إمارات محلية بالضفة ودولة بغزة هذه خيارات “إسرائيل” لما بعد الرئيس عباس … (ترجمة )
قال موقع (عربي 21)، إن إسرائيل بدأت بوضع تقديراتها الخاصة بـ “اليوم التالي لغياب الرئيس الفلسطيني محمود عباس” عن المشهد السياسي، لافتاً إلى أنها بدأت تفتح بازار الترشيحات المتوقعة للشخصيات المتوقعة أن تخلفه في المناصب العديدة التي يتقلدها بصورة حصرية.
ونقل الموقع، عن صحيفة (إسرائيل اليوم) الإسرائيلية، قولها: إن تزايد العلاجات الطبية للرئيس عباس (82 عاماً)، تثير مسألة خلافته بصورة حثيثة في الشارع الفلسطيني عموماً، وفي أروقة المقاطعة خصوصاً، وهي مقر الرئاسة الفلسطينية، في ظل عدم توافق الفلسطينيين وقياداتهم السياسية حول زعيم متفق عليه، وسط تقديرات بأن من يمسك بمزيد من السلاح والبنادق من بين الزعماء الفلسطينيين، ستكون له الغلبة أكثر من سواه في تولي الزعامة الشاغرة بعد فترة من الوقت”، وفق الصحيفة.
وأضافت الصحيفة، أن الرئيس عباس دخل المستشفى خلال هذا الأسبوع ثلاث مرات بعد سلسلة طويلة من المراجعات الطبية داخل الأراضي الفلسطينية وخارجها، مما يعني أننا أمام وضع صحي حرج، بالتزامن مع سنه المتقدم، وهو ما يعلي من شأن طرح الأسئلة المتعلقة بهوية من سيمسك بمقاليد الأمور بعده، علماً بأن هذا سؤال ليس فلسفياً، بل يلقي بظلاله المباشرة على إسرائيل.
وفي ذات السياق، قال المستشرق مردخاي كيدار المحاضر بقسم الشؤون العربية بجامعة بار- إيلان، إن “مرحلة ما بعد الرئيس عباس ستشهد حالة من تفكك السلطة الفلسطينية، مما يتطلب من إسرائيل المسارعة لإحلال سلطات محلية بدلاً منها، قائمة على أسس عشائرية، لها اليوم فعلياً سيطرة ما على الشارع الفلسطيني في بعض المناطق”.
وأضاف أن “فرج لديه مشكلة أساسية قد تمنعه من اكتساب الشرعية اللازمة لخلافة الرئيس عباس، لأنه يظهر في الشارع الفلسطيني كمن يتعامل مع إسرائيل، والفضل يعود إليه في الهدوء الأمني الذي تعيشه الضفة الغربية، دون هجمات مسلحة ضد إسرائيل”.
وأوضح كيدار، الذي خدم سنوات طويلة في أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية، أن “السلطة الفلسطينية من الناحية العملية منفصلة عن الشارع الفلسطيني في الضفة الغربية، ولا تحظى بالشرعية اللازمة، وينظر إليها الفلسطينيون على أنها جابية أموال وضرائب فقط، وفي حال نشوب أي مشكلة أو نزاع محلي لا يتوجه أحد للقضاء، وإنما للزعماء المحليين والمخاتير الذين بات لديهم السلطة الفعلية، مما يتطلب من إسرائيل أن تقيم في كل مدينة ما يمكن وصفه بالإمارة المحلية على أساس عشائري، وتبقى إسرائيل مسيطرة عن بعد، وتمنح جنسيتها لـ 10% من الفلسطينيين المقيمين في القرى خارج المدن الفلسطينية المركزية”.
ومن باب التفصيل يقول كيدار إنه “بإمكان إسرائيل أن تقيم في أريحا إمارة باسم عائلة عريقات، وفي نابلس باسم عائلات المصري وطوقان والشكعة، وفي رام الله باسم عائلات البرغوثي وأبو عين والطويل، وفي طولكرم إمارة باسم عائلة الكرمي، وفي الخليل لعائلات الجعبري والقواسمي وأبو سنينة والنتشة والتميمي، وهكذا في قلقيلية وجنين وغيرهما، بهذا الوضع يمكن لهذه العائلات والحمائل والعشائر أن تحكم، ويمنحها الجمهور الفلسطيني ثقته المطلوبة، أما بالنسبة لغزة، فتعترف بها إسرائيل كدولة تحيا بجانبنا، مع بقاء صيغة الردع العسكري”.
البروفيسور أفرايم عنبار الخبير في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي ومدير مركز بيغن السادات للدراسات الاستراتيجية، قدر أن “السلطة ستؤول لمن يحمل سلاحاً أكثر في الشارع الفلسطيني، لأنه في ظل أنظمة غير ديمقراطية كالسلطة الفلسطينية، ليس هناك منظومة سياسية ترتب كيفية انتقال السلطة بصورة سلسة، لذلك فإن ما سيحصل عملياً في الأراضي الفلسطينية أن من يحوز على القوتين العسكرية والسياسية سيدير دفة الأمور بعد غياب عباس”.
وأضاف أنه “يمكن الإشارة لأحد الشخصيات التي تحظى بدعم عسكري داخلي فلسطيني، أو أحد رؤساء الأجهزة الأمنية الذي قد يتقدم للمسرح السياسي، وحماس قد تبدي تدخلاً فيما يحصل”.
وختم بالقول إنني “أوصي إسرائيل بألا تتدخل فيما قد يحصل من صراع القوى الفلسطينية الذي سينشأ بعد غياب الرئيس عباس، ويجب الانتظار جانباً ورؤية أي طرف سوف يفرض قوته على الأرض، ويحسم النزاع لصالحه، فيما لو نشأ هذا النزاع، لأن هذا سيكون أفضل خيار لإسرائيل من التدخل”.
المستشرق بنحاس عنبري الباحث بمعهد القدس للشؤون العامة والدولة قال: إنه “في حال إجراء انتخابات عامة فلسطينية، فإن أي زعيم قادم لن يحظى بإجماع فلسطيني، وكل مدينة في الضفة الغربية قد تعمل بمفردها بعيداً عن السلطة المركزية”.
وأضاف أننا “سنشهد حالة من تفكك السلطة، وقد تعيش إسرائيل حقبة زمنية جديدة غير مستقرة بعضاً من الوقت، ليس لعدم وجود وريث لعباس، وإنما لفقدان الفلسطينيين منظومة انتخابية متفق عليها لانتخاب خليفة له، فضلاً عن وجود حالة من الاستقطاب الجغرافي بين مدن الضفة الغربية، فلا يمكن لنابلس مثلاً أن توافق أن تتحكم بها رام الله أو جنين”.
وختم بالقول: إنه قد “تنشأ حالة من السلطة ثلاثية الأضلاع، مكونة من الشخصيات الثلاثة التي تم انتخابها مؤخراً في اجتماعات المجلس الوطني واللجنة المركزية لفتح وهم: عزام الأحمد وصائب عريقات ومحمود العالول، يتم تقاسم الصلاحيات فيما بينهم، علماً بأن هذه منظومة تقنية فنية، لكنها ليست عملية، ومع مرور وقت قصير، سيظهر أن كل واحد منهم يريد السيطرة على كامل الصلاحيات”.
وبعد أن يتساءل عن مدى وقوف جبريل الرجوب جانباً يتفرج، خلص إلى القول: إننا “لسنا أمام أخبار سارة لإسرائيل في مرحلة ما بعد الرئيس عباس، لأنه قد تحصل حالة من الفوضى العارمة في المناطق الفلسطينية، وهذا ما سيحصل حسب تقديري”، وفق الكاتب.
#يد_تحمي_ويد_تبني
#انفروا_خفافا_وثقالا
أشترك على قناة أخبار تعز للتلغرام وكن أول من يعلم الخبر فور حدوثه انقر هنا ✅