عملية ’باب العمود’ الثلاثية تضع قادة العدو في الزاوية.. والاحتلال يغطي عجزه بمضاعفة وتيرة الاعتقالات والتنكيل
صعدت قوات الاحتلال الصهيونية الليلة الماضية وفجر اليوم من اعتداءاتها في الضفة الغربية، بما فيها القدس، حيث شنت حملة مداهمات، كان أوسعها في بلدة قباطية قضاء مدينة جنين.
وبحسب ما ذكر شهود عيان، فقد جرى اقتحام منازل عوائل الشهداء الثلاثة: أحمد زكارنة، أحمد أبو الرب، ومحمد كميل الذين نفذوا عملية “باب العمود” بالأمس، والتي أسفرت عن مقتل مجندة صهيونية وإصابة أخرى بحال الخطر، وهو ما رفع حصيلة القتلى الإسرائيليين إلى 31 منذ بدء “انتفاضة القدس” في مطلع تشرين أول/أكتوبر الماضي.
جانب من اقتحام جنود الإحتلال لبلدة قباطية
وقد عمد جنود الاحتلال إلى تحطيم محتويات المنازل الثلاثة، واستجواب أسرهم، قبل أن يأخذوا قياسات المساكن تمهيداً لهدمها.
وفي سياق متصل، اغلقت بعض مداخل البلدة بالسواتر الترابية، فيما اندلعت مواجهات عنيفة أسفرت حتى اللحظة عن جرح ثلاثة شبان بالرصاص الحي، بالإضافة إلى عدد آخر بحالات اختناق.
وترافقت هذه التطورات مع حملة اعتقالات داخل بلدة قباطية، التي تتعرض لطوق أمني مشدد طالت عدداً من أقارب وأصدقاء الشهداء عرف منهم: ساري أبو غراب، معتصم الجزرة، مؤمن أبو الرب، نور سعيد زكارنة، ومهند أبو الرب.
إخلاء جرحى عملية باب العامود
كما تم اعتقال شابين خلال اقتحام قوات الاحتلال مخيمي بلاطة شرق مدينة نابلس والفوار بمدينة الخليل، بالإضافة إلى 3 آخرين لدى محاولتهم اجتياز الحواجز العسكرية قرب طولكرم ورام الله.
وشهدت أحياء القدس في وقت سابق حملة اعتقالات مكثفة انتهت باعتقال 11 فلسطينياً، بينهم أشقاء.
وكانت سلطات العدو قد أقرت أربعة إجراءات انتقامية بعد عملية باب العمود، وفق ما تحدثت تقارير صهيونية، وقد شملت الإجراءات: محاصرة قباطية التي خرج منها منفذو العملية، وزيادة انتشار قوات الاحتلال في الضفة وفي محيط القدس، وذلك في الوقت الذي ما يزال المحللون الصهاينة يسألون عن كيفية وصول الفدائيين الثلاثة إلى قلب المدينة المقدسة بسلاحهم، رغم الجدار الفاصل والحواجز والأبراج العسكرية.
احدى المجندات المصابات في العملية
كما قررت سلطات الاحتلال تكثيف موجة الاعتقالات ضد الفلسطينيين، وإعادة تقييم الموقف من الانتفاضة مرة أخرى، لمعرفة ما إذا كانت ما تزال انتفاضة “تلقائية” أم أنها تحولت إلى انتفاضة منظمة.
القناة العاشرة الصهيونية، قالت إن “العملية كان مخططا لها أن تكون كبيرة .. أحد المنفذين كانت مهمته إطلاق النار على عناصر الشرطة التي ستحضر بعد إطلاق النار الأول من قبل المنفذين، لكن خللاً في السلاح الذي كان بحوزته منع ذلك، وحال دون وقوع عدد أكبر من القتلى”.
وقال مسؤول الملف العربي في القناة العاشرة تسفي يحزقيلي إننا “أمام نقلة جديدة في العمليات، فالمنفذون لم يعودوا بحاجة للذهاب إلى مهندس من أجل الحصول على أسلحة ، اليوم يوجد ما يمكن تسميته بتنظيم مستقل من غير الممكن التعرف إليه مسبقاً”.
وفي تطور لاحق، ذكرت الإذاعة “الإسرائيلية” العامة أن رئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو أمر أجهزته الأمنية بدراسة عدة خطوات لمحاربة موجة “العنف” الآخذة بالتفاقم، ومنها فحص إمكانية عزل شمال الضفة عن جنوبها، وسحب تصاريح عمل أقارب منفذي العمليات؛ علماً بأن الجانب الأخير ليس جديداً ، وهو معمول به من قبل.
المصدر/
وكالات