لماذا قصف العدوان منشأة رأس عيسى النفطية ؟
الحديدة : تقع منشأة رأس عيسى النفطية في موقع هام واستراتيجي يهيئها لتقديم خدمة كبيرة جدآ للشعب اليمني.
وقد تم تسليمها في حقبة تسلط الفاسدين للعيسي “مستثمر” بعقود فاسدة وغير نظامية فتم إهمالها وتحويلها إلى مصدر دخل خاص وكان يحصل فيها ابتزاز للتجار وأخذ أتاوات إضافية كما أنها في عهد هذه العقود الفاسدة كانت تساهم في صنع الأزمات واحتكار المشتقات النفطية من أجل تحقيق أرباح أكبر على حساب المواطن.
أمام ذلك الوضع وضمن جهود مواجهة الفساد اجتمعت اللجان الثورية المتخصصة مع مندوبين من جهاز مكافحة الفساد وبعد دراسة ومتابعة اتخذت قرارات حكومية بإعادة منشأة رأس عيسى النفطية إلى شركة النفط اليمنية لتشرف عليها الحكومة مباشرة مع ضمان عدم إلحاق أي خسائر بشركة العيسي نتيجة الغاء العقد.
وبالفعل عادت المنشأة للمؤسسات الحكومية المتخصصة وتم تطويرها وبناء مرافق جديدة فيها ومحطات تعبئة إضافية ومساكن خاصة للعاملين والموظفين وتم بحمد الله تسهيل عمل تزود التجار منها بالمشتقات النفطية بسهولة والغيت الأتاوات الإضافية ومنع الإحتكار وقدمت خدمة كبيرة جدا في ظل الحصار المفروض على اليمن.
وفجأة بعد هذا الإنجاز والقضاء على الفساد في المنشأة يقصفها العدوان السعودي الأمريكي بعدة غارات وكأن السعودية كانت المستفيد الأول من الفساد السابق في المنشأة والمتضرر الوحيد من إعادتها إلى حضن الدولة ومن تنظيمها وتطويرها ، وقد تعمد الطيران وبكل صلف قصف الشاحنات المملوكة للتجار وليست للدولة كما تعمد قصف محطات التعبئة الجديدة وسكن الموظفين الجديد أثناء فترة العمل مما أوقع العديد من الشهداء الأبرياء في عمل أشبه مايكون بالإنتقام.
وعلى العموم ، تعمد العدوان السعودي الأمريكي استهداف وتدمير منشأة رأس عيسى النفطية يدل على أن السعودية هي التي تدير وتشرف على مافيا الفساد في اليمن وأنها متورطة بشكل مباشر في خنق اقتصاد اليمن وفي كل الأزمات التي عانى منها الشعب اليمني طويلا ، وأن رؤوس الفساد في اليمن مرتبطون بها مباشرة وينفذون مشاريعها التخريبية عبر الخطط التي ترسمها هي.
كما أن تعمد السعودية تدمير المنشأة يأتي في إطار المحاولات السعودية الحثيثة ﻹقناع دول العالم بعدم التعامل مع اليمن تجاريا عبر موانئ البحر الأحمر بتدميرها كليا وإخراجها عن الخدمة وإجبار العالم لتحويل وجهته إلى ميناء عدن لتمعن حينها في تضييق الخناق على الشعب اليمني وتشديد الحصار عليه من أجل إركاعه وكسر صموده ، وفي نفس الوقت لدعم وتقوية مرتزقتهم في عدن ورفد اقتصادهم.