صور: مجزرة مدرسة فلوريدا تدر أرباحا هائلة لشركات الاسلحة الامريكية
قصة حادثة اطلاق النار الأخيرة التي وقعت في الولايات المتحدة
أقدم شاب يدعى “نيكولاس كروز” ويبلغ من العمر 19 عاما يوم الأربعاء الموافق 14 فبراير على اطلاق النار داخل مدرسة ثانوية في جنوب شرق فلوريدا مما أدى إلى مقتل 17 شخصا على الاقل وجرح المئات وتُعد هذه الحادثة هي الاسوأ في تاريخ المدارس الامريكية منذ 25 عاما في الولايات المتحدة.
وحول هذا السياق اشارت التحقيقات إلى أن هذا الشاب اليافع كان قد اشترى في وقت سابق وبشكل قانوني بندقية رشاشة من نوع “15 M&P” تم صناعتها من قبل شركة الاسلحة “اسميث اند ويسون” وكشفت التحقيقات ايضا بأن هذا السلاح النصف آلي يعتبر من اكثر الأنواع انتشارا في الأسواق الامريكية.
تبلغ قيمة البندقية التي تم استخدامها في مجزرة فلوريدا تقريبا 500 دولار وتعتبر هذه البندقية التي تم انتاجها في مصانع شركة الاسلحة “اسميث اند ويسون” من اكثر الانواع بيعاً داخل الولايات المتحدة. الجدير بالذكر هنا أن أرباح هذه الشركة قد زادت بشكل كبير بعد حادثة إطلاق النار الأخيرة هذه والتي وقعت في فلوريدا الامريكية وارتفعت اسهم هذه الشركة إلى 1.49٪ وبلغت أرباحها حوالي 8،800،000 دولار امريكي في غضون أيام قليلة.
نظرة على البندقية التي اُستخدمت في عمليات القتل الجماعي التي حصلت في أمريكا
لم تكن هذه المرة الأولى التي يتم فيها استخدام بندقية “15M&P” في حوادث القتل الجماعية التي حدثت في الولايات المتحدة، فلقد كشفت التحقيقات بأن هذا النوع من البنادق قد اُستخدم لعدة مرات في مثل تلك الحوادث البشعة، حيث اُستخدم هذا النوع من البنادق للمرة الأولى، في حادثة إطلاق النار على قاعة سينما في ولاية “كولورادو” بالولايات المتحدة الأمريكية ولقد أسفرت هذه الحادثة عن مقتل 12 شخصا وإصابة 70 شخصا واُستخدم هذا النوع من البنادق للمرة الثانية ايضا خلال عملية إطلاق النار في “سان برناردينو” في كاليفورنيا عام 2015، حيث قُتل في هذه الحادثة 14 شخصاً وجُرح 21 آخرون.
هل كان جزار فلوريدا مريضاً نفسياً؟
اعرب الرئيس الأمريكي “دونالد ترامب” بأن جزار فلوريدا “نيكولاس كروز”، الذي قام بعملية القتل الجماعية في مدرسة ثانوية في جنوب شرق فلوريدا، شخص يعاني من مشاكل عقلية ونفسية ومن جهة أخرى صرح بعض المعارف المقربين من ” نيكولاس كروز” بأنه كان لدية سلوك غريب وعنيف. كما انه يبدو أيضا أن بعض شبكات التواصل الاجتماعية، تحدثت بصراحة قبل وقوع تلك الحادثة بأن “نيكولاس” كان يخطط لمهاجمة هذه المدرسة وعلى الرغم من تحذيرات بعض المستخدمين لمكتب التحقيقات الفيدرالي، الا أن هذا المكتب المقرب جداً والمهووس بأفلام “هوليود” لم يعر هذه الرسائل وتلك التحذيرات أي اهتمام ولم يقم بمراقبة القاتل أو تعقبه.
إن النقطة المعقدة في هذه القصة، هي أن القاتل “نيكولاس كروز” اشترى تلك البندقية بشكلٍ قانوني ووفقا للقانون الأمريكي فإنه يمنع بيع الأسلحة بشكل قانوني لأشخاص يعانون من مشاكل عقلية ونفسية وبهذا فإن عملية الشراء التي تمت بشكلٍ قانوني تدل بأن هذا الشخص سليم العقل وليس مريضاً نفسياً، فعلى سبيل المثال، قام المراهق الذي تسبب في مجزرة “مدرسة كولومبين الثانوية” والتي اسفرت عن مقتل وجرح العديد من الأشخاص، بشراء الأسلحة بشكلٍ غير قانوني ولكن الشئ الغريب والمؤسف الذي انتشر بشكل كبير داخل الاوساط الامريكية هو أن معظم عمليات إطلاق النار الأخيرة التي حدثت في الولايات المتحدة، تم فيها شراء الأسلحة بشكلٍ قانوني من قبل الجناة أنفسهم.
قصة الاسلحة النارية المنتشرة في الاسواق الامريكية، لا تزال مستمرة
ثمة نقطة أخرى مثيرة للاهتمام هنا وهي أن ظاهرة بيع الاسلحة النارية الآلية بشكلٍ قانوني منتشرة في الاسواق الامريكية وهذا الامر يُعد من اهم القصص الغريبة والملفتة للنظر في الاوساط الامريكية وذلك لأن الرئيس الامريكي السابق “بيل كلينتون” كان قد اصدر قراراً خلال فترته الرئاسية، بمنع إنتاج او بيع هذه الانواع من الاسلحة لمدة 10 سنوات ولكن خلال فترة رئاسة “بوش الابن” لم يُقر مجلس الشيوخ الامريكي بتمديد هذا القرار وعلى الرغم من وقوع العديد من هذه الجرائم البشعة في عهد “باراك اوباما”، إلا أن مصنعي الاسلحة استخدموا قوتهم ونفوذهم ومارسوا الكثير من الضغوطات على بعض المسؤولين الامريكيين لكي يمتنعوا عن التصويت لصالح ذلك القرار وفي وقتنا الحالي يبدوا أن الرئيس الامريكي “دونالد ترامب” لن يقوم بأي شيء حيال ذلك القرار ولن يمدده وذلك يرجع إلى أنه من محبي ومنتجي الأسلحة في الولايات المتحدة.
وفي سياق متصل ذكرت بعض المصادر إن المشكلة هنا تكمن في أن مافيا الأسلحة الأمريكية تمتلك الكثير من النفوذ داخل الحكومة الامريكية ونظامها التشريعي ولهذا فهي قادرة على التأثير على الكثير من اصحاب القرار في الولايات المتحدة والشيء الغريب هنا هو أن تلك المافيا تدعي بأنها تلعب دوراً هاماً في خلق فرص العمل للكثير من الشباب الامريكيين ويرون بأن فرض أي قيود على سوق الأسلحة الخاصة بهم، سوف يتسبب في فقدان الكثير من فرص العمل ولهذا فإن حكومة “ترامب” ستواجه الكثير من المشاكل في حال ما قامت بفرض قيود على تلك الاسواق، خاصة وأن شعار “ترامب” الانتخابي كان يركز على خلق فرص عمل للشباب الأمريكيين.
وتقدر القيمة الإجمالية لصناعة وتجارة الأسلحة الخفيفة في الولايات المتحدة بحوالي 14 مليار دولار سنويا وتدفع مصانع الاسلحة نحو 5.8 مليار دولار إلى الحكومة الأمريكية كضرائب، لذلك يبدو أنه من غير المرجح أن تنتهي في القريب العاجل قصة تلك الاسلحة التي تسببت بالكثير من حوادث اطلاق النار وادت إلى مقتل المئات من الابرياء داخل الولايات المتحدة ويبدو ايضا أن تلك المجزرة البشعة التي وقعت في فلوريدا سوف تُركن وتُوضع إلى جانب حوادث إطلاق النار الأخرى التي حصلت في الولايات المتحدة خلال السنوات الماضية.
نحو_جبهاتنا_وفاء_لشهدائنا
#انفروا_خفافا_وثقالا
أشترك على قناة أخبار تعز للتلغرام وكن أول من يعلم الخبر فور حدوثه انقر هنا✅