هكذا سطرت المقاومة الفلسطينية اروع الملاحم البطولية
في الـ7 من يوليو 2014 أشعل العدو فتيل المعركة دون أن يعلم كيف ستتجه نتائجها وتبعاتها، بحرق مغتصبيه الطفل الفلسطيني “محمد أبو خضير” في شعفاط وقصف نفق للمقاومة في رفح، ليقرر المقاومة الفلسطينية الردّ بشكل قوي على العدو .
وشن الإحتلال على غزة ثلاثة حروب ، كان الهدف منها استئصال المقاومة ، وفي كل عدوان يشنه على غزة يفشل في مسعاه ، في المقابل تستفيد المقاومة من التجارب وتقوي جبهتها وتقف على مواطن الخلل وتصححها وتزداد رسوخا وثباتا وصمودا وقوة ، استطاعت المقاومة أن تهشم مقولة : جيش لا يقهر ، التي عشعشت في الأذهان لعقود ، وكان الإحتلال يقتات منها دهرا بعد أن هُزمت جيوش عربية أمامه مجتمعة ، ومعلوم الأسباب الذي أدت لنكستها ، المقاومة نزعت ذرائع كانت الانظمة تتذرع بها ، لتستكين للأمر الواقع ، وحتى لا تواجه غطرسة المحتل، مقاومة مُحاصرة ولاتمتلك عدة وعتاد كالذي تمتلكه دول وبإمكاناتها الذاتية ، حققت ما أخفقت فيه جيوش ، وخلقت توازن الردع وفوتت على المحتل مآربه ، ولم تركن لإملاءاته أو تقبل أن يفرض عليها الأمر الواقع أو تستسلم ، وغدت غزة محرمة عليه دخولها ..
وعندما فشل المحتل في تحقيقه مراميه من شن عدوانه ، استأسد على المدنيين ، وفرد عضلاته على العزل ، وارتكب أفظع الجرائم ، واستهدف المنشآت الحيوية من مدارس ومستشفيات وبنية تحتية وو..جرائمه بحق العزل والمدنيين لن تسقط بالتقادم ..
الإحتلال في كل حروبه عندما يفشل في تحقيق مآربه ، يستهدف الحاضنة الشعبية بغية تأليبها على المقاومة ، إلا أن وعي الشعب فوت ويفوت وسيفوت عليه مآربه ، فهو يدرك أن المقاومة هي من تصد العدوان ، وتحمي حياض الوطن ، وتبقي جذوة الصراع متقدة لتستيقظ الأمة من سباتها وتلحق بالركب ، وتحفظ الحق الفلسطيني ، وتمنع تمدد المشروع الصهيوني ..
اعتقد الإحتلال أن شن عدوانه المتكرر على غزة ، سيدفعه لفرض الأمر الواقع في كل فلسطين ، وللإستكانة وعدم النهوض لمواجهة الإحتلال ورفع حيفه ، إلا أن بسالة المقاومة وجسارتها وروحها القتالية وإيمانها العميق بعدالة القضية ، وفرت البيئة الخصبة للعمل المقاوم ، وزاد تمسك الفلسطيني بحقه والإستماتة عليه والدفاع عنه بقوة ، بل شجع هذا الإبداع في الأداء المقاوم ، الفلسطيني في كل ربوع فلسطين ومن كل الفئات للإنتفاضة على جور الإحتلال ، وبذل الغالي والنفيس فداءا لله ثم للوطن ورفضا للإحتلال ، وحماية للأعراض والمقدسات والوقوف بحزم أمام كل مكر يضمره الإحتلال للأقصى المبارك ..
معركة العصف المأكول
يوافق اليوم الـ 7 من يوليو، الذكرى الرابعة لبداية حرب العصف المأكول التي أطلقتها كتائب الشهيد عز الدين القسام في مواجهة عدوان الاحتلال “الجرف الصامد” الذي استمر 51 يوماً على قطاع غزة.
في الـ7 من يوليو 2014 أشعل العدو فتيل المعركة دون أن يعلم كيف ستتجه نتائجها وتبعاتها، بحرق مغتصبيه الطفل الفلسطيني “محمد أبو خضير” في شعفاط وقصف نفق للمقاومة في رفح، ليقرر المقاومة الفلسطينية الردّ بشكل قوي على العدو ، ويطلق معركة “العصف المأكول” في مواجهة “الجرف الصامد”.
51 يوماً خاضتها المقاومة الفلسطينية وعلى رأسها كتائب القسام كانت بمثابة الجحيم لقادة العدو وجيشهم المهزوم والمغتصبين، وانتصار سطرته الكتائب بدماء قادتها وجنودها، كما تحدت الكيان بأكمله حينما وجهت ضربة صاروخية لمدينة “تل أبيب” بموعد حدد مسبقاً.
وخلال المعركة نفذت كتائب القسام عمليات نوعية خلف الخطوط والتي كانت بمثابة المفاجأة للعدو الصهيوني بل للعالم أجمع، وسجّلت كتائب القسام صفحات من نور في تاريخ المقاومة للمحتل الصهيوني منذ عام 1948م.
عمليات نوعية نفذتها النخبة القسامية خلف الخطوط وعلى أعتاب قطاع غزة أبرزها :
– عملية الكوماندوز البحري “زيكيم”.
– عملية “موقع صوفا” شرق رفح.
– عملية “موقع أبو مطيبق” شرق المحافظة الوسطى
– عملية “موقع 16” شرق بيت حانون.
– عملية “ناحل عوز” شرق الشجاعية .
– أسر الجندي الصهيوني “شاؤول أرون”.
– عملية “الريان”.
– تصدي لوحدة كوماندوز بحري صهيونية في منطقة السودانية.
إضافة إلى عشرات الكمائن التي أوقعت قتلى وجرحى بصفوف جنود العدو .
كما فجّر القسام خلال المعركة العديد من المفاجآت العسكرية كان أبرزها :
– طائرات الأبابيل بنماذجها الثلاث ( A1A- A1B – A1C)
– الصواريخ المصنعة محلياً ( R160 – J80 – S55 ).
– بندقية الغول
ونفذ القسام العشرات من عمليات الصد والاستدراج للقوات الصهيونية خلال الالتحام البري، منها 22 عملية قنص، استهداف 91 آلية، إطلاق 57 قذيفة مضادة للدروع، تفجير 28 عبوة، 38 اشتباك مسلح، إطلاق 11 صاروخ موجه.
وخلال أيام معركة (العصف المأكول)، أطلق القسام 3621 قذيفة صاروخية، ثمانية صواريخ باتجاه حيفا، و(تل أبيب) بـ109 صواريخ، والقدس المحتلة بـ19 صاروخا، وديمونا بـ12 صاروخ، إضافة لمئات الصواريخ التي طالت المغتصبات والمواقع المحاذية للقطاع.
وشمل بنك الأهداف، قواعد عسكرية، ومطارات عسكرية، ومواقع عسكرية، ومواقع في مدن كبرى كحيفا والقدس و”تل أبيب” وديمونا، ومطار بن غوريون، واللد والرملة وهرتزليا وريشون ليتسيون وأسدود ، وصولا إلى مناطق البحر الميت وحتى بئر السبع.
وتميزت المقاومة الفلسطينية في أدائها وقدرتها على إيلام العدو عبر تنفيذ العديد من العمليات النوعية، وقد حققت المقاومة الفلسطينية في مقدمتها سرايا القدس، انجازات عسكرية تاريخية باستهدافها مدنا صهيونية تقع في عمق الكيان كـ(تل أبيب)، كما استهدفت القدس المحتلة ونتانيا ومفاعل ديمونا ومفاعل ناحال تسوراك ومطار بن غوريون وغيرها لأول مرة، واستطاعت المقاومة أيضاً أن تهدد سلاح الجو الصهيوني، وسلاح البحرية بشكل محدود، إلى جانب تمكن المقاومة للمرة الأولى من ممارسة الحرب النفسية على جيش الاحتلال ومستوطنيه بصورة ذكية فاجأت العدو والعالم واستطاعت اختراق هواتف الجنود الصهاينة وبث رسائل تهديد لهم في حال فكروا الدخول برياً لقطاع غزة.
وأدارت المقاومة الفلسطينية المواجهة مع الاحتلال بثبات واستطاعت أن تتحكم بسير المعركة بطريقة أربكت العدو، وشكلت عنصر المفاجأة عاملاً أساسياً في ضرب معنويات الجبهة الداخلية للعدو.
سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، في ذلك الوقت أعلنت عن دك حصون المحتل خلال “معركة البنيان المرصوص” الجهادية بـ3249 صاروخ وقذيفة، من بينها صواريخ براق 100 وبراق 70 وفجر 5 وجراد وقدس وقذائف هاون وصواريخ 107 وC8k وكورنيت ومالوتكا.
أما على مستوى التصدي للعملية البرية التي شهدتها الحدود الشرقية والشمالية لقطاع غزة، فتمكنت سرايا القدس من استهداف العديد من الآليات العسكرية والقوات الخاصة بصاروخي كورنيت ، و4 صواريخ من طراز مالوتكا وعشرات العبوات الناسفة، وقذائف الـ RPG وتنفيذ عدة عمليات قنص واشتباكات وكمائن.
وزفت سرايا القدس إلى علياء المجد والخلود 135 من خيرة مجاهديها وقادتها الميامين الذين ارتقوا في عمليات استهداف صهيونية منفصلة في قطاع غزة، وأبرزهم الشهيد القائد صلاح أبو حسنين عضو المجلس العسكري ومسئول الإعلام الحربي في قطاع غزة، والشهيد القائد دانيال منصور عضو المجلس العسكري وقائد سرايا القدس بلواء الشمال.
وقدمت غزة الجريحة 2,147 شهيدًا، منهم 530 طفلاً، و302 امرأة، و23 قتيلاً من الطواقم الطبية، و16 صحفياً، و11 قتيلاً من موظفي وكالة “الأونروا” التابعة للأمم المتحدة، فيما بلغ عدد الجرحى 10,870 جريحًا، منهم 3303 طفلاً، و2101 امرأة، وقدر المرصد الأورومتوسطي مجموع الخسائر الاقتصادية المباشرة وغير المباشرة التي لحقت بالقطاع الاقتصادي في قطاع غزة بنحو 3 مليار و6 مليون دولار.
وأمام هذا المشهد الدامي والمُظلم، كان صمود شعبنا الفلسطيني يسجل أروع صور الثبات والدعم للمقاومة الفلسطينية التي استمدت من صمود شعبنا القوى والعزيمة والإصرار على مواصلة المعركة بكل قوى وثبات، فقامت المقاومة بإطلاق القذائف الصاروخية بكل أنواعها المتوفرة نحو المواقع العسكرية واماكن تجمع الجنود والمستوطنات الصهيونية وصولاً لعمق الكيان ليوقعوا في صفوفهم القتل والرعب، فقتل نحو 140 ضابطًا وجنديًا صهيونيًا، وفق إحصائية للمقاومة الفلسطينية، فيما اعترف الاحتلال بمقتل 71 منهم. وأما الجرحى، فقد اعترف الاحتلال بـ 1620 جريحًا صهيونيًا، 322 خرجوا من الحرب بإعاقة، وهروب 292 جندي صهيوني من الخدمة العسكرية خلال معركة البنيان المرصوص، فيما أصيب 3000 جندي مصاب بصدمات نفسية جراء المعركة.
وبلغت تكلفة الحرب على جيش الاحتلال ما بين 3 و4 مليارات دولار منها 2.5 مليار خسائر في الذخائر والمعدات، أما خسائر المستوطنين المباشرة فقد بلغت أكثر من 450 مليون دولار، وقدم 18 ألف طلب تعويض للمستوطنين إلى حكومتهم، بينما بلغت خسائر قطاع السياحة في الكيان الصهيوني 650 مليون دولار، وقدرت الخسائر الاقتصادية المباشرة بحوالي مليار دولار.
وفي تاريخ 26/09/2014م انتهت معركة العصف المأكول بانتصار المقاومة، واندحار العدو من المناطق التي تغول فيها دون أن يحقق أياً من أهدافه التي أعلنها في بداية المعركة.
#العيد_في_امساحل
#أعيادنا_جبهاتنا
أشترك على قناة أخبار تعز للتلغرام وكن أول من يعلم الخبر فور حدوثه انقر هنا ✅