الإعلامي اليمني د. النعمانى: الإحتلال مزّق الجنوب.. ونهب ثروات اليمن السعيد وانتهك حرمة أطفاله
على مصير 22 مليون يمني ينتشي العدوان السعودي بجرائمه، ولا يزال نزيف الدم الجاري على امتداد سنوات ثلاث، لم تتوقف خلالها آلة العدوان السعودية الإماراتية عن قصف وتدمير اليمن أرضا وشعباً وتاريخاً.. الشعب الأعزل والأفقر بين دول المنطقة. على امتداد مساحات اليمن السعيد تتنقل حاصدة الأرواح عبر الغارات والتفجيرات والاستهداف والاغتيالات، ليزيد الحصار البري والجوي والبحري من المعاناة معاناة أكبر وحرماناً تشتد وطأته يوماً بعد آخر. مع دخول العام الرابع من العدوان يجمع أهالي اليمن على ضرورة دحر الإرهاب ورحيله واستعادة وحدة اليمنيين، وعلى وجه الخصوص أهالي الجنوب الذين اكتشفوا غدر المتواطئين ولم تعد هناك رغبة سوى بخروج المحتل السعودي والإماراتي، والأخير الذي مارس أبشع أنواع التعذيب والإضطهاد بحق شباب وشيوخ اليمن وكل من عارض الإحتلال الذي سرق خيرات الجنوب واستولى عليها، كما ساهم بتمدد تنظيم “القاعدة” من جديد، هذا بعض ما أثاره وأحاط به الناشط والصحافي اليمني الدكتور محمد النعماني في حواره المفتوح مع “مرآة الجزيرة”…
الوضع الإنساني في اليمن سيء جداً فالسعودية دمّرت البنية التحتية من مستشفيات ومنازل مواطنين والمزارع والمدارس وشردت الأسر والأهالي والسكان وارتكبت مجازر إبادة جماعية”، هذا ما
يؤكده الناشط والصحافي اليمني الدكتور محمد النعماني، مشيراً إلى أن المنظمات الدولية كشفت عن أن أكثر من عشرين مليون يمني يعاني من الحرمان والفقر وسوء التغذية بسبب الحصار الذي يشكل عقاباً جماعياً ضد اليمنيين، وكل هذا الحال يحصل أمام صمت العالم الذي يدّعي الديمقراطية وحقوق الإنسان.
الدكتور النعماني شدد على أن الصمت الدولي تُرجم بعدم وجود أي تحرك دولي أو منظمات دولية من أجل الأطفال الذين يقتلون أو لمعالجة الآثار النفسية للحرب على الأطفال،
موضحاً أن التقارير الدولية والإحصاءات تثير الخوف، حيث المجازر والجرائم في اليمن تحصل أمام صمت العالم وشراء السعودية لكل الأصوات المعارضة للعدوان، وقد اشترت الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي وكل الدول التي تصمت عن كل ما يرتكب في اليمن.
ويضيف الناشط النعماني أنه مقابل كل الصمت عن المأساة، فإن أصوات الشعوب والحراك ضد العدوان والمنظمات تتعالى،
مشيراً إلى التحركات التي خرجت في بريطانيا والولايات المتحدة وألمانيا والسويد وكندا وغيرها، والأصوات المعارضة للعدوان تضغط على حكومات تلك الدول للتدخل لوقف دعم العدوان واتخاذ موقف من مجرمي الحرب محمد بن سلمان ومحمد بن زايد. “الحرب مهما طالت ستقف في النهاية وسيقدم كل مجرمو الحرب على اليمن إلى محكمة الجنايات الدولية”،
يؤكد الصحافي اليمني، ويقول “نحن كنشطاء حقوق الإنسان سنلاحق هؤلاء المجرمين في كل مكان من أجل تقديمهم للعدالة الإنسانية، ونحن على يقين أن العدالة الإنسانية والسماوية ستنتصر على قوة الشر التي تقتل الشجر والحجر والبشر”. عن الأحوال التي يعيشها الساحل الجنوبي حيث يفرز الإحتلال الإماراتي والسعودية أبشع صور العدوان،
يبين الناشط اليمني أن اليوم بدأت تتشكل حركة هناك، وبدأت تكتب على جدران المدارس والشوارع شعارات تطالب بإسقاط الإحتلال الإماراتي السعودي لمحافظات الجنوب، وبدأ يتشكل وعي جديد اتضح له أن ابوظبي والرياض عناصر احتلال وليس كما كانت الصورة بأنهما جاءتا من أجل المساعدة، وتأكد للأهالي الدور الإحتلالي، لأن الافعال التي تمارسها الإمارات في الجنوب هي أفعال قوة احتلال، والإمارات وصلت إلى الجنوب عن طريق عمليات التحالف وعدوانه على اليمن فوصلت قوات التحالف إلى عدن وقامت بتدريب عناصر لها من الحراك الجنوبي.
ويضيف النعماني أن الإحتلال الإماراتي اليوم شكل أحزمة أمنية وعسكرية تابعة له، وتدار من قبل الحاكم العسكري الإماراتي،
مشيراً إلى أن هناك سبل وطرق سرية إماراتية وهناك بسط سيطرة على جزيرة سقطرى وتحويل كود الهاتف الدولي فيها واعتبار الجزيرة تابعة للأراضي الإماراتية التي ادّعت أن القبائل الاماراتية هي التي هاجرت إلى سقطرى وليس العكس، منبهاً إلى أن العالم يدرك جيداً أن أصل العرب من اليمن.
ـ سجون سرية.. تعذيب وانتهاك أعراض
الدكتور النعماني يندد بانتهاكات الإمارات في الجنوب، مشيراً إلى السجون السرية والاعتقالات والتعذيب، حيث يرتفع صوت المطالبات على مستوى الشارع بالكشف عن مصير المخفيين والمختطفين قصرا من القوات الاماراتية والقوات التابعة لها.
ويوصف حال المجلس الإنتقالي بأنه تحول ديكور لتنفيذ اساليب الإمارات القذرة ضد أبناء الجنوب، متهماً إياها باغتيال رجال الدين وتصفية المعارضين السياسيين.
ويكشف الصحافي النعماني عن أن القوات الإماراتية استقدمت مخبرين من باكستان مصر والأردن ودول أخرى لاتينية مهمتهم تعذيب السجناء في مناطق عديدة، وقد تحولت بعض الفنادق إلى سجون مثل فندق وضاع لأبناء عدن،
موضحاً أن كل المعارضين السياسيين للتواجد العسكري الإماراتي في الجنوب تم الزج بهم في سجون سرية والبعض منهم تم ترحيلهم إلى قواعد عسكرية في منطقة القرن الإفريقي وبعض المعلومات، تقول إن هؤلاء يعملون في الغرف التابعة لقوات الإحتلال الإماراتي والمعتقلون تنتهك أعراضهم.
ـ تجهد السعودية لمد أنابيب نفظ واستقطاع أراضي يمنية على منفذ بحر العرب باتجاه محافظة المهرة،،،
وعلى أثر ما يتكشف من معلومات عن الانتهاكات، يعلن النعماني عن أنه تمت مطالبة المجتمع الدولي ومجلس حقوق الإنسان بتشكيل لجنة لتقصي الحقائق عن أوضاع المعتقلين في السجون السرية التي ترفض الإمارات الكشف عنها، وبعض هذه السجون موجود في البريقة والشعب وبير احمد وهناك معسكرات سابقة لقوات الجيش الجنوبي حولت لسجون سرية لأبناء الجنوب الأحرار الذين يرفضون الإحتلال الإماراتي والعدوان السعودي على اليمن، يؤكد النعماني.
سرقة ثروات ونهب وتغيير ديمغرافي
ويوجه الناشط اليمني اتهاماً للعدوان بأنه عمل على التغيير حتى في الديموغرافية السكانية لبعض محافظات اليمن مثل سقطرى عبر منع أبنائها من العودة إلى مناطقهم، وفي محافظة المهرة تسيطر الإمارات على الأراضي القريبة من الحدود العمانية المشتركة. يرى الناشط اليمني أن ما يحصل في الجنوب يوضع في سياق توزيع الأدوار وليس صراع إماراتي سعودي، فالإمارات مارست دورها بنفاق وتحالفت مع السلفيين والجهاديين في الجنوب ومع الإخوان المسلمين وحزب الإصلاح في الجنوب،
كما “فتحت معسكرات لجماعة عفاش علي عبدالله صالح وتعمل على تهيئة أتباع الرئيس صالح ليكونوا قوة فعّالة في محافظات الجنوب”،
لافتاً إلى أن الإمارات اليوم تحتضن قوة بديلة لقوة المجلس الإنتقالي من أبناء الجنوب من خلال تقوية تواجد قوات صالح، وتسعى لتوسيع نشاط العفاشيين في الحنوب ليتمكن هؤلاء من فتح المزيد من المعسكرات وانتقال بعض قوات الحرس الجمهوري من الشمال إلى الجنوب.
ويعتبر الصحافي النعماني أنه “يمكن القول أن هناك تحالف سلفي عفاشي من أجل السيطرة على الجنوب واستبدال قوة الحراك الجنوبي بقوة الجماعات السلفية التي تحالفت في بداية الأمر مع جماعة المقاومة الجنوبية داخل المجلس الإنتقالي”. “باعتقادي أن الجنوب مرشح لصراع قادم ما بين قوة الحراك الجنوبية الرافضة للعدوان والإحتلال وقوات التواجد الإماراتي السعودي في الجنوب” يقول النعماني، ويضيف “نحن أمام خيارين إما سقوط الجنوب بيد السلفيين وجماعات طارق عفاش وتتبنى الإمارات قيام سلطة مناهضة لحركة “أنصار الله” في محافظات الجنوب، وبالتالي ربما المعركة القادمة الحقيقية هي ما بين قوة الحراك الجنوبي الحقيقية وهذه الجماعات السلفية والقاعدة وطارق عفاش”، بحسب قوله. أما كيف ساهم العدوان بتمدد فلول تنظيم “القاعدة” الإرهابي،
يقول النعماني أن “القاعدة” تذبح تقوم أبناء الجنوب وتختطف أئمة المساجد وتصفي المعارضين للإمارات، ووصف الصورة بوجود حالة انفلات وفوضى بالجنوب تتحمل مسؤوليتها الإمارات على اعتبار بسط نفوذها بالمحافظات الجنوبية، حيث يدار الجنوب من قبل غرفة عمليات عسكرية مشتركة إماراتية سعودية تتبع دول التحالف.
ويكشف عن أن قوات الإحتلال تحالفت مع التنظيمات الإرهابية “القاعدة وداعش”، لمواجهة اليمنيين ومحاربتهم. وعلى الجانب الموازي تجهد السعودية لمد أنابيب نفظ واستقطاع أراضي يمنية على منفذ بحر العرب باتجاه محافظة المهرة، وهناك صراع نفوذ بين الجانبين على سرقة الأراضي هناك،
وتشير الوقائع الجديدة في محافظة حضرموت ومحافظة شبوة حيث قامت القوات الإماراتية والسعودية بالإستيلاء على آبار النفط والغاز هناك وضخ النفط بكميات كييرة إلى السفن المتواجدة على شاطئ البحر، في صورة واضحة لنهب الثروات وسرقتها، وبالوقت عينه تمارس بحق أبناء اليمن العقاب الجماعي والحرمان، إذ لايزال الجنوب يعاني من الحرمان والنقص مثل حرمان الموظفين من استلام رواتبهم وحرمان المواطنين من الحصول على حياة أفضل،
يشدد الدكتور النعماني. وعن محافظة عدن، ينتقد الناشط النعماني ممارسة الإمارات ونفاقها عبر إعلامها، حيث تزعم أنها جاءت لمساعدة الجنوب في حين أنها جاءت لعرقلة ازدهار عدن ومينائها ومطارها والمدينة والمنطقة الحرة، لأن ازدهار هذه المدينة يعود بفوائد ضخمة لمحافظات الجنوب وهي ربما أرادت باحتلالها لمنطقة باب المندب إلى خليج عدن وسيطرتها على بحر العرب، حيث واتجهت للسيطرة على الملاحة الدولية.
يرى الدكتور النعماني أن اليمن اليوم أمام متغيرات وبخاصة في محافظات الجنوب،
ويشدد على أن الوطن باق بعظمة شعبها وصموده ولكن المحتل سيرحل، ويلفت إلى أنه تمكن القوات اليمنية من استعادة أراض على الحدود مع السعودية في عسير ونجران وجيزان، احتلتها السعودية منذ العام 1934م، كما تتواجد قوات الجيش واللجان في عدد من محافظات الجنوب مثل شبوة وابين والضالع ولحج وغيرها.
المصدرـ (مرآة الجزيرة)
#انفروا_خفافا_وثقالا
أشترك على قناة أخبار تعز للتلغرام وكن أول من يعلم الخبر فور حدوثه انقر هنا ✅