الفوضى في تعز
تستمر العصابات في مدينة تعز في إعطاء دروس مجانية لسكان المناطق الآمنة في اليمن ألا ينحدروا لنفس المنحدر.
لقد كانت جرائم عصابات مقاولة تعز من السطو المسلح والاغتيالات المتبادلة والبلطجة والقتل والسرقة والخطف والسيطرة على المدارس والمنشئات الحكومية وتخريبها، درسا مهما وسببا رئيسا في رفض كثير من أهل إب والحديدة وأمانة العاصمة لانتقال تلك المقاولة لديهم.
وفي تحليلنا: فإن سياسة الفوضى هي سياسة متعمدة للعدوان السعودي في تعز وغيرها من المناطق المحتلة.
ويدل على ذلك إصرار أعضاء تحالف العدوان الرئيسيين -السعودية والإمارات- على تبادل الأدوار في تلك المناطق، فتدعم السعودية: الإصلاح في تعز، وأتباع هادي في عدن، وتدعم الإمارات: سلفيي أبي العباس في تعز، والانفصاليين في عدن، ويجعلونهم يتطاحنون ويتقاتلون إلى ما لا نهاية، في إطار سياسة الفوضى التي تتعمد تلك الدول إثارتها في بلادنا.
حتى عند مرتزقتهم لا تريد السعودية أن تقوم دولة تضبط الوضع الأمني والسياسي والاقتصادي، لأنها تخاف من اليمن وتريدها أن تستمر على الدوام دولة تتقاسمها مراكز النفوذ المتنازعة والمتصارعة، والتي لا تسمح بقيام دولة أبدا، كما كان قبل ثورة فبراير 2011 حين تقاسمت مراكز نفوذ بعض مشايخ حاشد وسنحان وغيرها الثروة والسلطة، وكانت حتى الأحزاب السياسية جزء من ذلك النفوذ، فالمؤتمر يتبع نفوذ بيت الأحمر في سنحان، والإصلاح يتبع نفوذ بيت الأحمر في حاشد، والمبادرة الخليجية جاءت لإنهاء الثورة الشعبية وإعادة مراكز النفوذ هذه كخدعة سعودية لئيمة ضد الشعب اليمني وتطلعاته.
أخطأت السعودية اليوم في تقديم النموذج الفاشل في تعز وعدن، وأعطت ما يشبه المناعة لبقية المحافظات اليمنية من هذا الدمار والفوضى.
وهي لا تستطيع مغادرة هذه الطبيعة القذرة في تخريب اليمن حتى لمرتزقتها وعملائها المخلصين، وبهذا فهي في مشكلة من الجهتين.
في يوم الأربعاء الماضي قام بلطجي برتبة (قائد حراسة العميد صادق سرحان المخلافي قائد اللواء 22 ميكا بتعز) بلطم بلطجي آخر من نفس الحراسة.
فقام الملطوم بالترصد لقائد الحراسة وقتله وهو خارج من بيت العميد صادق سرحان (عميد البلاطجة)، وبعدها تحرك أخو المقتول ليقبض على الملطوم القاتل في أحد منازل المدينة فجرا ليقوم بإعدامه في الشارع.
وطوال تلك الفوضى لم تتدخل سلطة ولا أجهزة أمنية ولا عسكرية ولا أي جهة في هذه الحوادث، لأنها جرت في مربع العميد صادق شمال مدينة تعز، والذي هو فوق النظام والقانون، مثل غيره من قيادات المربعات في تعز المحتلة.
هذا هو ما يسمى وضع ما قبل الدولة، في العصور التي سبقت القرون الوسطى، ويسمى أيضا قانون الغاب، وهو مايريد الاحتلال السعودي نشره في كل مكان باليمن، والله المسئول أن يفشل خططهم وأمانيهم إنه على ذلك قدير.
محمد طاهر انعم
🔴1000يوم من العدوان والصمود