ما تلى آخر مجزرة للتحالف السعودي
دانيال لاريسون
ذا أميريكون كونزرفاتيف
نقلت (الواشنطون بوست) عن الغارة التي استهدفت حافلة مدرسية وسط سوق في شمال اليمن الآتي:
(قال مدير مكتب الصليب الأحمر في صعدة، والذي وصل الى موقع الحادثة بعد ساعة من حدوثها صباح الخميس: كانت أشلاء الأجساد متناثرة في جميع أنحاء المنطقة, وأصوات النواح والبكاء تملأ المكان. لقد تم تدمير وحرق الحافلة بشكل كامل. وأضاف أن الجثث قد احترقت حتى لم يعد من الممكن التعرف على ملامحها وكثير من المصابين أصيبوا بشظايا).
كما نشر الرديني, الذي يعمل في جمعية ” منى ريليف” الخيرية, على موقعه في (تويتر) صوراً من موقع الهجوم، وعلق:
(الصور هنا تظهر لكم بقايا الحافلة المدرسية التي استهدفتها غارات سعودية في منطقة ضحيان في صعدة شمال اليمن. تظهر الصور أيضاً حقائب مدرسية لليونيسيف يرتديها الأطفال).
لقد علق التحالف السعودي بشأن المجزرة بأنهم يعتبرون الهجوم “عملاً عسكرياً مشروعاً”, ولكن لا يوجد شيء يمكن أن يبرر مهاجمة حافلة مدرسية في سوق مكتظ بالناس. لقد تخلى التحالف عن سياسته المعتادة بإنكاره للتنصل من المسؤولية، ولجأ مباشرة إلى تبريرها. وعذر التحالف غير المتصل بهذه المجزرة هو أنهم كانوا يستهدفون قاذفات الصواريخ المتورطة بالهجمات على الأراضي السعودية, لكن يبدو أن هذا غير صحيح. فبحسب صحيفة (الواشنطن بوست) في سؤالها لمدير مكتب الصليب الأحمر عن وجود تهديد عسكري في المنطقة المستهدفة، قال: إنني فعلاً مصدوم، فليس هناك أي وجود لقاعدة عسكرية أو قوات في تلك المنطقة. لماذا قد يقومون بعمل كهذا؟
لقد كان من الواضح منذ بداية التدخل السعودي تجاهل التحالف للقانون الدولي وإهانته في اليمن, وهذه الحادثة ليست سوى مثال واحد من الأمثلة الأكثر فظاعة عن كيفية ارتكابهم جرائم حرب متعمدة، وادعائهم عدم ارتكابهم أي خطأ. وقد ساعدتهم الولايات المتحدة وحرضتهم على هذه الجرائم لأكثر من 3 سنوات.
وذكرت صحيفة (نيويورك تايمز) أيضاً عن الهجوم تحت عنوان “كان الأطفال في رحلة صيفية” الآتي:
(وفقاً لمحمد حجر، المسؤول عن خدمات الطوارئ لوزارة الصحة)، فإن الهجوم قد استهدف, في سوق مكتظ بالناس, حافلة تقل طلاباً في رحلة ترفيهية مع برنامج تحفيظ للقرآن. وقتل ما لا يقل عن 43 شخصاً وجرح 63. وقال إن العدد النهائي قد يكون أكثر من هذا، لأن عمليات الإنقاذ كانت لا تزال مستمرة).
لقد تسببت الحرب بالفعل بخسائر مدمرة لأطفال اليمن. فهناك طفل يمني يموت كل 10 دقائق لأسباب يمكن تجنبها كالجوع والمرض. وتم قتل هؤلاء الأطفال وتشويههم في هجوم لا معنى له. فكم عدد طلاب المدارس الذين سيفجرهم التحالف السعودي حتى يعمل الكونجرس الأمريكي على وقف الدعم الأمريكي لهذه الفظائع؟
ترجمة خاصة لـ موقع لا ميديا: محمد زبيبة
الرد الأمريكي المثير للشفقة
كان رد الولايات المتحدة على المجزرة التي استهدفت عشرات الأطفال والمدنيين الآخرين، ضعيفاً، وكان هذا تصريح وزارة الخارجية:
دعت وزارة الخارجية الأمريكية، الخميس، التحالف السعودي للتحقيق في الغارات الجوية في اليمن، والتي أسفرت عن مقتل عشرات الأشخاص, بمن فيهم أطفال.. وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية هيذر نوايرت، في مؤتمر صحفي لها: إننا قلقون بالتأكيد بشأن التقارير التي تفيد بأن هجوماً قد أسفر عن مقتل مدنيين. وأضافت: إننا ندعو التحالف السعودي لإجراء تحقيق شامل وشفاف للواقعة.
لن يكون أي تحقيق يقوم به التحالف السعودي بشأن هذا الهجوم شاملاً ولا شفافاً. فليس هناك أية فائدة من دعوة مرتكبي الجريمة إلى التحقيق بشأنها. ونحن نعلم مسبقاً أنهم سيؤكدون أنهم لم يرتكبوا أي خطأ. نحن نعلم هذا لأن حكومات التحالف تجد دائماً أن طياريها لم يرتكبوا أي خطأ, وإذا لم يكن هذا كافياً, فإن الملك السعودي يقدم عفواً شاملاً عن أية جرائم قد ترتكبها قواته في اليمن. وقوات التحالف تعرف أنها لن تُعاقب من قبل حكوماتها إذا ارتكبت جرائم ضد المدنيين اليمنيين, وكذلك تعلم حكوماتهم أن واشنطن لن تعاقبهم أيضاً. ولا تستطيع حكومة ترامب أن تدين ولو شكلياً ذبح أطفال المدارس, لذلك ليس لديهم أية نية للضغط على التحالف لتخفيف حملة القصف.
يعارض السعوديون وحلفاؤهم بشدة إجراء تحقيقات دولية مستقلة في ارتكاب جرائم الحرب التي ارتكبتها جميع الأطراف لسنوات. وهم يعلمون أن أي تحقيق مستقل من شأنه أن يفضحهم كمنتهكين للقانون الدولي باستمرار. تتظاهر الإدارة الأمريكية بالقلق إزاء هذه الانتهاكات, لكنها لا تعمل شيئاً يُحمل حكومات التحالف مسؤولية جرائمها، وذلك لأن حكومتنا متواطئة في ارتكاب تلك الجرائم. وهذا يترك الأمر للكونجرس والشعب الأمريكي للطعن في سياستنا غير المبررة في اليمن.
#مجزرة_طلاب_ضحيان
#امريكا_تقتل_الشعب_اليمني
أشترك على قناة أخبار تعز للتلغرام وكن أول من يعلم الخبر فور حدوثه انقر هنا ✅