جيل جديد يحمل لواء

كلما تمر الايام الا وتنكشف معها الاغراض الدنيئة التي قادت لإطلاقما يسمى “عاصفة الحزم ” واستهداف اليمن واليمنيين تحت عناوين كاذبة كانت كفيلة ومع كل الاسف “لتضليل ” الكثيرين المنبهرين بالآلةالاعلامية الجبارة التي تملكها الدول التي تشكل عصب ما اطلق عليه مجازا باسم ” التحالف العربي ” .

رغم ان الحقيقة تفيد بان “انفراط العقد ” الخليجي بعد اندلاع شرارة الازمة مع قطر ادى لفقدان “جزء حيوي ” كان الاعلام وجبروته اهم اسلحته الفتاكة التي فرشت ومهدت “لتمرير ” مشروع “الغزو ” مما ساهم جليا في كشف ما يحدث في اليمن من مجازر {طبعا ليس تحت الوازع الانساني ولو انها صورت كذلك بل بقدر ما كان هدف الانتقام من السعودية والامارات هو الاساس } .

المهم ان هذا الشنان خدم الملف اليمني ووضع “المخبولين ” بالحزم وشقيقاتها امام “الحقيقة المرة ” التي رفضوا الانصياع لها في البداية او حتى التفكير في حيثياتها واتهم كل من جاهر بالموضوع بأنه يخدم اجندة معروفة في المنطقة وانه مجرد “بوق ” وحتى “عميل ” {ولنا شخصيا شرف تلقي كل هذه الاتهامات والوقوف في خندق اليمنيين منذ اليوم الاول وغوغل يحتفظ بعشرات المقالات في هذا الصدد } .

لست أدري اذا كان مجديا ان نعود لكل هذه التفاصيل غير أن ما استفزني حقيقة وحتم علي استخدام هذا الربط هو التأكيد على ان ما وصله الملف اليمني اليوم وصار ينشر بحدة في وسائل الاعلام تحت علامات “المفاجأة ” وغيرها ليس دقيقا على الاطلاق ذلك ان الهدف الاول والرئيسي كان “اركاع ” الشعب اليمني و اذلاله والفارق الوحيد ان الكثيرين تغاضوا عن هذه الحقيقة الساطعة وسعوا لتجميلها كل حسب ميوله واهواءه والان غمرتهم الدهشة بعد ان انهارت كل امالهم واحلامهم واضحت سرابا .

وهنا لا يمكن البتة تجاهل مقطع الفيديو الذي اكتسح مواقع التواصل الاجتماعي هذه الايام و”بطلته ” {ليس غريبا استخدام هذه الكلمة لطالما اننا في زمن ضاعت فيه البوصلة واختلط الحابل بالنابل } طالبة اماراتية تدعى “ريام خليفة الكعبي ” وهي الحائزة على المرتبة الاولى في الثانوية العامة لهذه السنة .

تخيلوا ما افصحت عنه هذه الشابة “النجيبة ” امام ولي عهد أبوظبي كي تنال على “رضاه ” : “وين تبغاني عسكري مدني او حتى احرق اليمن ما في مشكلة ” ..

والطامة الكبرى انها قوبلت بتصفيق حار وسط الحضور كدليل “فاضح ” على “فرحتهم الغامرة ” بطموح الفتاة المتفوقة التي تحمل لواء بلدها في “الكراهية ” و الانتقام ,هل يعقل أين وصل الحقد بهؤلاء تجاه هذا الشعب الكريم الصامد الحر ؟ لو نطق بمثل هذه الكلمات احد الجنود او المقربين من دوائر صناعة القرار لوجدنا مبررا لذلك لطالما انه على ارض الواقع يسعون لترجمة ما يعتمل في صدورهم تجاه اليمن, لكن ان يكون الحرص كبيرا لهذه الدرجة على تلقي الاجيال الجديدة لمثل هذه السموم فنحن امام كارثة عظيمة بالفعل .

في نفس السياق اذكر انني تابعت عملا دراميا اماراتيا في العام قبل الماضي واستوقفتني احدى الشخصيات التي طلبت السفر لليمن من اجل تغطية الاحداث هناك وكانت كل المشاهد المتعلقة بهذا القطر العزيز “مخزية ” للغاية واختصرت في بعض الجبال الشاهقة وثلة من “الارهابيين ” الذين يستبيحون دماء “الابرياء ” وسط كم هائل من الاكاذيب التي لا تمت للواقع بصلة .

وفور مشاهدتي لفيديو الطالبة السالفة الذكر عادت مشاهد ذلك المسلسل لمخيلتي لتكون الخلاصة المريرة اننا امام خطة ممنهجة لاستباحة اليمن والثأر من ابناءه باستعمال كل الوسائل ولعل اهمها بعيدا عن الحرب والسلب والنهب كما يحدث مع مقدرات البلد هو زرع وبث الكراهية والضغينة في عقول الناشئة ضد هذا الشعب الاصيل الشجاع ,فهل مازال هناك عاقل “يؤمن ” بجدوى وشرعية “تحالف العار ” ؟

✍/عادل العوفي

#الصرخة_في_وجه_المستكبرين

أشترك على قناة أخبار تعز للتلغرام وكن أول من يعلم الخبر فور حدوثه انقر هنا ✅