الفرقة الأولى مدرع مسلخ لخمسين عاماً وحديقة لأيام (سقوط باستيل اليمن)
جثمت (الفرقة الأولى مدرع)، الجناح العسكري لإخوان وقاعدة اليمن الوهابية المنشأ والولاء والتحرك والخدمة، جاثمة على صدر الدولة اليمنية ومتحكمة وأثرت بشكل رئيسي في القرار العسكري والسياسي في البلد لأكثر من ثلاثة عقود من الزمان عملت فيها بكل إخلاص ضد اليمن متسببة بكثير من الحروب والنزاعات الأهلية، وراعية لجميع أصناف الإرهاب، وواقفة وراء كل عمليات اغتيال قيادات أو كوادر أو مشاريع وطنية.
لمحة تاريخية
أنشئت الفرقة الأولى مدرع في 2 يناير عام 1983 كأعلى تشكيل في جيش الجمهورية العربية اليمنية، حيث تم تشكيل النواة الأولى لسلاح المدرعات في عام 1962، من الدبابات الروسية الصنع المسماة (تي 34) التي وصلت اليمن عام 1957، ضمن خمس كتائب هي مجموع سلاح المدرعات في حينها، ثم في عام 1972 تم توسيع الكتيبة الأولى لتصير بقوام ثلاث كتائب دبابات، فصدر في العام 1973م قرار بتشكيل أول لواء مدرع في تاريخ الجيش اليمني الحديث وهو ما يعرف بـ(اللواء 310 مدرع) بعد أن تم تسليم دبابات (تي 55) روسية الصنع.
وكانت تتكون من حوالي 23 لواء متوزعة، في أنحاء الجمهورية، منها حوالي 5 ألوية عسكرية كانت متمركزة في العاصمة صنعاء، ما بين مدرعات ودفاع جوي وصواريخ، وأكثر من 20 كتيبة عسكرية جل منتسبيها من الإخوانيين والسلفيين أو ذوي الميول المشابهة، حتى لقد أنشئ فيها لواء خاص بالمتشددين والإرهابيبن الأجانب.
ورغم أن على رأس قيادتها كان اللواء محسن سريع، إلا أنها كانت قيادة شكلية، بينما كانت قيادتها الفعلية بيد الجنرال العجوز علي محسن الأحمر، الذي كان يشغل منصب أركان حربها، قبل أن يتسلم قيادتها رسمياً في العام 2001.
إمبراطورية إرهابية
كانت الفرقة الأولى مدرع هي المسؤولة، بشكل مباشر وغير مباشر، عن كثير من الكوارث في اليمن، من حروب المناطق الوسطى إلى حروب الإبادة والتكفير في 94 وحروب صعدة الست 2004 ـ 2010، ورهن اليمن تحت العقال الخليجي وقتل فكرة الدولة اليمنية المدنية لصالح المحسوبيات والمشيخات والوساطات إلى مختلف عمليات الاغتيالات والتصفيات والفساد وحماية الفاسدين والمتنفذين وجمع الثروات الطائلة من عمليات تهريب السلاح والمشتقات النفطية والبسط على الأراضي والعقارات…
ولعل الكثيرين لا يعرفون أن الفرقة وقائدها الوهابي وتاجر السلاح والموت والعميل الخليجي الأول وجامع الثروات الأكبر وقرصان المشاريع والأراضي الأشهر الجنرال العجوز علي محسن الأحمر وحلفاءه من الإخوان ومن التنظيمات الإرهابية كانوا هم صانعي الأحداث المتأزمة والكارثية في اليمن لسنوات طويلة.
في البداية استغلت الفرقة نفوذها العسكري لتحصين مركزها ومقرها الرئيسي في العاصمة صنعاء وإشباع نزوة الجنرال العجوز في تملك الأراضي، وورثت مع أولاد الأحمر كل أملاك آل حميد الدين.
وكان للفرقة مراكز مالية كبيرة غير مشروعة طورتها لتعزيز نفوذها ونشاطها العسكري والسياسي، فوكالة شركة (كنديان نكسون) النفطية كانت لصالح الفرقة ورموزها، وكذلك تجارة حديد البناء، وعدد من المصائد البحرية، وعشرات الشركات الاستثمارية، بالإضافة إلى السيطرة والتحكم بكل أنشطة التهريب بميناء (ذوباب) بمحافظة تعز، وفي صدارة ذلك تهريب السلاح إلى عدد من الفصائل الصومالية وتنظيمات أخرى في أثيوبيا، وسبق لمنظمة العفو الدولية أن أشارت إلى ذلك في تقريرها للعام 2005م، وكذلك صفقات السلاح للانفصاليين في الجنوب اليمني وحروب المناطق الوسطى والجماعات الإرهابية، حتى وصل الأمر إلى قيام الفرقة بتصدير الإرهاب إلى دولة العراق الشقيق لصالح دولة خليجية بتزوير جوازات سفر عراقية خاصة وإرسال الإرهابيين إلى العراق، وهذا ما سبب شرخاً في العلاقات اليمنية العراقية لم يتم احتواؤه إلا عام 2010.