الوطنيون الحقيقيون!!
أيام المدرسة وما أحلاها من أيام، عدت اليوم بذاكرتي اليها، وتذكرت ماكنا ندرس فيها من مواد دراسية ، من بين تلك المواد كانت هناك مادة تسمى ” التربية الوطنية “..
أجمل ما في هذه المادة هو عنوانها، لقد وفق مؤلف الكتاب في بلورة ذلك العنوان ألا أنه نسي أهم ما يجب أن يحتوي عليه الكتاب لتربية الجيل الناشئ على حب للوطن..
كذلك هو لم يُوفق في التعريف الحقيقي لمعنى كلمة ” وطنية” !!
فكل صفحات تلك المادة كانت لا تتحدث إلا عن المنجزات من حيث ” الكم ” لا ” الكيف ”
لا بأس أن نتعلم كيف نفخر ونفاخر بما تحقق من منجزات ولكن دون الخلط بين المنجزات والوطنية !!
أما عن المنجزات ولله الحمد وبعد أربعون عاماً لم يتحقق منها إلا القليل جداً جداً والكل يعرف هذا فما قرأناه في الكتاب كان خلاف مارأيناه للأسف وهذا الشيءً ظاهر لكل ذي بصر وبصيرة ..
يجب أن نستحدث مادة تُدرس لأبناءنا منذ نعومة أظافرهم ” حب الوطن ” ليتعلموا منها معنى حب الوطن الحقيقي !!
ليس كمادة الوطنية التي لم تزرع في نفوسنا حب الوطن ولم تعرفنا بالمعنى الحقيقي للوطنية !!
فالوطنية وبتعريفها العفوي البسيط هي حب الوطن دون سواه ، والفخر والإعتزاز به والذود عنه بكل غالي ونفيس وعن مكتسباته دون تأفف أو تذمر ..
لنتسائل .. هل نحن حقاً ” وطنيون ” ؟
فلو طُرح سؤال للجميع” هل تحب وطنك ؟!
” أجزم يقيناً بأن الجميع سيستبسل في إجاباته بل ، وقد يستنكره آخرون ، ألا أنه يتوجب علينا الإفصاح عن المعنى الحقيقي لحب الوطن..
هذا السؤال كمن يُسأل ” ما هو دينك؟ ” سيرد الجميع بكل ثقة وجرأة ” الإسلام ” ..
ألا أن السؤال الأهم هل نطبق أحكام و أركان الدين الإسلامي؟!
وهل نحن مسلمون قولاً أم فعلاً؟!
حب الوطن ليس قولاً وكلمات نتغنى بها!!
وخير شاهدٍ على هذا أين الوطنيون الذين لطالما تشدقوا بحب الوطن وتغنوا به؟!
أين هم من محنّة الوطن من واجبهم تجاه هذا العدوان الغاشم على الوطن؟!
للأسف هم أول من تخلوا عن بلادهم بعدما اعتلوا المناصب وغنموا المكاسب هربوا إلى الرياض ليكونوا خدام وعبيد وتحالفوا مع العدو ضد بلادهم وأهلهم أصبحوا مجرد مرتزقة سخروا ألسنتهم وأقلامهم لخدمة العدوان وتسهيل إحتلاله لبلادهم!!
هؤلاء هم من تعلموا الوطنية قولاً لا أفعال بل أنهم لم يتعلموها بل درسوا عن المنجزات الزائفة!!
إن خير من يمثل حب الوطن ، ويعطي دروس في الوطنية هم المجاهدون والشهداء والجرحى-سلام الله عليهم_ الذين واجهوا الطغيان وأَبَّو الضيم ، ورفضوا أن يكونوا أعواناً للعدوان ولعبة بيد الشيطان ، هؤلاء هم الوطنيون الحقيقيون من نتعلم منهم حب الوطن وكيف نمارسه في حياتنا ، هؤلاء هم المدرسة الحقيقة للوطنية التي يجب أن نتعلم منهم، وندرس قيَّمهم ومبأدئهم لأبنائنا ونمشي على خطاهم.
✍وفاء الكبسي
#العيد_في_امساحل
#أعيادنا_جبهاتنا
أشترك على قناة أخبار تعز للتلغرام وكن أول من يعلم الخبر فور حدوثه انقر هنا ✅