سلام العدوان
استئناف المفاوضات السياسية، وإحياء عملية السلام هي الورقة الأخيرة للعدوان، والمخرج الوحيد بعد فشل جميع المحاولات العسكرية في جميع الجبهات والمحاور القتالية، وها هي أسلحة الدمار في طريقها إلى الاندثار بإرادتنا وصمودنا وقوتنا.
المبعوث الأممي مارتن جريفيتث يحاول بجولاته وصولاته تطمين العالم بسلام كاذب، ويتأهب لأداء صلاة الرحمة والطمأنينة على روح تلك المرحلة القاسية والمأساوية التي عاشها الشعب اليمني، وشعر فيها العالم بالخوف والقلق. هذا الكرنفال الإعلامي الاستعراضي للمبعوث الأممي من صنع وإنتاج التحالف الكوني بقيادة سيدة العالم أمريكا ضابط الإيقاع العالمي بدون منافس لها على المدى المنظور، وليس هناك مرجعية دولية سوى لأمريكا (الشيطان الأكبر) الذي يجثم على زمننا وحضارتنا وأنفاسنا ومقدرتنا ومصيرنا، يروج ويبث في أرواحنا لعنة الوهم والسراب والزيف بعالم حر ومستقر، وعولمة تحقق الاكتفاء الاقتصادي لجميع شعوب العالم، بينما الواقع يعج بحقائق مؤلمة، قتل وتدمير واستغلال. اليمن تعاني من كارثة حقيقية نتيجة للسياسة الأمريكية والتحالف الكوني، ولن يخدعنا أحد بالسلام المزيف والطمأنينة الكاذبة، إننا في عمق المعركة، في عمق المأساة، في عمق الكارثة نفسها، ولسنا على سطحها أو عند أبوابها ونتائجها أبداً.
السلام الذي يروج له المبعوث الأممي هو من صلب سياسة العدوان والتحالف الكوني على اليمن، وبنفس الطريقة والأسلوب السابق للمبعوث الأممي ولد الشيخ، وإن اختلف الديكور، أما المضمون فهو ذاته، لايزال العالم الخبيث المدجج بمختلف أنواع أسلحة الموت والدمار، يرسل أساطيله المدمرة للحياة والاستقرار والسلام من واشنطن وباريس ولندن، إلى شواطئنا ومدننا وقرانا، ليدمر ويهلك الزرع والنسل، ويعيث في الأرض فساداً، ويحاول بكل قوة أن يزرع اليأس للقضاء علينا، فاليأس هو البيئة الخصبة والوحيدة القادرة على إحباطنا بصورة تعسفية ومأساوية. لم يتركوا فسحة واحدة في خيال الإنسانية إلا حاولوا غزوها واحتلالها بمكرهم وأفكارهم الخبيثة وتقنيتهم الخادعة، وأفلامهم الرخيصة، تلك هي حضارتهم الموبوءة بالقهر والظلم والاستغلال والعدوان بالرغم مما فيها من علم وتطور تقني وتكنولوجي، والعدوان على اليمن أثبت أنه كارثي، التحالف الكوني على اليمن عكس مضامين تلك الحضارة ومواقفها العملية وسلوكها البربري المتوحش الذي يمارس فعلاً الإرهاب بأبشع صوره، هناك علاقات ومصالح غير إنسانية متداخلة إلى حد التشابك، ومبتذلة على حساب القيم الإنسانية والسلوك الإنساني.
العدوان على اليمن كشف عورات العالم الذي يدعي الحضارة والتقدم والديمقراطية والتعايش السلمي بين الشعوب، والمدعوم بالمحبة والمودة وحقوق الإنسان واحترامها، كشف الزيف والتضليل والأخلاقيات المنحطة لذلك العالم الذي بات مجرد تمنيات وشعارات زائفة لا غير. لسنا بحاجة إلى أن نؤكد موقفنا من السلام، وحاجتنا القصوى للسلام، نحن دولة معتدى عليها، ومطالبنا واضحة، وهي إيقاف العدوان الكوني، والكف عن القصف المتواصل للأبرياء والمدنيين، ولسنا بحاجة أيضاً إلى أن نؤكد أن العدوان والتحالف الكوني لم يتخلَّ قط في يوم من الأيام عن المراوغة والتضليل والزيف كأسلوب معتمد عند البحث في الأمور المصيرية، والتي تكشف أبعاد سياستهم الدائمة والقائمة على العدوان وانتهاك حقوق الغير، تلك هي عقلية العدو التي تقوم على مبدأ الأخذ لا العطاء، والاستلاب لا التسليم بحقوق الآخرين، وتسويق أطروحاته المراوغة عن طريق المبعوث الأممي، والرامية إلى استنزاف الوقت وإتاحة الفرصة للعدوان للاستعداد للمعركة القادمة.
✍طاهر علوان الزريقي
#الصرخة_في_وجه_المستكبرين
أشترك على قناة أخبار تعز للتلغرام وكن أول من يعلم الخبر فور حدوثه انقر هنا ✅