💢كيف عمل العدو على إفشال محطات الحوار (سلام باطنه الحرب)
أربع محاولات جادة ومسؤولة سعت فيها القوى الوطنية المناهضة للعدوان، متمثلة بأنصار الله وشركائهم السياسيين، للجلوس إلى طاولة المفاوضات بحثاً عن حلول سياسية لإنهاء العدوان والحصار وإحلال السلام وإنعاش العملية السياسية في اليمن ومد يد الصلح للآخر الموظف لدى حلف النفط، إلا أنها أُفشلت في مراتها الأربع المتمثلة بجنيف 1 وجنيف 2 ثم مشاورات الكويت وأخيراً وقبل أيام جنيف 3؛ لأنها قوبلت بصبيانية براميل النفط وسفاهة حكومة الفنادق، الذين افتعلوا بوقاحة عراقيل ومشاكل كثيرة أمام الترتيبات والإجراءات الطبيعية المتعلقة بأمور روتينية مثل سفر وفدنا الوطني إلى جنيف وعودته إلى صنعاء وحصوله على طائرة من جهة يثق بها كدولة عُمان الشقيقة، وأمور تتعلق حتى بالأمتعة والحقائب.
عرقلة وصول الوفد الوطني
انعقدت مفاوضات جنيف في جولتين، الجولة الأولى كانت في يونيو 2015، والثانية في ديسمبر 2015، ودارت بين وفد القوى الوطنية المتمثل بأنصار الله وحلفائهم السياسيين ووفد حكومة الفار هادي، وانتهت بدون التوصل إلى أي وفاق. لكن وقبل بدايتها ونهايتها السريعة، حدثت قصة طويلة من همجية البداوة المتعجرفة التي افتعلت عراقيل لإعاقة وصول وفد القوى الوطنية إلى المفاوضات، حتى أنها عرضت حياتهم للخطر، حيث غادر الوفد من صنعاء في 14 يونيو على متن طائرة تابعة للأمم المتحدة متجهاً إلى جنيف، واضطرت الطائرة للهبوط في جيبوتي بعدما كانت الرياض قد أرادت وبإصرار أن تهبط في مطار جيزان من أجل تفتيشها، الأمر الذي رفضه وفدنا الوطني فتوقفت الطائرة في جيبوتي 24 ساعة. هذه الوثيقة كشفت أيضاً تهافت الأنظمة الرخيصة المدفوعة الأجر، برفض مصر والسودان بأوامر سعودية السماح للطائرة بالتحليق في أجوائهما. لم يصل الوفد إلى جنيف إلا يوم الثلاثاء 16 يونيو بسبب هذا التأخير الذي افتعلته السعودية لعرقلة المفاوضات، وكان من المقرر إجراؤها في 14 يونيو، ولكن هذا التأخير تسبب في تأجيلها حتى 16 يونيو.
وحسب أعضاء من الوفد الوطني إلى جنيف فإن الوفد تلقى إشارات ورسائل تحذير بأن السعودية قد تقوم باستهداف الطائرة التي تقلهم في طريق عودتهم إلى صنعاء.
كذلك تحدث أحد أعضاء الوفد الوطني عن تلقيه رسالة تهديد من السفير الألماني والاتحاد الأوروبي، بشأن الموافقة على الشروط المفروضة أو تحمُّل تداعيات المعارضة بعد ذلك. وبعدها لم يتمكن الوفد من العودة، بسبب الأخطار المحدقة به من قبل تحالف البغي، إلا بعد تدخل من سلطنة عُمان الشقيقة.
مقايضة بجواسيس أمريكيين
انعقدت مشاورات الكويت في الفترة من 21 أبريل إلى 24 يونيو 2016، برعاية الأمم المتحدة، وهي المفاوضات الأطول منذ بداية العدوان، وتعرض خلالها وبعدها وفدنا الوطني لمخاطر ومضايقات وتعنتات همجية من قبل تحالف العدوان السعودي، وبسبب الإيعازات السعودية والإماراتية لدمى التفاوض الخاصة بوفد ما يسمى الشرعية التي كانت تفتعل الاضطرابات والعراقيل وتهدد بالانسحاب من المفاوضات أكثر من مرة، وكان يتوسط أمير دولة الكويت الشيخ صباح الأحمد جابر الصباح إلى جانب مجموعة السفراء الـ18 لإعادة المفاوضات إلى طاولتها، وعلق وفد حكومة المرتزقة حينها مشاركته في المفاوضات لخمسة أيام ثم عاد للتفاوض بعد الوساطات، كما علق مبعوث الأمم المتحدة ولد الشيخ المفاوضات لمدة شهر لأجل التشاور، ثم بعد أن طرحت الأمم المتحدة رؤية مقترحة كانت تحمل توفيقا إلى حد ما بين الرؤيتين اللتين قدمهما وفدنا الوطني ووفد حكومة الفار هادي، رفضت حكومة شرعية الفنادق الرؤية الأممية بشكل قاطع وانسحبت بعدها من المفاوضات بشكل نهائي، لأنها كانت تمثل فرصة حقيقية لإيقاف العدوان والوصول إلى السلام في البلد.
وكانت رحلة عودة وفدنا الوطني إلى صنعاء قصة أخرى من المفاوضات الشاقة مع الحلف السعودي الأمريكي الإجرامي، حيث لم يعد الوفد إلى اليمن إلا بعد 3 أشهر قضاها في سلطنة عُمان، ولا تزال حقائبه عالقة هناك حتى اليوم، ولم يستطع العودة إلا ضمن عملية تبادل بعد أن تمكن الأمن القومي في تلك المرحلة من اعتقال جواسيس أمريكيين وتسليمهم عبر سلطنة عمان، في صفقة تبادل، فقد منع تحالف العدوان الطائرة العمانية التي أقلت الوفد الوطني من إعادته إلى صنعاء، متهمة سلطنة عُمان بتهريب الأسلحة، واشترط تحالف السعودية أمرين، إما إرسال مفتشين إلى مسقط وهو ما رفضته السلطنة بشدة معتبرة ذلك إساءة بالغة لها، وإما أن تمر الطائرة عبر مطار بيشة السعودي لتفتيشها وهذا ما رفضه وفدنا الوطني. أما الأمم المتحدة فقد عجزت عن تقديم ضمانات لسلامة وأمن الوفد الوطني من أن يستهدف من قبل طيران تحالف العدوان أو يتم إجباره على النزول في مطاراته، وعرضت في البداية طائرة صغيرة لتقل 15 شخصاً من الوفد المكون من 35 شخصاً، ثم عرضت لاحقاً طائرة تقل كامل الوفد لكن اشترطت أن يكتب أعضاء الوفد مسبقاً تنازلات موقعة عن أي تعويضات في حال تم استهداف طائرتهم أو اختطافها.
ومرة أخرى استطاعت السعودية وحلفها المارق إفساد محاولة البحث عن سلام في اليمن وعرقلت انعقاد جنيف 3 التي كان مقرراً أن تبدأ في 6 سبتمبر الجاري. وبحسب إفادة رئيس الوفد الوطني، محمد عبدالسلام، عن سبب عرقلة بدء المشاورات، أنه جرت في صنعاء ومسقط جولات نقاش متعددة مع الأمم المتحدة تناولت ما له علاقة بأجندة المشاورات، الفريق المفاوض، المدة الزمنية، مكان التشاور، نقل الوفد، خطوات بناء الثقة… إلى آخر ما له علاقة بهذا الجانب.
وبعد الانتهاء من ترتيبات تشكيل الوفد من قبل المجلس السياسي الأعلى، وقبل أن توجه الدعوة إليه لحضور المشاورات؛ تم إشعار الأمم المتحدة خلال لقاء في مسقط بأهمية توفير طائرة عمانية لنقل الوفد، تفادياً لعراقيل تحالف العدوان، وتم الطلب من الأمم المتحدة أن تضطلع بمسؤوليتها بهذا الشأن ومن وقت مبكر بما يسمح للمشاورات أن تنعقد في موعدها.
وكانت الأمور تجري على هذا الأساس، وعندما انتهى وفدنا الوطني من مختلف الترتيبات اللازمة وأبلغ الأمم المتحدة بجاهزيته وانتظاره للانتقال إلى سلطنة عُمان مع عدد من الجرحى بحكم وجود الطائرة، ومع استعداد السلطنة لتقديم العلاج والتسهيلات سواء لديها أو في دولة أخرى، ظهر أن الأمم المتحدة ما تزال تسير بروتين مختلف وأن أمامها عراقيل كبيرة وضعها تحالف العدوان.
اضطر وفدنا الوطني لرفض نقله من صنعاء بطائرة أممية لأسباب عدة، أمنية وأخلاقية وإنسانية، شارحاً للأمم المتحدة تلك الأسباب التي تمخضت عنها تجربة مريرة في محطات مشاورات سابقة كانت تعجز فيها عن حماية طائرة وفدنا الوطني أمام محاولات النظام السعودي اعتراض الطائرة لإنزالها في مطاراته، وتعريض حياة أفراد وفدنا الوطني لخطر الموت أو الاختطاف. وقد أثبتت الأمم المتحدة للمرة الثالثة عجزها عن تقديم أي ضمانات لذهاب وعودة وفدنا بسلامة وأمان وبشكل يليق بهم دبلوماسياً كممثلين للشعب اليمني.
وفشلت الأمم المتحدة أو أُفشلت في استخراج الترخيص اللازم. وكعادته ادعى تحالف العدوان أن وفدنا يفرض شروطاً، وأن الجرحى الذين يراد نقلهم مع الوفد الوطني هم إيرانيون ولبنانيون، في إفلاس سياسي وإسفاف إعلامي ليس بغريب على تحالف الأعراب المهزومين. وكان وفدنا الوطني حريصاً على حضور المشاورات في موعدها، وأبلغ الأمم المتحدة بموافقته على الذهاب بطائرة تغادر صنعاء مباشرة إلى جنيف؛ لكن التحالف السعودي اتخذها فرصة للتعنت وعرقلة انعقاد المشاورات لدواعٍ سخيفة، منها أن الوفد الآخر لا يشترط إخراج جرحى مع أن وفدنا الوطني لم يعترض على ذلك بل يراه واجباً عليهم.
وتواصل وفدنا الوطني مع بعض سفراء الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن ليوضح لهم أسباب عدم تمكنه من الوصول إلى جنيف بطائرة أممية، وطلب منهم أن يضمنوا سلامة الوفد وعودته أو أن يقدموا طائرة رسمية من أحد بلدانهم، لكنهم أجابوا بالرفض، واعتبروه أمراً صعباً للغاية، وقال بعضهم إنهم لا يستطيعون أن يضمنوا أي جهة أخرى، لا أمم متحدة ولا غيرها، إلا ما كان يتبع طيرانهم هم.
فإذا كان المجتمع الدولي لا يثق في تحالف ليس في حرب معه، فكيف يثق الوفد الوطني في تحالف يشن حرباً عدوانية على بلادنا؟! وكيف له أن يقبل بأن يتحكم به هذا العدو المتغطرس الذي لا تحكمه أخلاق ولا قوانين، ولا تثق به أي دولة، وأن يفرض عليه آلية الخروج والعودة إلى بلده؟!
#ثورة_21_سبتمبر_حرية_واستقلال
أشترك على قناة أخبار تعز تلغرام وكن أول من يعلم الخبر فور حدوثه