم وإلى اليوم الشواهد تلو الشواهد على صوابية هذا المشروع وهذا التحرك، وعلى أهميته وعلى ضرورته وعلى الحاجة إليه، فالسيد حسين رضوان الله عليه لم يتحرك من فراغ، والمشروع القرآني الذي قدمه للأمة هو مشروع الأمة في أمس الحاجة إليه، يشهد الواقع وتشهد الأحداث كما قلنا وهي يومية منذ ذلك اليوم وإلى اليوم.
نحن في عالمنا الإسلامي في منطقتنا العربية وفي بلدنا اليمن، نحن أمة مستهدفة شئنا أو أبينا، أقررنا أم أنكرنا نحن أمة مستهدفة، التاريخ يشهد على مر التاريخ كم شهدت ساحتنا الإسلامية من غزو أجنبي ومن استهداف لنا كمسلمين، استهداف من أعداء كُثُر ذات جهات متعددة وصفات متعددة واتجاهات متنوعة، كم في التاريخ الهجوم والغزو الصليبي، الهجوم من جانب التتار، الهجوم من أقوام آخرين، اتجاهات متعددة، وشهدنا على مر التاريخ كثيرا من الأحداث المأساوية في داخل أمتنا وكان لها آثارها المدمرة في الساحة أو في ساحتنا الإسلامية على مر تلك المراحل الزمنية المعروفة في التاريخ والتي سطرها التاريخ، والتي مثلت نكبات بكل ما تعنيه الكلمة على مراحل مهمة من تاريخنا، ونحن في هذا الزمن لا يزال في أوساطنا الكثير ممن عاصروا الحقبة الاستعمارية البريطانية والغربية سواء الفرنسية أو الإيطالية أو غيرها، ثم نحن في حقبة الهجمة الأمريكية والإسرائيلية البارزة والواضحة والحاضرة بشكل كبير وعدائي في ساحتنا الإسلامية والتي نعيش مأساتها في كل يوم، فنحن بلا شك أمة مستهدفة والمؤثرات القادمة على ساحتنا وعلى واقعنا، المؤثرات هذه مؤثرات موجودة بالفعل وتأثيراتها في كل مناحي حياتنا واضحة بالفعل، وبالتالي لا التجاهل لكل هذا يجدي ولا التنصل عن المسؤولية يفيد، ولا أيضا الانسياق وراء هذه المؤثرات والاستسلام لهذه الأحداث وأن نتحول إلى ساحة مفتوحة أمام العدو يصنع فينا ما يشاء ويريد ويفعل بنا ما يريد، ويتحرك بنا وفينا كما يريد، ليس كذلك أمرا صحيحا ولا مفيدا لنا، ولا مفيدا لنا أبدا.
يلزمنا كأمة مستهدفة كمسلمين يلزمنا فهم صحيح ورؤية حقيقية، فهم صحيح، ومعرفة واقعية بالأحداث والواقع والتحديات والمخاطر، وعي صحيح عن العدو ومن هو هذا العدو، وماذا يريد هذا العدو، وكيف هي مؤامرات ومكائد هذا العدو؟ ويلزمنا رؤية صحيحة للحل، ومشروع عملي وبرنامج عمل نتحرك على أساسه للتصدي لهذه الأخطار والتحديات، وإلا فلا الأخطار سترحمنا ولا العدو سيرحمنا ولا الله سيرحمنا إن نحن لم نرحم أنفسنا، إن نحن لم نلتفت إلى واقعنا، إن نحن لم نتحمل المسؤولية، إن نحن لم نتحرك كما يريد الله منا أن نتحرك وكما هي سنن الله سبحانه وتعالى مع عباده في واقع هذه الحياة، يلزمنا قراءة واعية للأحداث والمخاطر والتحديات، ووعي بتوجهات الأعداء والتحرك على أساس مشروع صحيح، وهذا ما ركز عليه السيد حسين بدر الدين الحوثي رضوان الله عليه في مشروعه القرآني وفي نهضته بالمسيرة القرآنية المباركة.
مرحلة ما بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر وبداية الألفية الثالثة تحركت أمريكا وإسرائيل ومن يدور في فلك أمريكا في هجمة استعمارية دخلت بأمتنا في مرحلة جديدة خطيرة وحساسة ومهمة، وهذه الهجمة هي هجمة شاملة وواسعة وتتحرك في كل الاتجاهات وفي كل المجالات وتحت عناوين متعددة وبأدوات متعددة، وبالتالي فهي هجمة خطيرة لأنها ليست فقط هجمة عسكرية تتجه على نحو عسكري بحت، فيلزمنا فقط في التصدي لها أن نتحرك عسكريا، لا، إنما هي هجمة شاملة تتحرك تحت عناوين خطيرة وتركز بشكل أساسي على اختراق الأمة، وهذه أخطر قضية على الأمة أن العدو يركز بشكل كبير في هجمته هذه على اختراق الأمة من الداخل كمسار رئيسي في مساراته المتعددة لاستهداف هذه الأمة، وهذا الاختراق للأمة من الداخل يهدف فيه العدو إلى أن يوصل الأمة إلى حالة الانهيار الكامل بما يمكنه من السيطرة التامة عليها، إنسانا وأرضا وثروة والاستغلال التام لها، حتى نصبح نحن كأمة مسلمة ما بعد مرحلة الانهيار عبارة عن مغنم، مغنم، ثروتنا البشرية ثروة تصبح بيد العدو يمتلكها العدو، يوظفها العدو ويستغلها كما يشاء ويريد، الثروة المادية في منطقتنا العربية والإسلامية عموما، كذلك تصبح إلى ثروة يمتلكها العدو ويستغلها بشكل تام، موقعنا الجغرافي يصبح كذلك إلى موقع يمثل امتيازا مهما للعدو للأمريكي والإسرائيلي ويستغله حتى في السيطرة على ما تبقى من العالم، وفي صراعه مع منافسيه ومناوئيه في الساحة العالمية، وهذه مسألة كارثية بالنسبة لنا كمسلمين، لو اتجهنا إلى أن نمكن العدو للوصول إلى تحقيق هذا الهدف، وأن نتحول بكلنا كما يشاء لنا عدونا أن نكون ثروة له يستغلها كما يشاء ويريد، وأن نفقد كل شيء الحرية، الكرامة، الاستقلال المبادئ، القيم، نفقد كل شيء يتصل بالدنيا والآخرة، نضحي بالدين والدنيا، ولصالح عدو يعادينا، يكرهنا يحتقرنا، يمتهننا، يسعى لاستعبادنا، لا يمتلك مثقال ذرة من الاحترام لنا، ولا من التقدير لنا.
أنا أقول لو قبلنا بذلك لخرجنا حتى عن طورنا الإنساني، ولكنا أشبه بالأنعام والحيوانات التي تجردت من كل ما منح الله الإنسان من مؤهلات ومن ملكات ومن مقومات تساعده على أن يكون له حضور في هذه الدنيا كمستخلف لله في الأرض، يعني لما بقينا كما ينبغي لنا أن نكون كمسلمين، بل حينها لم نبق كما ينبغي أن نكون كبشر، أن نكون كناس، بني آدم، فخرجنا عن ذلك، ولذلك فالتوجه الصحيح بحكم الفطرة الإنسانية، بحكم الدين الإسلامي، بحكم القرآن الكريم، بحكم الانتماء الإسلامي للرسالة الإلهية والرسل والأنبياء، أن نتحرك بمقتضى ذلك، بما يكفل لنا أن نواجه هذ التحدي وهذا الخطر وأن نحمي أنفسنا من هذا الاختراق الذي هو اختراق خطير جدا، رأينا كيف أثر في الكثير من أبناء الأمة، هناك بالفعل منعة وحصانة ومقاومة وتحرك مناهض لهذا الخطر ولهذا التهديد، وهناك في نفس الوقت جهات أخرى من أبناء الأمة ومكونات البعض منها أنظمة وحكومات، البعض منها كيانات داخل الشعوب، البعض منها تيارات وفئات من أبناء الأمة، كان لها اتجاهات خاطئة، البعض منها اتجاه نحو ما يريده العدو بشكل مباشر نحو الاستغلال والخضوع والتحول كأدوات لصالح العدو يشتغل بها كما أراد أن يشتغل بها وطبعا تحت عناوين.
البعض من الفئات هذه لا اتجهت نحو الانسياق لتمكين العدو من خلال الاستسلام والخنوع والتنصل عن المسؤولية والجمود وأن نترك العدو ليتحرك في هذه الساحة ويشتغل وفي نفس الوقت يكون هناك موقف سلبي من كِلا الاتجاهين ممن يتحرك كما ينبغي التحرك الطبيعي بحكم الفطرة الإنسانية والتحرك الصحيح بمقتضى الانتماء الإسلامي للإسلام والقرآن للرسالة والأنبياء والرسول محمد صلوات الله عليه وعلى آله في المناهضة لهذه الهيمنة في التصدي لهذا التهديد في المواجهة لهذه التحديات والأخطار.
الذين تحولوا إلى أدوات تحت عناوين متعددة كالتكفيريين مثلا وبعض الأنظمة كالنظام السعودي والنظام الإماراتي ونحوهما وبعض الكيانات الأخرى من أبناء الأمة الذين قبلوا ورضوا لأنفسهم أن يتحولوا إلى أدوات بيد الأمريكي وأن يتحركوا بناءً على هذا تحت إشرافه لتنفيذ أجندته وفق توجيهاته أن يعادوا من يريد الأمريكي معاداته وأن يوالي من يريد منهم الأمريكي موالاته وأن يتحركوا تحت العناوين وبنفس ما يريد منهم أن يفعلوا هؤلاء الذين يتحركون على هذا الأساس باتوا في يد الأمريكي يتحرك بهم في استهداف من يتحرك بشكلٍ صحيح في أوساط الأمة ولتنفيذ مؤامراته التدميرية لهذه الأمة والتي يسعى إلى تقويض كيان هذه الأمة بالكامل، وبالتالي حتى أولئك الذين يتحركون بهم كأدوات في نهاية المطاف تصل بهم حتى هم إلى حافة الانهيار فلا يبقى لهم فيما بعد أي مشروع أو مساحة هامشية لصالحهم هم في نهاية المطاف يمكن أن يدمرهم هم وأن يحولهم إلى حالة ليس لها أي حضور يعبر عنها أو يحقق مصلحة لها أو ذات وجود بشكل كيان هنا أو كيان هناك، لا، يعيد صياغتها من جديد كما يحلوا له، لأنه لا يوجد حتى أن تبقى كيانات بارزة في داخل هذه الأمة يريد أن يقوض حتى هذه الكيانات من الدول هنا وهناك بما في ذلك المملكة العربية السعودية وغيرها.
وبالتالي هذه الهجمة الخطرة جدا التي تسعى إلى اختراق الأمة من الداخل وإلى السيطرة على الواقع الداخلي وتشتغل تحت عناوين متنوعة لإثارة الفتن لاستغلال الناس لتنفيذ الأجندة التدميرية التي تخدم العدو ويصاحبها حملة تشويه غير مسبوقة للإسلام وهذه نقطة مهمة جدا لأنها توضح لنا أننا مستهدفون في إسلامنا في مبادئه الصحيحة طبعا في أخلاقه الصحيحة في تعليماته الصحيحة الإسلام المُحمدي الأصيل.
حملة تشويه تُستغل فيها كيانات محسوبة على هذه الأمة التكفيريين، التكفيريين يستغلون ليلعبوا هم هذا الدور القذر هذا الدور الخطير جدا هذا الدور السيء جدا فتجد شغل كبير في واقعنا الداخلي كأمة مسلمة تحت عناوين كثيرة عناوين تدميرية عناوين مشوهة عناوين تقوض كيان الأمة عناوين تبعث حالة الحيرة واليأس عناوين تدفع بالأمة نحو انعدام الرؤية والوصول إلى الانهيار التام وبالتالي الارتباط بالعدو كموجه رئيسي وكحاكم لهذه الأمة ومسيطر عليها وموجه لها حتى لا يبقى في واقع الأمة أي رؤية ذاتية أي توجه صحيح وحقيقي من الداخل، هذا ما يسعى له الأمريكي ويسعى له الإسرائيلي، وبالتالي تفقد هذه الأمة كل عوامل المنعة البناء التماسك وعندما تفقد كل هذه العناصر تتبعثر تتلاشى تنهار تنتهي تتحول إلى مغنم كبير بيد العدو تفقد هويتها وتفقد كل عناصر التماسك والنماء والبقاء والقوة والقدرة على مواجهة التحديات والأخطار.
هذه الهجمة خطيرة جدا هذه الهجمة لأنها تشتغل على كل المسارات سياسيًا تحت عناوين متعددة تستهدفنا في الجانب الاقتصادي حتى تصل بنا إلى أن نفقد كل المقومات الاقتصادية نتحول إلى أمة لا تنتج شيئا من أساسيات حياتها ومجرد سوق استهلاكية وكثير منها أيضا ليس فقط يصلون إلى حد انعدام المقومات الذاتية على المستوى الاقتصادي وانعدام القدرة على الإنتاج إنما متسولون أيضا يتحول الكثير منا إلى متسولين يعتمدون على المنظمات على الهبات ثم يتم استغلالهم بشكلٍ أو بآخر على المستوى العسكري وعلى كافة المستويات، هذه الهجمة التي تأتي لاختراق الأمة من الداخل وتطويعها وتصل بها إلى حالة اتخاذ أعدائها من الأمريكيين والإسرائيليين الذين هم فريق الشر في هذا العصر من أهل الكتاب من اليهود ومن النصارى من داخل تلك الساحة هم فريق الشر الذي أشار إليهم القرآن الكريم ويلعب دورا سلبيا هم في هذا العصر هم من يلعب الدور السلبي والتخريبي والعدائي لهذه الأمة، يتحولون هم بعد اتخاذهم أولياء وبعد التطويع للأمة إلى مسيطرين على هذه الأمة ومحكمين لسيطرتهم عليها.
المشروع القرآني الذي تحرك به السيد حسين بدر الدين الحوثي رضوان الله عليه هو مشروع عظيم ينطلق كما قلنا من قراءة واعية عن العدو عن الأحداث عن مسارات هذه الأحداث عن المجالات التي يتحرك فيها العدو سياسيا إعلاميا اقتصاديا بالتضليل الثقافي والفكري بالاستغلال لمشاكل هذه الأمة التي تكاثرت عبر قرونٍ من الزمن بالتوظيف والاستغلال لكثيرٍ من الأحداث والأزمات والمشاكل وعي بالعدو بأساليبه بمكائده بمخططاته بطبيعة هذا الصراع وطبيعة هذه المعركة ويعتمد على القرآن الكريم وعلى النظرة الواعية إلى الواقع والفهم الصحيح لهذا الواقع على مبدأ (عينٌ على القرآن وعينٌ على الأحداث).
هذا المشروع القرآني أيضا يركز على الساحة الداخلية في تحصينها لأن القرآن الكريم كلما تحدث لنا عنهم كأعداء يركز على أن يصيغ لنا رؤية صحيحة نظرة صحيحة فهم صحيح عن هذا العدو كعدو عن أساليبه عن مكائده عن النقاط الخطرة التي ينفذ من خلالها في معركته معنا كأمة مسلمة.
فيتجه المشروع القرآني إلى تحصين الأمة من الداخل وفق الهداية القرآنية التي تركز على هذه النقطة بشكلٍ جوهري ويركز القرآن الكريم على رؤية واسعة وكاملة وفي نفس الوقت تعبئة معنوية عالية وتربية على الشعور بالمسؤولية بشكلٍ كبير وإيجاد طاقة معنوية هائلة لتحمل المسؤولية والانطلاقة كما ينبغي في مواجهة هذه التحديات.
المشروع القرآني يمتلك بخصائص القرآن الكريم وما يتميز به القرآن الكريم وبارتباطه بالواقع وملامسته لهذا الواقع وصلته بالأحداث والظروف وعلاقته بكل هذه المجالات في كل واقع الحياة يمتلك مقومات عظيمة وفريدة ومهمة يوفر الوعي وأول ما نحتاج إليه في هذه المعركة هو الوعي.
الوعي عندما تستقرئ في ساحتنا السياسية في عالمنا العربي والإسلامي تشاهد أن هناك أزمة خطيرة جدا ومشكلة حقيقية في الوعي كم تسمع من التحليلات السياسية والقراءة للأحداث والنظرة إلى العدو لتجدها في كثير من الحالات منعدمة ومفلسة في الوعي كم تجد من الكتابات والأبحاث والمقالات والدراسات تفتقر إلى الوعي كم تجد من التعليقات والبرامج وهي مفرغة من كل مضمونٍ واعٍ ويصنع الوعي في الساحة، وهناك مشكلة كبيرة يستفيد منها العدو ولهذا لاحظ عندما يأتي العدو ليقدم عنوانًا معينًا، عنوانًا معينا يخدع به الكثيرين الكثير من أبناء الأمة لم يفهموا بعد أن العدو سيركز على عناوين داخلية من داخل الساحة العربية والإسلامية وأنه سيستغل هذه العناوين وسيحرك فيها الكثير من الناس بمجرد أن يشغل العنوان التكفيري الطائفي فيتجه الكثير من السُذج والبُسطاء والمغفلين ومنعدمي الوعي ليتحركوا بكل تفانٍ وينفذون خدمة كبيرة جدا للأمريكي والإسرائيلي بمجرد أن رفع لهم عنوانًا معينًا وشغل مع هذا العنوان بعض ما يتصل به من أدبيات من شكليات من أساليب معينة هو يصمم ويصنع عناوين بما تحتاج إليه هذه العناوين يحرك عنوانًا هناك وعنوانًا هناك وعنوانًا هناك ويحرك تحت هذا العنوان الكثير هنا وهناك والبعض قد يعوون أنها مجرد عناوين ولكن قد يعجبهم ذلك قد أصبحوا على تبعية تامة بالأمريكي ويفهموا أن المسألة مسألة عنوان ويعجبهم أن يكون هناك عنوان للتستر والتخفي تحته عناوين للتمويه.
وهكذا تعتبر هذه المعركة معركة مهمة نحتاج فيها إلى الوعي نحتاج فيها إلى زكاء النفوس لأن العدو يستغل أسلوباً خطيرا في نشر الفساد في أوساط الأمة والعمل على ضرب حالة الزكاء في النفوس حالة القيم حالة الأخلاق الحالة المعنوية من الداخل في نفوس الناس القرآن الكريم يُقدم هذه الميزة على أرقى مستوى كتاب تزكية للنفوس والمشروع القرآني المستمد من القرآن الكريم أيضا يكتسب هذه الميزة من القرآن الكريم ومن نوره وهدايته فيقدم ما يساعد كمنهج وكتربية وكمسار عمل على تزكية النفوس لمن يتفاعل طبعا لمن يصدق بارتباطه بهذا المشروع.
يُقدم أيضا حالة عالية من الاستشعار للمسؤولية وهذه مسألة مهمة في واقع الأمة لأنها ضربت على مر التاريخ، مراحل كثيرة جدا استهدف فيها هذا الجانب في واقع المسلمين، جردوا في كثير من بلدانهم من الإحساس بالمسئولية ومن الشعور بالمسؤولية العامة وألغيت مبادئ مهمة في هذا الدين وشطبت وغيبت عن الخطاب الديني وعن التعليم الديني حتى أصبح الكثير من المسلمين لا يرون في الإسلام إلا طقوس، عبادات وبعض من المعاملات أما هذا الجانب المهم من الشعور بالمسؤولية أن نكون أمة تسعى إلى إقامة الحق، إلى التصدي الباطل والطاغوت، إلى مواجهة الظلم والاستعباد إلى التصدي للأعداء كل هذه المفاهيم شطبت من نفوس الكثير لا توعية ولا تربية، لا تثقيف ولا تعليم ولا بناء ولا مشاريع عمل قائمة على أساس ذلك.
المشروع القرآني أيضا يلحظ مع مسألة الوعي ومسألة الزكاء للنفوس برامج العمل والتعبئة المعنوية، برامج عمل أنشطة عملية في كل المسارات، العدو يشتغل سياسيا كيف نتصدى في الساحة السياسية يشتغل إعلاميا كيف نتصدى في الساحة الإعلامية يشتغل على المستوى الاقتصادي كيف نحمل رؤية اقتصادية تبنينا من جديد كأمة منتجة وتعطي أولوية للمسائل المهمة جدا في عملية الإنتاج الاقتصادي وتعي أهمية الخلاص من التبعية للأعداء، رؤية متكاملة في هذا الاتجاه ثم على المستوى الفكري والثقافي كيف ننقي ثقافتنا وفكرنا من كل الشوائب التي تضربنا في ساحتنا العملية في واقع حياتنا تجعلنا نتجه عمليا الاتجاهات الخاطئة وهكذا نجد في المشروع القرآني الشمولية والتكامل الذي يلحظ كل الساحات وكل المجالات وكل الاتجاهات ويلحظ أيضا في شموليته التحرر من الأطر الضيقة التي تكبل الأمة على مستوى الأطر الجغرافية أو الأطر المذهبية أو الأطر بأي شكل من أشكالها الضيقة التي تكبل الأمة فهو مشروع انطلق بعالمية القرآن الكريم بعالمية الإسلام بأفق الإسلام الواسع الذي ينظر إلى الأمة كل الأمة ويحس بهذا الانتماء إلى هذه الأمة بكلها وإلى أنك كمسلم جزء من هذه الأمة بكلها يهمك أمر هذه الأمة في أي قطر من أقطار هذه الأمة ويركز على القضايا الرئيسية والمركزية للأمة وفي مقدمتها القضية الفلسطينية التي هي قضية كل الأمة والمقدسات التي تعنينا جميعا، يلحظ ما تشكله إسرائيل من خطورة بالغة ويلحظ أيضا هذا الترابط الحقيقي وهذا التلازم الفعلي ما بين إسرائيل وأمريكا وأن كلاهما وجهان لعملة واحدة وأن هذا الخطر والتهديد الكبير يجب أن نلحظه كمسلمين وأن ننظر إليه كمسلمين كأكبر تهديد على أمتنا ويجب أن نعطي الأولوية للتصدي له، والتصدي من واقع هذه المعركة الواسعة في كل مجالاتها ومساراتها بدءا من التركيز على تحصين الساحة الداخلية لأن القرآن يتجه إلى الساحة الداخلية، عندما يتحدث عنهم كأعداء يأتي ليقدم لنا جملة من التوجيهات التي تركز على واقعنا الداخلي، وهذا للأسف لم يفهمه الكثير من علماء الدين لديهم جهل فظيع بهذا المسألة ولا من السياسيين الكثير منهم لم يفهموه بعد ولا من كافة الفئات والمكونات.
البعد عن القرآن الكريم صنع أمية تجاه هذا الخطر وهذا التهديد وما يشكله وما يعتمد عليه ولهذا تجد البعض اتجهوا إلى انتقاد المشروع القرآني لماذا الشعار؟ لماذا المقاطعة؟ لماذا حملات التوعية؟ لماذا هذه الرؤية التي تركز على إصلاح الواقع الداخلي للأمة وعلى سد الثغرات التي ينفذ من خلالها العدو ويستغلها العدو إنهم لم يلحظوا كيف يتخاطب القرآن الكريم، القرآن الكريم في سورة المائدة يأتي ليتحدث معنا عن خطورة ذلك العدو ثم يقول لنا (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَىٰ أَوْلِيَاءَ ۘ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ ۚ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ) عندما يأتي ليتحدث حديثا واسعا عن الواقع الداخلي للأمة كيف يتحصن لأن مشكلة الأمة عندما تتجه إلى أن تتخذ أمريكا وإسرائيل أولياء هذا بحد ذات كفيل في أن يوجه ضربة كبيرة للأمة أن يؤثر على واقعها الداخلي أن يصنع فيها الكثير من المشاكل أن يمثل تهديدا وخطرا فعليا عليها عندما يأتي ويقول في سورة آل عمران (إِنْ تُطِيعُوا فَرِيقًا مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ يَرُدُّوكُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ كَافِرِينَ) فيشخص هذا الخطر الذي يركز على تفريغنا من هويتنا في أهم مبادئها وقيمها وأخلاقها وتعاليمها القيمة التي تبنينا وتبني واقعنا ليكون واقعا قويا لنكون أمة متماسكة مستقلة متخلصة من التبعية لأعدائها ومن الاستغلال للطاغوت وللظالمين في هذا العالم.
يأتي ليقدم لنا الكثير من التعليمات تتجه إلى واقعنا الداخلي كيف نصلحه كيف نبنيه على الاعتصام بالله سبحانه وتعالى حتى نستمد هذه القوة المعنوية من اعتمادنا على الله من ثقتنا بالله حتى نحظى بالرعاية الإلهية والنصر الإلهي والمعونة الإلهية، كيف نبني هذا الواقع على تقوى الله ونحذر من التفريط في مسؤولياتنا ونلتزم في واقعنا في حياتنا في مسيرة حياتنا لقيم هذا الدين وتعاليم هذا الدين وتوجيهات الله سبحانه وتعالى ونلتزم بصفات المتقين فيما وصفهم الله به في القرآن الكريم كيف ننقي ساحتنا الداخلية من العداوات الهامشية التي يستغلها الأعداء أو يخلقها الأعداء في ساحتنا الداخلية أو تتنامى نتيجة لمشاكل هنا ومشاكل هناك لم تحل كما كان ينبغي لنا أن نحرص على حلها، كيف نعطي الساحة الداخلية في واقعنا الإسلامي اهتماما كبيرا في الوحدة والاعتصام بحبل الله سبحانه وتعالى وعلى أساس هديه وتوجيهاته وتعليماته لتكون هي ما نلتقي عليه وما تجتمع كلمتنا عليه وما نتمسك به وما نسير على أساسه فنتوحد ونعتصم بحبل الله جميعا كيف نحرص على أن نتحرك تحت عنوان الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لإصلاح واقعنا الداخلي في كل المسارات والاتجاهات ليكون واقعا خيرا ندعو فيه إلى الخير تحت هذا العنوان العظيم والواسع لنعمل على أن تكون هذه الساحة الداخلية قائمة على أساس المعروف المعروف في قيمه وساحة نظيفه من المنكرات بكل أشكالها في الواقع الاقتصادي في الواقع الأخلاقي في الواقع السياسي في الواقع العام ساحة صالحة، وهكذا يسد كل الثغرات التي تؤثر علينا والتي تتحول هي إلى وسائل يستغلها العدو ليخوض بها معركته معنا من الداخل من واقعنا الداخلي وهذا هو ما يحصل اليوم في واقع الأمة.
الأمريكي يخوض لربما ونحتاط على سبيل الاحتياط لربما 95% من معركتهِ معنا كأمة مسلمة يخوضها بوسائل في الداخل وبأدوات من الداخل ويستغل فيها مشاكل من الداخل لأن البعض مثلا يقولون أنتم تهربون من المشاكل الواقعية والفعلية في واقع الأمة إلى نظرية المؤامرة نقول لا نحن نقول فعلا هناك الكثير من المشاكل والأزمات والسلبيات في واقع الأمة والتي تراكمت على مر الزمن حتى وصلت إلى حالة خطيره أثرت سلبا جدا في واقع الأمة والعدو يستغلها ويصنع المزيد ويطور ما هناك من مشاكل وينمي ما هناك من أزمات ويستغلها ويوظفها ويصنع المزيد من الأزمات والمشاكل والأحداث ويوظفها ويستغلها ولذلك نجدنا اليوم كأمة مسلمة نحتاج بشكل كبير إلى القرآن الكريم المشروع القرآني هو انطلق بناءً على هذا الأساس من واقع الحاجة إلى القرآن الكريم لأنه أعظم مصدر للوعي والهداية ولأنه سيحمي لنا نظرتنا إلى الإسلام بشكله الصحيح وليس المشوه لأن العدو لهُ معول هدم يتمثل بالتكفيريين لتشويه الإسلام حتى يصل إلى خلق نظرة سلبية جدا عن الإسلام تساعد على إبعاد الناس عن الإسلام حتى في مفاهيمه الصحيحة ومبادئه الحقيقية في الساحة الإسلامية وخارج الساحة الإسلامية ثم يعمل أيضا على فصلنا عن الإسلام بطريقة أخرى بطريقة نشر الفساد وضرب القيم والأخلاق والتفريع لنا من هذا المحتوى الأخلاقي للدين الإسلامي والتأثير على نفسياتنا بما يساعدهُ على السيطرة علينا، الإنسان إذا وصل إلى حالة مفرغة من الأخلاق والقيم والمبادئ يصبح كما قلنا مرارا وتكرارا كالإنسان الآلي يُحرك بالريموت الأمريكي والإسرائيلي ريموت الغرائز ريموت الشهوات ريموت الأفكار المنحرفة، التصورات الخاطئة النظرة المغلوطة لكثير من القضايا يحركونه كما يشاؤون ويريدون.
من أهم ما يلحظه المشروع القران أنه يتجه إلى الأمة بكلها فهو ليس مشروعا نخبوياً خاصا بالنخبة لفئات معينة مثلا خطاب معين محاضرات معينة دروس معينه برنامج معين يتجه حصريا إلى الأكاديميين أو إلى علماء الدين أو إلى فئة معينة، لا، هو خطاب للأمة كلها لأن القران يخاطب الناس جميعا يقول يا أيها الناس ويقو يا أيها الذين آمنو يخاطب الساحة البشرية يا أيها الناس بكل فئاتها ومكوناتها ويخاطب الساحة العامة الإسلامية بعبارة يا أيها الذين آمنوا والمشروع القرآني هكذا يتخاطب مع الجميع ويقدم خطابا مفهوما للجميع يفهمه العالم والأكاديمي والأمي والمثقف ونص مثقف وكل فئات الأمة يفهم.
يقدم خطوات عملية متاحة وممكنة يعبئ الساحة بالعداء للعدو ويحصنها من استغلال هذا العدو، يحرك ضمن مسارات عمل في كل الاتجاهات، يركز على مبدا الاستقلال والخلاص من التبعية للعدو، يحصن من الولاء للعدو، يحصن من سياسة التطويع لصالح العدو، يحصن الأمة من كل هذه الآفات الخطيرة جدا عليها ويقدم رؤية واسعة تضمنتها الكثير من المحاضرات والدروس التي أيضا كتبت في ملازم ونشرت، ألقاها السيد حسين بدر الدين الحوثي رضوان الله عليه منذ بداية انطلاقة المشروع حتى الحرب الأولى.
وهكذا نجد أن هذا المشروع يتجه إلى كل فئات الأمة ويستنهض الشعوب وهذ نقطة مهمة جدا وفي نظر البعض مشكلة كبيرة جدا بعض الأنظمة الرسمية لديها حساسية بالغة من هذا المسألة وهذه الحساسية ناتجة لمشكلة لدى هذا الأنظمة وإلا فنحن نقول الأنظمة الواعية والحكيمة تدرك قيمة هذا التوجه، لأن كل الأمة في خطر، كل الأمة في خطر، أنظمة وشعوب، حكومات ومواطنين الكل في خطر والكل تحت دائرة الاستهداف.
مستوى هذا الخطر وهذا التهديد لابد فيه من استنهاض جماعي شامل متكامل للأمة كل الأمة، حالة نفير عام في كل المجالات والاتجاهات، ووعي عام وأن يكون الجميع في مربع المسئولية وفي موقع المسئولية.
هذا الذي ينتشل الأمة مما وصلت إليه لان الأمة عانت من هجمة هائلة جدا وهي في وضعية رهيبة كانت قد وصلت إليها بفعل عوامل كبيرة جدا على مستوى تعاقبت على مستوى الزمن وعلى مستوى مراحل طويلة من تاريخ الأمة فوصلت إلى مستوي متدني جدا من الوعي مستوى انهيار كامل على مستوى وضعها الاقتصادي في الإنتاج والبناء الاقتصادي والاكتفاء الذاتي، في أشياء كثيرة مشاكل كثيرة جدا.
فهذه الحالة من الاستنهاض العام هي التي ترتقي بالأمة لتكون في مستوى مواجهة هذا التهديد وهذا التحدي، ولاحظوا الأنظمة للأسف الشديد لم تستفد حتى من الأحداث والتجارب المتأخرة مثلا البعض من أنظمتنا العربية خاضت حروبا مع العدو الإسرائيلي وهُزمت مرارا وتكرارا حتى وصلت إلى درجة اليأس وترسخت عندها الهزيمة حتى صدقت مقولة أن الجيش الإسرائيلي لا يقهر بينما اثبت التحرك الشعبي جدوائيتة وفاعليته الكبيرة في مواجهة إسرائيل، حزب الله تحرك شعبي انتصر في مواجهة إسرائيل، هزم إسرائيل، المقاومة الفلسطينية باتت اليوم في موقع القوة وفي موقف فعال ومؤثر وهزمت إسرائيل في 2009 و2014 لقنت إسرائيل دروسا كبيرة، الأحداث الأخيرة هذه عندما بدأت إسرائيل تصعد من غاراتها الجوية على قطاع ورشقتها المقاومة بغزة بالصواريخ كيف اتجهت إسرائيل إلى مصر لتتوسط من جديد لوقف أطلاق النار وتكررت هذه الحالة تجرب إسرائيل أن تصعد نوعا ما فتتلقى الضربات الموجعة فتتوسط بالمصري لوقف إطلاق النار من جديد.
التجربة الشعبية أو تجربة استنهاض الجميع ليكون الكل في مربع المسئولية هي التي جعلت الجمهورية في إيران في موقع القوة، هي التي حمت العراق مؤخرا أمام الهجمة التكفيرية التي هي امتداد للهجمة الأمريكية ومرتبطة بالهجمة الأمريكية وحمت سوريا وستحمي أي شعب أي بلد من بلدان المنطقة، لا يحميه إلا عندما يكون هناك تحرك واسع.
التحرك الشعبي أو الجانب الشعبي إذا شطب من مربع المسئولية وأريد لهذه الشعوب أن تدجن وان تكبل وأن تكون في موقع الضعف والعجز لا حول لها ولا قوة ولا موقف وأن تخنع وأن تنفرد حكوماتها وأنظمتها لاتخاذ المواقف وتحديد التوجهات بعيدا عنها.
هذه نظرة خاطئة تحتقر الشعوب، تحسبها لا شيء، وفي نفس الوقت فكرة خطيرة جدا لأن الأنظمة تكون لوحدها في موقع الضعف إذا فصلت عن شعوبها وبالتالي تبقى تعيش حالة المساومات في مواقفها وتعتمد على سياسة الاسترضاء للأمريكي والإسرائيلي، بل يتجه البعض من الأنظمة ليستقوي ويحتمي بالولاء لـ إسرائيل وأمريكا لأنه يحس بالضعف لعزلته عن شعبه وبعده عن شعبه وإضعافه لشعبه وتشكل هذه حالة خطيرة جدا تحول بعض الأنظمة إلى أدوات بيد الأمريكي والإسرائيلي يستغلها كما يشاء ويريد، وعندما يستهدف ذلك النظام يسقط بكل بساطة وبكل سهولة، بينما تبقى تلك الشعوب التي كُبلَّت كثيراً وقيدت كثيراً، ساحة متى أراد العدو أن يحركها حركها، يتدخل الأمريكي في الوقت المناسب والإسرائيلي في الوقت المناسب ويحركها وهي تعيش حالة فراغ بدون مشروع قائم في وسطها وتكون قد عاشت حالة من الاحتقان والإحباط والغضب ثم يفجَّر كل ذلك في غير مسارات عمل تعتمد على مشاريع صحيحة وواضحة وتحقق الأهداف المرجوة لتلك الشعوب، لكن الأمريكي في لحظة معينة أو تنبعث هذه الحالة من حالة الكبت وتنفجر فينتج عن ذلك تحرك كبير لكن بغير مشروع قائم حاضر واضح بيّن، ومعالم محددة تسير فيها الشعوب فيتخطفها الأعداء من هنا وهناك تحت عناوين كثيرة، وهذا ما حصل في ما يسمى بالربيع العربي، الكثير تحركوا تحت عناوين بدون مشاريع والبعض بمشاريع خطفوا إليها أو سيروا فيها وهي مشاريع خاطئة وفاشلة وتدميرية واستغلها العدو، ولذلك نقول مصلحتنا اليوم كأمة مسلمة أن يتجه الجميع حكومات وأنظمة وشعوب ضمن توجه صحيح لنكون في مستوى مواجهة التحديات ثم ندرك أننا معنيون في نهاية المطاف أمام الله في موقع المسؤولية أمام الله سبحانه وتعالى الذي يخاطبنا في القرآن الكريم بعبارات كثيرة لنتحمل المسؤولية عبارات كثيرة جدا وهو يقول لنا (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَىٰ أَوْلِيَاءَ ۘ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ ۚ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ) وهو يقول لنا ( وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ ۚ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) وهو يقول لنا (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا أَنصَارَ اللَّهِ) وهو يوجهنا التوجيهات الكثيرة التي تكفل لنا أن نكون أمة حرة أمة مستقلة أمة تعيش الخلاص من التبعية لأعدائها الظالمين لها نتحمل المسؤولية أمام الله وأمام أنفسنا وأمام أجيالنا، ومن هذا الوعي تحركنا في شعبنا اليمني بهذا التوجه العظيم نظرتنا تجاه أمتنا بشكل عام نظرة نحس بأننا من هذه الأمة وأن هذه الأمة يجب أن تجتمع كلمتها وتتوحد لمواجهة التحديات والأخطار التي هي عليها بكلها دون استثناء، نرتبط بالقضايا الكبرى للأمة والمصيرية للأمة نعرف من هو العدو ومن هو الصديق ننظر بنظرة القرآن وبنظرة الواقع وبنظرة الوعي وليس بنظرة النفاق والخيانة والعمالة التي يرى فيها البعض إسرائيل صديقاً وأمريكا آلهة وليس فقط حليفاً، فيتحركون بشكل خاطئ في واقع هذه الأمة ولا بنظرة البعض ممن يتوهمون أن الجمود والقعود والاستسلام للعدو والكراهية لمن يتحرك في الموقف الصحيح تفيدهم أو تحمي الأمة وكما قلنا في بداية الحديث نحن أمة مستهدفة وخاضعة لتأثيرات ومتفاعلة ومتأثرة بالأحداث في ساحتها ومن حولها والواقع الذي نعيشه في المنطقة العربية والعالم الإسلامي هو الأسخن والأكبر وهو المخاض الذي لا مثيل له في بقية العالم، المليء بالأحداث والمآسي والنكبات والمظالم والصراعات، لا ينفع التجاهل لهذا الواقع لا ينفع التهرب، النظرة الخاطئة تضر صاحبها والنظرة الصحيحة والموقف الصحيح يفيد من يتحرك على أساسه، النجاة هي في الاتجاه الصحيح في الموقف الصحيح النجاة هي في الوعي النجاة هي في التحمل للمسؤولية الاتجاهات الأخرى كل آثارها وتبعاتها خطيرة في الدنيا وفي الآخرة، لا مسار الذين اتخذوا أمريكا وإسرائيل أولياء ولا مسار المنساقين للأحداث المستسلمين والمسيرين على أساس ما تجري به السفن، كلا الاتجاهين في حالة خطيرة جدا في الدنيا والآخرة، الموقف الصحيح هو الذي يفيد هو الذي ينجي وإلا فمخاض الأحداث ورحى الأحداث سيسحق في هذه المرحلة كل المتقاعسين والمتخاذلين والسيئين والذين يستغلون اليوم وقد يظن البعض منهم أنه صاحب عبقرية سياسية وأنه ذكي هم في حالة استهداف، النظام السعودي وهو يقدم ما يمتلك من الأموال والإمكانات والثروة إلى أمريكا ويتحالف مع إسرائيل، الإماراتي كذلك، من يتجه هذا الاتجاه من يتجهون في الاتجاه التكفيري من يتحركون كأدوات تحت أي عنوان لصالح أمريكا ولصالح إسرائيل هم يدمرون أنفسهم هم يخسرون هم يتكبدون الخسائر في كل الاتجاهات، ولكن خسائر بما تعنيه الكلمة في غير محلها ونهاياتها وعواقبها سيئة عليهم، المتقاعسون والخاضعون لحالة الاستقطاب المتزايد يوماً إثر يوم هم أيضاً تسحقهم الأحداث وتؤثر عليهم هذه المؤثرات في الساحة وبدون أن يكونوا في الموقف المسؤول والمشرف والذي يرضي الله سبحانه وتعالى والذي يفيدهم في الدنيا والآخرة.
الذين ينهضون اليوم أحرارا وكرماء وشرفاء هم ومتحملون المسؤولية هم في الموقف الصحيح إن لحق بهم شيء من العناء والتضحيات فهو في مقابل إنجازات حقيقية ومكاسب مهمة في الدنيا والآخرة كسبوا الحرية والعزة والكرامة والاستقلال وفي الآخرة رضى الله والجنة وسلموا من خزي النفاق والعمالة والخيانة وسلموا من خزي أن يكونوا أدوات تعمل لصالح أعدائهم وأن يستغلوا وأن يستعبدوا سلموا من كل هذه المخازي، شرف كبير هم فيه ومكاسب حقيقية حازوها وحفظوا إنسانيتهم.
هذه نعمة وهذا اتجاه سليم وصحيح بما تعنية الكلمة، وشعبنا يتوجه هذا الاتجاه ويعاديه الآخرون لذلك الذين يتحركون كأدوات ويستغلون وكما قلت قد يظن البعض أنه عبقري ماذا يمكن أن تنظر إليهم حتى أمريكا هل ستتصور أن أمريكا تنظر إلى النظام السعودي بنظرة الاحترام؟! وكحليف وشريك محترم؟! أو أن إسرائيل تنظر إلى النظام السعودي أو إلى الإماراتي أو إلى التكفيريين بذرة من الاحترام؟! أو تحمل لهم ذرة من الاحترام؟! كلا، ما عبّر عنه ترامب بالبقرة الحلوب هي نفس الرؤية الأمريكية تجاه تلك الأطراف فيما تستغل به على المستوى الاقتصادي على المستوى الإعلامي أبواقاً ينفخ فيها الصهاينة على المستوى العسكري أذرعة قذرة وإجرامية وهكذا، نظرة استغلال يرون فيهم أدوات تستغل لا كرامة لها ولا احترام لها ولا اعتبار لها ولا قيمة لها، هل لمصلحة الإنسان أن يكون كذلك؟ ويبوء بالوزر أمام الله سبحانه وتعالى، وزر النفاق وزر الخيانة وزر العمالة لأعداء الأمة وزر الجرائم الكبيرة والهائلة التي تأتي نتيجة تلك المواقف والانحرافات الخاطئة لصالح أعداء الأمة، قضية خطيرة جدا، ولاحظوا اليوم في أقرب مثل ما بعد موقف أمريكا وموقف ترامب في تبرعه بالجولان السورية العربية لإسرائيل أقصى ما يمكن أن تفعله تلك الأنظمة أقصى ما يمكن أن تفعله إذا وصلت الأمور إلى نهاياتها بمصادرة بلد عربي وإسلامي أو جزء منه أو مقدسات الأمة أن يجتمع زعماؤها بعد إجراءات تحضيرية مطولة وترتيبات وخطوات لا أول لها ولا آخر ليصدروا بيانا لطيفا يؤكد على أنه لا الجولان سورية، والقدس فلسطينية عربية إسلامية، هذا أقصى ما بوسعهم أن يقدموه في مقابل أن يكون لبعضهم والأهم فيهم كأنظمة خطوات عملية للتطبيع والتحالف والتعاون الفعلي والعملي مع إسرائيل وأمريكا في مشاريع وأجندة كثيرة تدمر الأمة وتعزز من الهيمنة والسيطرة الأمريكية حتى على تلك المناطق وتواجه من يتصدى فعليا ويتصدى بشكل صحيح للخطر الأمريكي والتهديد الأمريكي والإسرائيلي من يقاوم إسرائيل بالفعل بالموقف يكون عدوا لتلك الأنظمة تعاديه تحاربه تستهدفه بكل أشكال الاستهداف سياسيا وعسكريا وأمنيا واقتصاديا وبكل الوسائل والأساليب تسعى إلى إضعافه بكل ما تستطيع، هم يعملون لإسرائيل هذه الخدمة في من يقاومها في حزب الله في لبنان وفي المقاومة في فلسطين وفي سوريا وفي بقية المنطقة العربية من يعادي إسرائيل يعادونه ويشتغلون ضده بكل شغل بكل وسيلة بكل أسلوب، ويكتفون بأقصى ما يقدمونه من موقف لإصدار بيان ملطف هل يمكن أن تراهن الأمة على أولئك؟! في حماية في نفسها وهم على هذا النحو بهذه الشاكلة بهذه الطريقة بهذه السياسة وأن هذه مجرد إجراءات شكلية للتغطية كما اعتاد الناس منهم خلال المراحل القادمة.
ولذلك نحن معنيون ونحن نواجه هذه التحديات والأخطار وما نواجهه اليوم كشعب يمني يُحارب يُعادى وتتجه بعض الأنظمة والكيانات التي هي أدوات تشتغل تحت إشراف أمريكا وفي مقدمتها النظام السعودي والنظام الإماراتي لاستهدافنا كشعب يمني والمحاربة لنا ونحن في العام الخامس إلا أن نعزز علينا أن نعزز هذه المبادئ وهذه القيم وهذا الوعي وأن نستفيد من هذا المشروع العظيم الذي يزيدنا تماسكا وعزما وإرادة وبصيرة ووعيا وفهما صحيحا ويوفر لنا ما نحتاج إليه من تعبئة معنوية وإيمانية ويساعدنا في الارتباط بالله أكثر وأكثر وتعزيز العلاقة بالله والثقة بالله والتوكل على الله أكثر وأكثر فيما يؤهلنا للحصول على المزيد من رعايته ومعونته ونصره، هذا الاتجاه هو الاتجاه الصحيح معنيون بشكل مستمر أن نحرص على أن نزداد وعيا أكثر فأكثر وعزما أكثر فأكثر واستشعارا للمسؤولية بشكل أكبر.
هذا الأثر الطيب نراه اليوم في واقعنا بشكل كبير في الساحة اليمنية وأسهم بأن نكون في العام الخامس في صمود عظيم في مواجهة هذا العدوان بالرغم من كل ما يمتلكه من إمكانات وقدرات وبكل أساليبه الوحشية والإجرامية التضليلية والقذرة.
نسأل الله سبحانه وتعالى أن يرحم الشهيد القائد وشهدائنا الأبرار كافة وأن يشفي جرحانا ويعافي مرضانا ويفرج عن أسرانا وينصرنا بنصره إنه سميع الدعاء.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
أشترك على قناة أخبار تعز تلغرام وكن أول من يعلم الخبر فور حدوثه