ربّوا أولادكم على العقيدة الحقّة.
لغةً العقيدة، مصدر مِن اعتَقَد يعتقدُ اعتقادًا وعقيدة، مأخوذٌ من العَقد، وهو: الرَّبط والشدُّ بقوَّة وإحْكام، ونحو ذلك ممَّا فيه توثُّق وجزم؛ قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ﴾. أما اصطلاحًا، فهي ما ينعَقِدُ عليه قلبُ المرء ويجزمُ به ويتَّخذه دينًا ومَذهبًا؛ بحيث لا يتطرَّق إليه الشكُّ فيه.
ففي الأونة الأخيرة، وخلال الحرب المفروضة على سوريا من قبل التكفيريين ومن ورائهم الإمبريالية العالمية، هبَّ مجاهدو الأمة والمذهب للدفاع عن العقيدة ومقدساتها. عقيدةٌ فرض عليها التكفير السعودي الوهابي لتشوه صورة المقاومة وجهادها وتضحياتها وعطاءات شهدائها وجرحاها. وقد ترافقت هذه الحرب مع حربٍ ناعمةٍ، استغل فيه الإعلام والانترنت، للعبث بعقول شبابنا وحرفهم عن العقيدة السمحاء.
فقد شدّد الإسلام على أهمية حماية المجتمع من الضياع والإنحراف والدفاع عن العقيدة المحمدية الأصيلة، وذلك من خلال تعليم وتثبيت العقيدة الإسلامية الصحيحة لتكوين أمّة قوية قادرة على مجابهة تيارات التحريف والتكفير. وفي هذا الإطار أكدّ أيضًا على أهمية تربية الأولاد مبكرًا تربية عقائدية باتباع أساليب عقلية وقلبية وروحية ونفسة ممنهجة ومدروسة. وهنا، نطرح السؤال: ما أهمية ولما نربي أولادنا تربية عقائدية؟
يقول الإمام علي (ع) لكميل بن زياد: “يا كميل لا تأخذ إلا عنا تكن منا.” هذا الحديث يؤكد أنه لا عقيدة أصفى وأصح من عقيدة أهل البيت (ع) وهم حجج الله على عباده، فمن سار بظلهم بلغ النجاة وسلك درب النور والعلم. ويحتاج التفاعل الحقيقي مع الفكر والعقيدة لولاء عميق يذوب فيه الإنسان بكيانه، للنبي (ص) ولأهل بيته (ع). هذا الولاء ينقذ الطفل خلال مراحل حياته كافة من أمواج الفتن ولجج الأفكار المنحرفة والفاسدة. يقول الرسول (ص): “أنا وأهل بيتي شجرة في الجنة وأغصانها في الدنيا، فمن شاء اتخذ إلى ربه سبيلًا.”
تقدم العقيدة للإنسان الإجابة الشافية التي تتلخَّص في إرشاده إلى الخالق، في حين عجز كلٌّ من العلم الفلسفي أو العلم التجريبي عن إرشاده إليه سبحانه. فحين يؤمن الإنسان بربه خالقه تسير الروح في طريق الفطرة. كذلك فإن للعقيدة أثر كبير في تحرير الإنسان من العبودية للباطل فيظل عبدًا خالصًا لخالقه. علاوةً على ذلك، يصبح للفرد وازع ورادع قوي يجعله يُحجِم عن اقتراف ما هو محرم. فلو نشأ إنسانٌ في بيئة ذات مفاهيمَ ومُثُل وسلوكيات معيَّنة السلوكيات ثم اختلط مع المجتمعات الأخرى سيتمكن من التمييز بين الصواب والخطأ ﻷن عقيدته ثابتة وراكزة.
لا بد من تلقين الأطفال منذ نعومة أظفارهم أن الله تعالى هو الذي خلقنا وأسكننا الأرض لنعبده وحده ولنخلص له العبادة. وأيضا تربيتهم على تعظيم الدين وشعائره وترسيخ الإيمان باليوم الآخر في نفوسهم، فمن كان محسنا فله الجنة. كذلك، التأكيد على رقابة الله تعالى للعباد وأنه لا يغيب عنهم. وأيضا تعميق محبة النبي وآله وصحبه، وتعليمهم أن الإيمان لا يكتمل إلا بالأعمال الصالحة والعبادات المتنوعة.
إنّ من أهمّ حقوق الطفل على والديه تربيته على العقيدة المحمدية الثابتة ليصبح بصيرًا في أمور دينه ودنياه. وتنطوي هذه التربية على ربطه بالله والأنبياء والأئمة واليوم الآخر. وإبعاده عن البيئات المنحرفة التي تروج عقائد باطلة، وذلك بإتباع أساليب متعددة ومنها التلقين اللفظيّ لأركان العقيدة الحقّة وتربية الطفل على أداء العبادات. كما، ويجب الالتفات إلى عدم تحويل فكرة يوم الحساب إلى أسلوب تهديديّ للطفل إنما إلى تحفيزه لعمل الخير للحاق بهدي أهل البيت (ع) والفوز بالجنة.
إذا، فقد تقرَّر بأنَّ عقيدة المرء هي إيمانه الجازم الذي ينعقد عليه قلبُه ويحكم به ذهنه ويتَّخذه مَذهبًا ودِينًا يدينُ به. لذا على الوالدين التأكد من صحة وسلامة عمل وتأثير هذه العقيدة على سلوكيات طفلهما. وبالتالي، إذا تربى الطفل على الأسس الصحيحة للعقيدة، تحققت سعادته ونجى من الهلاك الذي تسعى القوى الشيطانية لإسقاطه فيه. فمن غير المنطقي بأن نتساهل مع هذا الطرح ﻷن العقيدة من أسمى المقدسات والركائز ﻷي أمة.
✍🏼بقبتول عرندس
#الصرخة_في_وجه_المستكبرين
أشترك على قناة أخبارتعز للتلغرام وكن أول من يعلم الخبرفورحدوثه انقرهنا✅