الرئيس الصماد يوجّه دعوة هامة لأعضاء البرلمان “الذين ارتموا في أحضان دول العدوان”
ترأس الأخ صالح الصماد رئيس المجلس السياسي الأعلى اليوم بمجلس النواب اجتماعاً استثنائياً موسعاً ، ضم هيئة رئاسة المجلس، والأعضاء، والكتل واللجان البرلمانية ، بحضور رئيس مجلس النواب الأخ يحيى الراعي.
وفي الاجتماع حيّا الرئيس الصماد صمود وثبات هيئة رئاسة المجلس والأعضاء والكتل واللجان البرلمانية.
وقال: ” أحيي فيكم هذا الصمود والثبات، وهذه العزيمة و الإرادة “.
وأضاف : ” نحن اليوم نلتقي تحت قبة البرلمان بأعضاء السلطة التشريعية التي تعرّضت للكثير من المؤامرات إلاّ أنّ قوتها المستمدة من الشعب الذي تمثله جعلتها الرقم الأصعب على الساحة السياسية والإقليمية والدولية”.
وتابع الرئيس الصماد : ” صحيح أن الدعم الدولي والتواطؤ الكبير للمجتمع الدولي مع دول العدوان ومرتزقتها مكّنها من الإقدام على خطوات في غاية الخطورة لا تستند إلى أي أساس أو مسوغ قانوني ، بدءاً من العدوان وما تزامن معه من خطوات ما كان ينبغي أن تحصل لولا الإصرار الدولي على تمرير مخططاتهم ”
واستدرك قائلا : ” إلاّ أن المؤسسة البرلمانية ظلت تشكّل عقبة لهذه القوى الأمر الذي جعلها في دائرة الاستهداف سواءً من خلال ما أقدم عليه العدوان من استهداف مباشر لرئيس وأعضاء المجلس من خلال القصف والحصار، وفرض القيود على تحركاتهم وسفرهم، وممارسة مهامهم، أو من خلال محاولة إظهار مجموعة من الخونة الذين خانوا العهد والثقة التي منحهم الشعب فارتموا في أحضان العدوان من أجل المال المدنّس، وكانوا شركاء أساسيين في ما يرتكبه العدوان بحق أبناء شعبهم”.
وأشار رئيس المجلس السياسي الأعلى إلى أن انعقاد المجلس ليس انعقاداً عادياً إنما انعقاد باليستي سيصيب العدوان في مقتل، وستكون له آثار على المستوى الوطني والإقليمي والدولي إن كانت لهم آذان تسمع، وعقول تدرك.
وقال: ” تعلمون أنه بعد الاتفاق السياسي وتشكيل المجلس السياسي الأعلى ودعوة البرلمان للانعقاد جنّ جُنون العدوان وهدّد وأرعد وأرجف واتخذ خطوات تعسفية – لمنع التئام البرلمان- لا زالت مستمرة حتى اليوم، منها: إغلاق مطار صنعاء الدولي لمنع عودة الأعضاء الذين كانوا في الخارج، وبعد أن عجز عن منع الانعقاد اشتغلت أبواقه الإعلامية في التشكيك في شرعية البرلمان على كل القنوات”.
وأضاف: ” لكن وبعد أحداث ديسمبر ظن العدوان أنه يستطيع أن ينتزع السلطة من تحت سقف هذا البرلمان ليضمها إلى بقية أدواته ليجعل منها سهماً ينال من خلاله من هذا الشعب، إلاّ أن الوعي الوطني والقيم والأخلاق التي يتحلى بها الأعضاء ما كانت لتتلاشى أمام أي حدث أو إرجاف أو تهويل، وما كانت لتتأثر بأي صراع مهما كان، فهي مؤسسة اليمن كل اليمن “.
وأردف قائلا: ” وها نحن نجتمع من جديد وبالأغلبية الساحقة رغم ظروف العدوان والحصار، ورغم حجم الإغراء والتهديد والضغوط التي مورست بحق الأعضاء؛ لمنع التئام المجلس وهذا موقف يجب أن يسجل بأحرف من ذهب لكل من حضر”.
ومضى رئيس المجلس السياسي الأعلى: ” أقولها لكل من يسمعني من أبناء الشعب: إن هؤلاء الكوكبة يجب أن نضعهم فوق رؤوسنا وفي حدقات أعيننا، ومن لا يدرك حجم الصفعة التي تلقّاها العدوان بهذا الالتئام فهو إما جاهلٌ، أو يتجاهل، أو لا يدرك من فنون الصراع شيئاً”.
وخاطب ممثلي الشعب بالقول:” نحن سعينا جاهدين لتطبيع الأوضاع بعد الأحداث المؤسفة في ديسمبر الماضي وعملنا بكل جهد لتجاوز آثار تلك المحنة، وقد شارفنا على إغلاق ملف المعتقلين والأسرى على ذمة تلك الأحداث، وقد تم إخراج جميع المدنيين الذين قاتلوا ويتم الآن تجهيز من تبقى من العسكريين، وخلال يومين سيتم إطلاقهم بحضور السلطة المحلية والوجاهات الاجتماعية، وقادة الوحدات العسكرية المنتمين إليها”.
ولفت الرئيس الصماد إلى أن هذا العفو والصفح جاء رغم حجم الجراح ورغم التهويل والافتراء والتضليل الذي تمارسه دول العدوان وأبواقها .. معبراً عن الأمل في أن يكون لأعضاء مجلس النواب دور كبير في متابعة استقامة المفرج عنهم وانضباطهم في مناطقهم ووحداتهم.
كما أشار إلى الجهود المبذولة بكل صدق في تعزيز الوضع الأمني ومنع أي تجاوزات أو تصفيات من أي طرف قد يحاول استغلال الأحداث للزج بالبلاد في أتون فوضى عارمة لا تحمد عقباها.
وقال رئيس المجلس السياسي الأعلى : ” كان من الطبيعي أن تحصل تجاوزات قد لا تزيد على العشرين حالة اشتباه، إما لوجود مطلوبين أو سلاح أو تجاوزات من أطراف حاولت استغلال الأحداث لتحقيق مآرب شخصية أو عدوانية، ولكن مع ذلك حوّلنا هذا التحدي إلى فرصة لتثبيت الوضع الأمني والاستقرار، والعمل على تثبيت النظام والقانون، فكانت هناك عدة لقاءات مع الأجهزة الأمنية والقضاء والنيابة وبحضور الأخ رئيس مجلس النواب، وتم التأكيد والتشديد على الأجهزة الأمنية بقوة احترام الحقوق والحريات والالتزام بالضوابط والمعايير القانونية للضبط والتحقيق والتفتيش “.
وأضاف: ” بفضل الله آتت ثمارها ونلحظ نقلة نوعية في الانضباط وتم ضبط وتوقيف عدة حالات حصلت بالتجاوز رغم ضيق الوقت لتحقيق الأهداف التي أشرنا إليها في تثبيت النظام والقانون، كما قطعنا شوطاً في تعزيز دور الأخوة في حكومة الإنقاذ وتذليل كامل الصعوبات أمامهم لتسهيل قيامهم بمهامهم المنوطة بهم على أكمل وجه وإنهاء أي مظاهر للاختلالات والازدواج”.
وجدد رئيس المجلس السياسي الأعلى التأكيد على السعي باتجاه تثبيت دولة النظام والقانون .. وتابع:” نحن لا نزايد بذلك بل نعتبره مسئولية ملقاة على عواتقنا، وبإمكان الأخوة في مجلس النواب ومن خلال صلاحياتهم التشريعية والرقابية أن يسهموا بشكل كبير في تثبيت تلك الخطوات ومحاسبة كل من تقاعس عن الالتزام أو التنفيذ حتى نستطيع الوصول إلى تحقيق أهداف شعبنا في سيادة النظام والقانون ودولة المؤسسات”.
وتطرق الرئيس صالح الصماد إلى الجهود الجبارة التي سعى المجلس السياسي الأعلى وحكومة الإنقاذ لتنفيذها من أجل تعزيز الوضع الاقتصادي من خلال الإصلاحات الاقتصادية التي تنمّي الإيرادات للوصول إلى توفير الحد الأدنى من المرتبات بشكل مستمر في ظل العدوان والحصار الذي وضع كل ثقله لإرباك الوضع الاقتصادي وخنق الشعب اقتصادياً بعد عجزه عن تحقيق أي شيء بآلة الحرب والدمار وكذا خطواته التعسفية في الحصار ونقل البنك المركزي وتجفيف منابع الإيرادات بسيطرته على النفط والغاز والمنافذ الحيوية وطبعه مئات المليارات بدون أي غطاء وذهابها لجيوب نافذين مستفيدين من إطالة أمد الحرب دون تغطية أي التزامات لا جنوباً ولا شمالاً.
وأردف قائلا: ” ومع ذلك ورغم التعقيدات ؛ هناك جهود كبيرة تبذل في هذا السياق وتحتاج إلى متابعتكم ومساندتكم ودعمكم، بالإضافة إلى الحفاظ على تماسك المؤسسات في ظل العدوان والحصار وتقديم المتاح من الخدمات في مختلف المجالات”.
وفي الشأن السياسي رحّب الرئيس الصماد بأي جهود تبذل من أجل السلام وتفضي إلى إيقاف العدوان ورفع الحصار.
وقال: ” نحن كما كنا في الماضي سباقين للسلام لا نزال على عهدنا مرحبين بأي جهود تبذل تفضي إلى وقف العدوان ورفع الحصار ولم نكن يوماً دعاة حرب أو عشاق مشاكل لكن قيمنا وأخلاقنا ، وحرية وإباء شعبنا تفرض علينا الوقوف بكل شموخ وصمود في وجه أي محاولات تسعى لاحتلال بلدنا ونهب ثرواته والهيمنة على قراره واستقلاله”.
واعتبر رئيس المجلس السياسي قوافل الشهداء التي يقدمها الشعب اليمني دليل على هذا التوجه الصادق في الدفاع عن الوطن وحريته واستقلاله.
وأضاف: “ورغم كل هذه التضحيات لا زلنا نمد أيدينا للسلام لا للاستسلام، ومن خلالكم باعتباركم تمثلون الشعب كل الشعب نوجه رسائلنا للمجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية بضرورة الوقوف بحزم في وجه صلف العدوان وغطرسته وإيقاف جرائمه وحصاره على الشعب اليمني وينبغي أن يكون للبرلمان كما كان في الدورات السابقة دور بارز في مخاطبة العالم بمواقفنا المبدئية وحرصنا على السلام، وكذلك إيصال مظلومية شعبنا لكل العالم”.
واستطرد: “كما نشُدُّ على أيديكم بالعمل مع بقية القوى السياسية الوطنية في دعوة القوى التي ارتمت في أحضان العدوان وشجعتهم على عدوانهم لدعوتهم للحوار بيننا كيمنيين تحت مظلة هذه المؤسسة الوطنية وتفويت الفرصة على دول العدوان في استغلال الدماء اليمنية لتحقيق أهدافها الاستعمارية ” .. مؤكداً الاستعداد لدعم هذا التوجه وتقديم كامل التسهيلات والضمانات للوصول إلى تسوية بين الأطراف اليمنية إذا كان لها آذاناً تسمع.
وأوضح رئيس المجلس السياسي الأعلى أن مجلس النواب يعبر عن كل الشعب اليمني .. وقال: ” أنتم هنا تعبرون عن كل الشعب وأمامكم مهام ومسئوليات كبيرة ينبغي أن تشمروا السواعد وتستشعروا خطورة المرحلة”
وشدّد على أهمية تضافر الجهود وتوحيد الطاقات وتحقيق التكامل بين جميع مؤسسات الدولة.
وأشاد الرئيس الصماد بدور أعضاء مجلس النواب وكذا جهود الأعضاء الذين حال الحصار أو المرض دون عودتهم، مقدراً معاناتهم .
وأضاف:” لا ننسى الأخوة الأعضاء الذين حال الحصار أو المرض دون عودتهم، ونقدر معاناتهم ونؤكد لهم أنهم سيكونون محط اهتمامنا لتجاوز الظروف التي يقاسونها خارج الوطن، وكذلك من أقعدهم المرض عن الحضور وهم داخل الوطن”.
وتابع: ” أما أولئك الذين انضموا لصف العدوان واستغلهم لتحقيق مآربه وأهدافه ويسعون وراء الفتات من أموال آل سعود فأقول لهم: أنتم الآن قد تحظون بالشيء اليسير من المال السعودي المدنّس بدماء شعبكم، ولكنكم مقابله ستخسرون الكثير الكثير، ستخسرون دنياكم وآخرتكم، ستخسرون شعبكم، و مستقبلكم السياسي، فالجماهير التي انتخبتكم في دوائركم أخذت منكم العهد بالحفاظ على الوطن واستقلاله وتمثيلهم خير تمثيل، وأنتم اليوم تقفون على النقيض تماماً ولن يكون لكم أي مستقبل”.
ودعا الرئيس الصماد أعضاء البرلمان الذين ارتموا في أحضان دول العدوان إلى العودة لرشدهم ووطنهم والاعتذار من الشعب اليمني.
وأردف: “عودوا إلى رشدكم وارجعوا إلى وطنكم واعتذروا لشعبكم، ونحن وشعبنا كرماء ، و كما كنا كرماء فيمن شاركوا في الفتنة الأخيرة سنكون كرماء إذا رجعتم عن غيكم رغم الجراح والألم ومستعدون لتـأمين سبل العيش لكم بكرامة مع شعبكم ولا تبقوا أذلاء تحت رحمة عدوكم”.
وجدّد رئيس المجلس السياسي الأعلى الترحيب بمن يستطيع العودة إلى صنعاء .. وقال: ” من يستطيع منكم العودة فصنعاء أم للجميع سترحب بكم ومن لم يستطع فعليه أن يغادر صف العدوان إلى أي بلد آخر ويتبرأ من العدوان وجرائمه وينآ بنفسه عن تأييد العدوان ودعمه ونحن مستعدون تأمين عيشكم حتى يتسنى لكم العودة إلى أرض الوطن”.
وأضاف: ” ومن رفض دعوتنا هذه فلا عاد واعتذر، ولا اعتزل العدوان وتبرأ منه، فإننا ومعنا جميع شعبنا نعتبره خائناً لله والوطن، وينبغي على الأجهزة المعنية تطبيق القوانين النافذة بحقه باعتباره خان الأمانة وتآمر على الشعب، والأخ رئيس المجلس وهيئة الرئاسة معنيون بمتابعة ما ذكر، فلعل وعسى أن يسمعوا النصح ويرجعوا عن غيهم رغم علمي وتيقني أن هذه الدعوة قد تستفز الكثير من أبناء شعبنا الذين اكتووا بالعدوان والحصار، ولكن نحن واثقون تمام الثقة في وعي ونضج شعبنا أمام كل التحديات والمؤامرات وفي كل المنعطفات”.
وكان الاجتماع ناقش العديد من القضايا والمستجدات على الساحة الوطنية في ظل الظروف الصعبة والاستثنائية التي تمر بها البلاد جراء استمرار العدوان والحصار وما يتطلب ذلك من جهود لتجاوز التحديات الراهنة.
وتطرق إلى المواضيع المتصلة بعمل السلطة التشريعية وهيئة رئاسة مجلس النواب واللجان البرلمانية وجوانب التنسيق في معالجة القضايا المجتمعية في الدوائر الانتخابية التي يمثلها الأعضاء في المحافظات والمديريات.
واستعرض الاجتماع القضايا التنظيمية والإجراءات والمهام المتعلقة بعمل المجلس ولجانه ودورها في تقديم الاستشارات والملاحظات للمجلس عن مختلف القضايا الوطنية وفي مقدمتها مواجهة العدوان والمؤامرة الخطيرة التي يحيكها تحالف العدوان بقيادة السعودية والإمارات وتستهدف النيل من الوطن وأمنه واستقراره.
#انفروا_خفافا_وثقالا