إحصائيات 3 سنوات مروعة في الجنوب المحتل (( الحصاد الأسـود للاحتلال الأمريكـي الإماراتي ))
مارست قوى تحالف الاحتلال الأمريكي الإماراتي عقب دخولها محافظات جنوبي الوطن في يوليو 2015 أبشع
الجرائم في التاريخ الحديث بحق المواطنين وأقلقت سكينة كل ما هو حي وعبثت بالأخضر واليابس وجعلت عاليها سافلها، وهذا هو التحرر بالمفهوم الغربي الذي تدعيه قوى الاحتلال: اغتصاب الأرض من أصحابها والتنكيل بهم.
وخلال 3 أعوام من الاحتلال أصبحت محافظات جنوب الوطن وعلى رأسها عدن مسرحاً للفوضى والانتهاكات والجريمة بمختلف أنواعها، وساحة تضم كل اللصوص والقتلة ومصاصي الدماء، الذين ينسجون مشروع العدو التخريبي والتدميري للوطن أرضاً وإنساناً.
إحصائية شاملة لحصيلة الفوضى القائمة، وتضم مختلف الجرائم،
وأشهرها التي ارتكبتها عصابات الاحتلال في المحافظات الجنوبية خلال الفترة الماضية، في هذه السطور.
جرائم القتل والاغتيالات
أصبحت جريمة القتل عادة يومية تشهدها محافظات جنوب الوطن، في ظل سطوة قوات الاحتلال وأدواتها التي تمارس القتل بلا هوادة بحق الكثير من المواطنين والناشطين السياسيين والحقوقيين والعسكريين والخطباء وغيرهم. وقد تنوعت حوادث القتل والاغتيالات لتطال شريحة واسعة من مختلف طبقات المجتمع. ووفق تقارير خاصة فقد شهدت المحافظات الجنوبية أكثر من 3829 عملية اغتيال منذ منتصف 2015، بمعدل 3.14 جريمة يومياً، وقد طالت مواطنين وعسكريين وسياسيين من مختلف المكونات السياسية الجنوبية.
عمليات التفجير والاقتحام
وشهدت عدن منذ سيطرة قوات الغزو والاحتلال أكثر من 245 عملية تفجيرية و6248 عملية سطو مسلح، لعل أشهرها اقتحام مسلحين من تنظيم القاعدة منزل نجاة علي مقبل (عميدة كلية العلوم الصحية في جامعة عدن) وقتلها مع ابنها سامح وطفلته، منتصف مايو الماضي.
إحصائية 100 يوم فقط
خلال 100 يوم فقط من دخول قوات الاحتلال عدن سجلت منظمات دولية حوالي 436 عملية اغتيال لشخصيات اعتبارية، بينها 242 عملية إعدام بالرصاص، فضلاً على 1758 جريمة بحق مواطنين، بينها مهاجمة وتصفية قيادات وعناصر جنوبية، وجرائم اختطاف واغتيال وبسط سيطرة على ممتلكات عامة وتهديدات بالتصفية الجسدية واقتحام منازل ومؤسسات حكومية ومكاتب إعلامية ونهبها وقطع طرقات وتدمير منازل ونهبها أو الاستيلاء عليها.
مارس 2016 يتصدر نزيف الدم
وشهد شهر مارس 2016 أكبر نسبة من الاغتيالات، حيث شهدت محافظات الجنوب 25 جريمة اغتيال، أبرزها اغتيال مدير الأمن السياسي لأبين وقائد حرس شقيق الفار هادي وسفير سابق وعدد من قيادات المرتزقة في هذا الشهر.
شهر احتلت فيه محافظة عدن المرتبة الأولى في عدد الاغتيالات بـ13 عملية، تلتها شبوة وحضرموت (4 عمليات لكل منهما) ثم لحج بثلاث عمليات اغتيال وعملية واحدة فاشلة.
انتهاك الإنسانية وذبحها
نوع آخر تمثل بجرائم الذبح والإعدام والصلب، حيث شهدت مدينةُ عدن خلال شهر مارس أبشع جريمة إنْسَـانية تمثلت بقتل أكثر من 17 مسناً، بينهم 4 نساء هنديات في دار العجَزة بالشيخ عثمان، وأخرى تمثلت في صلب 4 مواطنين.
وبحسب تقارير حقوقية فإن محافظة عدن شهدت أكثر من 20 جريمة ذبح بحق مواطنين وناشطين، أشهرها إقدام عناصر من القاعدة على اقتحام أحد مقرات الانترنت بمديرية الشيخ عثمان وذبح الناشط أمجد عبدالرحمن بطريقة بشعة.
استهداف القضاء
وللتستر على هذه الجرائم فإن استهداف الاحتلال للأجهزة الجنائية والقضائية أمر وارد، فالقضاء بكوادره وبنيته التحتية لطالما كان هدفاً للاحتلال. ولعل اغتيال القاضي حسن علوان رئيس الشعبة الجزائية المتخصصة في محكمة استئناف عدن وتفجير المجمع القضائي بحوطة لحج بمثابة دليل واضح لهذا الاستهداف.
تدمير الاقتصاد
الاستهداف الممنهج من قبل الاحتلال طال كل شيء، وركز كثيراً على الاقتصاد وكوادره، فإلى جانب تعطيل المنشآت الصناعية والإنتاجية وتدمير بنيته التحتية وتهجير رأس المال وسياسة التفقير، يمارس الاحتلال عبرَ أدواته عمليات اغتيال لرجال الأعمال أيضاً.
تمزيق النسيج الاجتماعي
وفي إطار سعيه لتمزيق وتفتيت النسيج الاجتماعي، أقدمت دول العدوان عن طريق مرتزقتها على تهجير أَبْنَاء المناطق الشمالية المتواجدين في المحافظات الجنوبية ومصادَرة ممتلكاتهم. وقد سجلت مؤسسات حقوقية بينها (هيومن رايتس ووتش) مئات الانتهاكات بحقهم.
نزوح جماعي للمواطنين
الحالة الأمنية السيئة التي تعيشها المحافظات الجنوبية كانت أحد الأسباب الرئيسية التي دفعت عشرات المواطنين إلى النزوح الجماعي إلى المحافظات الواقعة تحت سيطرة القوى الوطنية. وذكرت منظمات حقوقية محلية أن حوالي 80 ألف مواطن نزحوا من عدن خلال العامين الماضيين بسبب تردي الخدمات العامة والأوضاع الأمنية.
استهداف
رجال الدين
بجانب ذلك شهدت المحافظات الجنوبية موجة نزوح واسعة لكبار الشخصيات السياسية والإعلامية والدينية، نتيجة للأحداث الدموية والفوضى، ومن ذلك نزوح المئات من علماء الصوفية من مدينة تريم بمحافظة حضرموت إلى صنعاء في منتصف العام قبل الماضي، بعد تهديدات تنظيم القاعدة الذي اغتال عدداً كبيراً من كبار علماء الصوفية خلال الفترة الماضية، كان آخرهم عالم الدين الحبيب عيدروس بن عبدالله بن علي بن سميط في منزله مطلع مارس الماضي. وكانت المحافظات الجنوبية شهدت خلال الأعوام الثلاثة الماضية حوالي 35 عملية اغتيال لخطباء المساجد.
هجرة شخصيات بارزة
كما نزح عدد من الناشطين والإعلاميين، أبرزهم فادي باعوم رئيس المكتب السياسي للحراك الثوري الجنوبي المقيم في بيروت، والناشطة السياسية وفاء عبدالفتاح إسماعيل المقيمة في السويد والتي أكدت في حوار لها في مايو الماضي أنها غير قادرة على العودة إلى منزلها في عدن.
انعدام الخدمات العامة
وعلاوة على الحالة الأمنية المزرية، تشهد المحافظات الجنوبية غياباً شبه تام للخدمات، حيث تكاد تنعدم معظم الخدمات العامة الصحية والاجتماعية، وانقطاع مستمر في دفع المرتبات والكهرباء والماء، وقد شهدت محافظة عدن خلال الفترة الماضية أكثر من 402 احتجاجاً وتظاهرة للمواطنين بسبب غلاء المعيشة وانقطاع رواتب الموظفين وغياب الخدمات الأساسية، من ضمنها 62 احتجاجاً في القطاعات البحرية و50 احتجاجاً رفضاً للاقتتال الدائر بين فصائل العدوان.
وكان العدو قبل دخوله عدن قد وعد بتحسين أوضاع أبنائها المادية، لكنه لم يقم سوى بمصادرة جميع حقوقهم ومن ضمنها حقهم في العيش بسلام.
انتهاك شرف الأطفال والنساء
إضافة إلى اغتصاب جميع حقوقهم لم تتردد قوات الغزو باغتصاب شرف الأطفال والفتيات في المحافظات الجنوبية.
وفي تحقيق في أبريل الماضي نقلت الصحيفة عن مصدر أمني جنوبي موالٍ للعدوان أن المئات من أبناء المحافظات الجنوبية بينهم نساء وأطفال تعرضوا لاغتصابات جماعية من قبل قوات الغزو والاحتلال في مدينة عدن.
وكشف ضابط يعمل في إدارة البحث الجنائي بعدن، لوكالة الصحافة اليمنية، الأسبوع الماضي، أن إدارة البحث الجنائي تلقت أكثر من 443 بلاغاً عن جرائم اغتصاب ارتكبها مرتزقة الاحتلال الإماراتي السعودي بحق نساء وأطفال من أبناء المحافظة.
وكانت آخر هذه الجرائم قيام 4 جنود في قسم شرطة مديرية المعلا بمدينة عدن مطلع مايو الماضي باغتصاب طفل لم يتجاوز عمره 10 سنوات، موثقين جريمتهم عبر تصوير عدد من مقاطع الفيديو، وتهديده بنشرها في حال تم الإبلاغ عن ذلك.
كما أن قوات الاحتلال الإماراتي مارست عمليات اغتصاب جماعية بحق مئات المعتقلين داخل سجونها السرية في المحافظات الجنوبية، تضم آلاف المعتقلين. وكانت منظمة (هيومن رايتس ووتش) أكدت في تقرير لها نشرته في 19 أبريل الماضي أن القوات الإماراتية مارست عمليات الاغتصاب داخل سجونها السرية في عدن والمكلا.
18 معتقلاً سرياً للإمارات
كشف تحقيق أجرته وكالة (أسوشيتد برس) الأمريكية في يونيو العام الماضي عن وجود شبكة سجون سرية في اليمن تديرها الإمارات ويخضع فيها المعتقلون لصنوف مختلفة من التعذيب.
وأشارت الوكالة إلى أنها وثقت ما لا يقل عن 18 سجناً سرياً في جنوب اليمن تحت إدارة الإماراتيين، وفق تقارير جمعتها من معتقلين سابقين وعائلات السجناء ومحامين وحقوقيين ومسؤولين عسكريين يمنيين، منها معتقل خور مكسر، ومعتقل معسكر العشرين في منطقة كريتر، ومعتقل معسكر الحزام الأمني في منطقة البريقة، ومعتقل بير أحمد، ومعتقل الريان.
قمع الحريات الصحفية
المؤسسات الإعلامية والعاملون فيها نالوا حظهم من التعسف الذي تفرضه عصابات تحالف العدوان في المحافظات الجنوبية المحتلة، حيث تم اقتحام 8 مؤسسات إعلامية وقتل إعلاميين وعشرات الناشطين السياسيين واعتقال 22 إعلامياً وصحفياً خلال الفترة الماضية لعل آخرهم فتحي بن لزرق مطلع الشهر الجاري.
وتزداد الحالة الأمنية المرعبة سوءاً في المحافظات الجنوبية في ظل سطوة عصابات العدوان المتناحرة التي لوثت كل جميل بأحقادها وضغائنها الخبيثة، ولم يعد أمام تلك المحافظات سوى صحوة شعبية من أبنائها على أمل أنها تفيق لإنقاذ ما تبقى من روح في جسدها الهزيل الذي دنسه الغزاة.
حلمي الكمالي
#الصرخة_في_وجه_المستكبرين
أشترك على قناة أخبارتعز للتلغرام وكن أول من يعلم الخبرفورحدوثه انقرهنا✅