الإصرار الامريكي على استمرار بقاء “داعش”…تقرير
مع إنتهاء وجود داعش في سوريا والعراق بات استمرار تواجد القوات الامريكية في شمالي و شرقي سوريا دون معني، علما بأن هذا التواجد الامريكي كان في الاساس انتهاكا لسيادة سوريا، لكن الان فقدت امريكا ذرائعها للبقاء في سوريا وهي تتعرض لضغوط متزايده لسحب جنودها، ورغم ذلك تحاول بشتى الوسائل ان تحافظ على بقايا وفلول داعش هناك.
وفي هذا السياق كشفت الوكالة السورية للانباء سانا ان مروحيات امريكية قامت في 28 ديسمبر بنقل عدد من قادة داعش من منطقة واقعة في محافظة دير الزور الى جنوبي محافظة الحسكة الواقعة تحت سيطرة قوات سوريا الديمقراطية المدعومة امريكيا، وليست هذه المرة الأولى التي تقوم المروحيات الامريكية بنقل قادة داعش فهذه المروحيات نقلت ايضا قادة داعش من منطقة الميادين قبل بدء عملية الجيش السوري هناك.
ويجب الانتباه ان الامريكيين يهمشون باقي الجماعات مثل جبهة النصرة في مخططاتهم لكنهم يولون داعش اهتماما بالغا وهذا يدفعنا الى البحث عن أسباب دعم امريك لداعش والتعاون بين الاثنين.
تحاول امريكا ان لاتفرط بسوريا بشكل كامل امام روسيا وايران، فالموقع الاستراتيجي لسوريا المجاورة للبنان والاراضي الفلسطينية المحتلة والبحر الابيض المتوسط يزيد من طمع عدة لاعبين دوليين في الاحتفاظ بدور لهم في سوريا، ان تركيا وامريكا والسعودية سعوا طوال الاعوام الـ 6 الماضية الى الاطاحة بالرئيس السوري بشار الاسد وتحقيق اهدافهم ومخططاتهم في سوريا و كانت أداتهم لتحقيق هذا الهدف هي جماعة “داعش” الارهابية وهناك ادلة ووثائق عديدة تثبت ضلوع هؤلاء في نشأة داعش و دعمها، فالامير السعودي طلال بن عبدالعزيز اذعن بأن داعش انشأت في السعودية و تحديدا في الرياض، اما ادوارد سنودن الذي كشف ايضا عن الكثير من الفضائح الامريكية كشف عن وثائق تثبت ان داعش هي بضاعة امريكية، كما تحدثت وزيرة الخارجية الامريكية السابقة هيلاري كلينتون مرارا و تكرارا عن دور امريكا في انتاج داعش، وكذلك تحدث دونالد ترامب ان داعش صنعت على يد الادارة الامريكية، ولذلك يمكن الجزم ان العالم الغربي أوجد داعش بهدف المواجهة مع محور المقاومة والممانعة لكن فشل هذا المشروع دفع الامريكيين نحو ابداء الدعم لأكراد سوريا لعل وعسى يشكل ذلك ذريعة للبقاء في سوريا، كما يمكن الاستخلاص ان المحاولات الامريكية لانقاذ قادة داعش الرئيسيين تهدف الى منع انهيار داعش بالكامل لأن هذه الجماعة الارهابية اثبتت قدرتها على تجييش باقي الجماعات المسلحة المعارضة وتحشيد واستقطاب المسلحين والارهابيين وخاصة عبر شبكة الانترنت وسط ضعف تنظيم القاعدة على الاستفادة من شبكة الانترنت وتراجع هذا التنظيم امام داعش.
ورغم اندحار داعش في سوريا والعراق يريد الامريكيون استغلال هذه الجماعة في مشاريعهم المستقبلية وخاصة في افغانستان وآسيا الوسطى.
“داعش” ذريعة لاستمرار البقاء في سوريا
ان انتهاء وجود داعش في سوريا يقضي على الذرائع الامريكية للتواجد في سوريا في وقت امر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بسحب جزء من القوات الروسية من سوريا ما يزيد الضغط على الامريكيين للانسحاب ايضا، ولذلك يظن الامريكيون ان انقاذ قادة داعش والاحتفاظ بهم من اجل المشاريع المستقبلية هو افضل طريق لتأجيل الانسحاب الامريكي من سوريا.
وفي هذا السياق يأتي كلام المبعوث الخاص للرئيس الامريكي في التحالف الدولي عن تغيير استراتيجية هذا التحالف في العام الميلادي الجديد والتركيز على ما اسماه عودة الهدوء الى المناطق المحررة من داعش في العراق وسوريا لأن القتال ضد داعش مازال مستمرا في سوريا حسب زعم هذا المبعوث الذي اضاف بأن امريكا ستبقى في سوريا حتى التأكد من هزيمة داعش بشكل نهائي.
واخيرا يمكن القول ان الجماعات الارهابية شكلت على الدوام أدوات هامة لتحقيق المصالح الامريكية لكن داعش تفوقت على باقي الجماعات المسلحة في استقطاب وجذب المتطرفين الارهابيين على شبكة الانترنت وهذا أقنع الامريكيين بضرورة عدم القضاء نهائيا على داعش ما يفسر عمليات الانقاذ السريعة لقادة هذه الجماعة بواسطة القوات الامريكية.
🔴1000يوم من العدوان والصمود
#مجزرة_الحيمة_تعز