ما بدا بدينا عليه
قد لا يكون مناسباً في ظل التحشيد والقصف المستمر من العدوان في الساحل الغربي، أن نقول إن معركة الحديدة انتهت، لكن بإمكان المراقب الحكم بفشل ما يمكن تسميته غزوة الحديدة، وأنها كانت بالنسبة للعدو مخيبة للكثير من الآمال والأعمار. أما نحن فيمكننا الجزم بأننا سنقاتل عن كل شبر في بلدنا من المهرة إلى ميدي، ومن أقصى الجنوب إلى أقصى الشمال، أياً كانت نتيجة المعركة في هذه الجبهة أو تلك، فلا انتصارنا في الحديدة يعني أننا مكتفون بها، ولا خسارة عدن يعني أننا قد تخلينا عنها. نحن نواجه تحالف عدوان دولي متعدد القدرات، بقدرات محدودة وإيمان غير محدود وحق لا تشوبه شبهة باطل وليس فيه ذرة لبس، وواجبنا هو أن نقاتل للدفاع عما بأيدينا منه، ولاسترداد ما غلبنا عليه. هذه هي معادلة المعركة التي نخوضها، فما دمنا نقاتل فنحن ننتصر، وهزيمتنا الوحيدة هي التقاعس عن الحق ومهادنة البغي علينا والعدوان على بلادنا. هي معادلة لا تدخل السيطرة الجغرافية التي يتهافت العدوان ضمن معاييرها في ربح المعركة وخسارتها، وإن كانت جزءاً مهماً من آلياتها. هذا ليس تنظيراً، ولكنها قراءة استثنائية لوضع استثنائي لمسنا فيه أن تهافت العدوان على السيطرة الجغرافية أوقعه في كثير من المستنقعات الكارثية بالنسبة له، وليس الساحل الغربي أولها، وثانياً أن تلك السيطرة الجغرافية للعدو لم تحدث فارقاً نوعياً في معادلة الحرب لصالحه، ولم تؤثر سلباً على العقيدة القتالية لمقاتلينا، أو تفت في عضد جبهة الصمود الوطني التي صار تضعضعها رهان العدوان الوحيد في كسب المعركة، ولأجله سخر كل إمكانياته منذ الأشهر الأولى للعدوان من حرب إعلامية واقتصادية وأعمال عسكرية. وليس سراً أن نقول إن معركة الحديدة هدفها الرئيسي اقتصادي وليس عسكرياً، وتستهدف المواطن اليمني عموماً، والضغط أكثر على الجبهة الداخلية، ولا تستهدف خطوط إمداد عسكري أو السيطرة على موقع استراتيجي من الناحية العسكرية.
#الصرخة_في_وجه_المستكبرين
أشترك على قناة أخبار تعز للتلغرام وكن أول من يعلم الخبر فور حدوثه انقر هنا ✅