انتهاكات ابن سلمان تدفع عواصم غربية لعدم استقباله وبرلين ترفض تصدير الأسلحة للرياض
انتهاكات ابن سلمان تدفع عواصم غربية لعدم استقباله وبرلين ترفض تصدير الأسلحة للرياض
في وقت يحاول “ولي عهد السعودية” محمد بن سلمان تثبيت نفوذه وسلطته بالوصول إلى الحكم بسلاسة على وقع السياسات والإجراءات التي يتخذها داخل البلاد وخارجها، ويحاول الحصول على تأييد ودعم الدول الغربية لتطلعاته على الرغم من تهورها، بدأت تتكشف أعذار الدول الغربية، خاصة الأوروبية منها عن استقبال ابن سلمان منعاً للحرج بسبب سجله المتهوّر في الكثير من القضايا. دول الإتحاد الأوروبي التي تبدي تحفظها على سياسة الرياض في ملفات مثل اليمن، ولبنان مع أزمة احتجاز رئيس الحكومة سعد الحريري، وما تبعها من تطورات؛ إذ بدأت العاصمة الألمانية برلين تطالب علانية بنوع من الحزم الدبلوماسي ضد سياسات الرياض، ما ولّد أزمة بين الجانبين سارعت الرياض إلى احتوائها عبر تفادي التصعيد، إلا أن ألمانيا تابعت استنكارها لسياسات السعودية، وأعلنت صراحة عن رفض مدّها بالأسلحة. المتحدث باسم الحكومة الألمانية شتيفن زايبرت، قال إن مجلس الأمن الاتحادي لا يمنح حالياً تراخيص بتصدير أسلحة “لا تتوافق مع نتائج المباحثات الأولية”، التي جرت بين التحالف المسيحي، المنتمية إليه المستشارة أنغيلا ميركل، والحزب الاشتراكي الديمقراطي لتشكيل ائتلاف حاكم، وأكد أن الحكومة الألمانية لن تمنح من الآن فصاعداً تصاريح بتصدير أسلحة لدول العدوان على اليمن. يرى مراقبون أن عدة دوائر دبلوماسية في أوروبا تقرّ بصعوبة استقبال محمد بن سلمان، لارتباط اسمه باعتقالات عشوائية لأبناء عمومته بمزاعم الإصلاح، واصفين الاعتقالات بعمليات انتقام تقضي على منافسيه، وتتعذر استضافة الدول الأوروبية لابن سلمان لارتباط اسمه بمآسي حرب اليمن التي تشكل عبئاً على الأوروبيين في علاقاتهم بالسعودية والإمارات. وفي حين يُشير متابعون إلى أن برلين لاترغب في سماع اسم ابن سلمان، فإن فرنسا تتحفظ على استقباله بعدما تجاهل دعواتها للإفراج عن أمراء ومنهم الوليد بن طلال، ورفض تدخل رئيسين سابقين وهما نيكولا ساركوزي وفرانسوا أولاند، بينما رفضت الرياض السماح للرئيس الحالي إيمانويل ماكرون عندما زار “السعودية” بمقابلة الحريري حين كان محتجزاً هناك كما منعته من مقابلة الوليد بن طلال. بالتزامن، يلفت العديد من الصحافيين والباحثين الفرنسيين المهتمين بالشأن السعودي الى أن ملفات عديدة شائكة، ستكون في انتظار ولي العهد السعودي خلال الزيارة التي سيقوم بها إلى باريس للقاء الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، والتي أعلن عنها وزير الخارجية عادل الجبير، قبل أيام أنها ستكون في أواخر فبراير أو مطلع مارس المقبلين. زيارة ابن سلمان إلى باريس تتضمن الكثير من الملفات التي تلقي ثقلها على عاتق ماكرون ومن المطلوب إثارتها مع ولي العهد، حول اليمن وايقاف المجازر التي تقودها الرياض هناك، وقضية الاعتقالات المستمرة والانتهاكات الواضحة لكافة مواثيق وتشريعات حقوق الانسان التي وقعت الرياض عليها، في حين لن يغيب الملف الأساس لقضية الوليد بن طلال الذي تربطه بفرنسا علاقات متميزة حيث يملك الكثير من الاستثمارات في مجموعة من الشركات الفرنسية ويمتلك حصة قدرها 5.8٪ في سلسلة الفنادق الفرنسية أكور.
تقرير سناء ابراهيم
#انفروا_خفافا_وثقالا