🖋كاتبة لبنانية : اليمن يواصل معركته … عزيزاً !
ويواصل اليمن معركته.. لا يلتفت للعتب على أحد. لا يطلب عونًا.. لا يستنكر سكوت الساكتين عن ظلمه، ويدرك أن من ينصرونه لا ينتظرون منه طلبًا. ويعلم أيضًا أن الأشراف في كل مكان يتجهون، على الأقل بقلوبهم صوبه، فالأحرار، دومًا، يجيدون التكاتف والتضامن بعيدًا عن الشّعارات.
حتى في دول تحالف الخزي الذي يشنّ عدوانه على اليمن، ثمّة أحرار يؤمنون أن دولهم ظالمة معتدية، وثمّة قلوب تتمزّق للجرح اليمني، وترجوه أن لا يُهزم، وأن لا يؤاخدها بما فعل سفهاء الحكّام وأنذال الأنظمة.
يعلم اليمنيّون ذلك جيّدًا، ويخوضون معركتهم على انّها معركة كلّ حرّ ضد العدو الأكبر، أي الأميركي، ولو كانت أداته في هذه الحرب قوات عربية تحالفت عسى تمنح عدوانها شرعية تستر بها عار آل سعود، وهيهات.
بالأمس، خلا معرض دمشق الدولي من الجناح الخاص لجمهورية اليمن. حلّت محلّ المعروضات والبضائع اليمنية ورقة تحوي كلمات قليلة، جارحة في رقّة تواضعها: “تعتذر سفارة الجمهورية اليمنية لزوار معرض دمشق الدولي الكرام عن عدم عرض منتجات الجناح اليمني بسبب مصادرة البضائع التي كانت في طريقها إلى دمشق من قبل دول التحالف والعدوان على اليمن لإعاقة المشاركة بالمعرض”. بدا الأمر وكأن الجريح يعتذر عن جرحه، يشرح للزوّار سبب غيابه، بل تغييبه عن حدث ثقافي جامع..
تلك الكلمات التي توجز الحكاية اليمنية المعاصرة، لا يمكن إلا أن تقع كسكّين بين الضلوع. فيها الرعب الذي تعيشه دول التحالف من كل ما هو يمنيّ. فمصادرة منتجات اليمن المتوجهة إلى المعرض لا تعني إلا خوف المصادرين حتى من اسم اليمن في معرض دولي يقام في عاصمة شقيقة له، دمشق، التي تخوض بدورها، كما اليمن، معركتها ضد العدو نفسه، وان اختلفت ادواته.
وفي هذه الكلمات أيضًا طباع المقاومين الأحرار الذين لا يغيبون عن تمثيل بلدهم إلا لسبب أكثر من قاهر.. وفيها، مما فيها، ربّما، تذكير لمن نسوا ما يحدث في اليمن، بأن الجناح اليمني كان سيحضر رغم الجراح، ولكن ثمة من منعه كي يحافظ الناسون على نسيانهم، ولا يستفيقوا.
من نسي؟ لم ينسَ اليمن إلا أولئك الذين نسوا فلسطين، وتجاهلوا وجع سوريا، وتفرجوا طويلا على لبنان ينزف، ثم عاتبوه لأنه قاوم وانتصر.. ولم ينسَ اليمن إلا أولئك الذين فقدوا اخر ذرة من كرامتهم الوطنية وباعوا أنفسهم البخسة في سوق نخاسة السياسة الأميركية.. لم ينسَ اليمن إلا المرتزقة من اعلاميين وصحفيين وكُتّاب وأبواق، ممّن ذهبوا في طوابير الذل نحو التصهين، معتبرين أنهم بذلك “يجددون” القيم، وهم فقدوا أصلا مفهوم القيم والمبادىء..
سيزور بعض هؤلاء معرض دمشق. سيتظاهرون “بالعروبة” في لحظة تصوير، سيعيدون صياغة معنى الحق وتعريف الحرية في لقاء اذاعي او تلفزيوني، لكننا جميعًا نعرفهم جيّدًا. نعرف أنهم عراة من كل ما يمتّ إلى حقيقة العروبة ومجرّدون من كل قيمة انسانية.
هؤلاء، سيمرّون أمام الجناح اليمني المجهز بتلك الورقة مطأطئي الرؤوس، سيحاولون أن يسرعوا بخطواتهم كي لا تفضحهم عيون خزيهم، أما الأحرار، فلا بد سيتوقفون عند الجناح اليمني، سيقرأون الكلمات بخجل ويتركون، ولو بشكل مستتر، دمعة وتمتمات اعتذار، ويقين جميل بأن عزّة اليمن ستنتصر.
✍🏼ليلى عماشا
كاتبه لبنانيه
#العيد_في_امساحل
#أعيادنا_جبهاتنا
أشترك على قناة أخبار تعز تلغرام وكن أول من يعلم الخبر فور حدوثه