الله هو الذي تكفل بالمصلحة العامة لعباده إذا ساروا على دينه على نحو كامل وصحيح
من هدى القرآن
أما إذا قدمت الدين منقوصاً فأنت من تضرب الأمة وإن قلت من أجل مصلحة الأمة، وأنت من تضرب الدين وإن قلت حفاظاً على المذهب وعلى الدين. الله لم يفرق، هو الذي تكفل بالمصلحة العامة لعباده، متى؟ متى ما ساروا على دينه على نحو كامل وصحيح، أما إذا آمنوا ببعض وكفروا ببعض، ألم تضرب المصلحة العامة في الدنيا والآخرة؟ {لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ} (المائدة: من ال آية33) ألم يقل هكذا؟ هل الخزي في الدنيا هو حفاظ على المصلحة العامة؟! هل العذاب العظيم في الآخرة هو حفاظ على المصلحة العامة؟ من أين جاء الخزي في الدنيا؟ ومن أين جاء العذاب العظيم في الآخرة؟ إنه من الإيمان ببعض الكتاب والكفر ببعض.
فأنت يا من تُعلِّم، يا من ترشد، يا من لديك مشاريع، معاهد علمية، أو مراكز، أن تكون حركتك على هذا النحو – هي في واقعها: إيمان ببعض وكفر ببعض – فإنك من تعمل على أن توقع الأمة في الخزي في الدنيا، وأن تسير بالأمة إلى العذاب العظيم في الآخرة.
في هذه النقطة؛ لأن الزعماء يعرفون أن السوق ينفق فيها بيع الدين بالدنيا، أننا أصبحنا جميعاً كمسلمين في مختلف الأقطار الإسلامية لا يهمنا الدين، بل يهمنا أن نرى مشاريع وإن كانت مشاريع بسيطة، وإن كانت مشاريع، هي قروض، هي من قوتنا، أو هي فضلة، فضلة ما انتهبه الآخرون من ثرواتنا. متى ما أحد وعدنا بشيء من هذه انطلقنا وراءه، ولا نسأل عن دين.
بل ولا نسأل عن واقع الدنيا أنه ما قيمة ما يريد أن يقدمه لنا، أو ما قد قدمه لنا بالنسبة لما أكله علينا! أنه من أين جاء ما قدمه لنا، وما لمع شخصيته أمامنا به؟ هل هو من ثرواتنا الطبيعية؟ أم أنه من عرق جبيننا ومن قوتنا؟ أم أنه قروض تثقل كاهلنا، وتصنع لنا الأزمات، وتخنقنا سياسياً، واقتصادياً، وثقافياً، وتجعل زمام أمورنا بأيدي أعدائنا؟ حتى عن جانب الدنيا لا نستوضح، أما الدين فهو ذاك الذي لا نلتفت إليه.
لمّا كانوا قد عرفوا أن الأمة أصبحت على هذا النحو؛ انطلقوا كلهم كما انطلق فرعون يوم قال لأولئك في مواجهة ما كان يدعوهم نبي الله موسى عليه السلام إليه: {وَنَادَى فِرْعَوْنُ فِي قَوْمِهِ قَالَ يَا قَوْمِ أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وَهَذِهِ الْأَنْهَارُ تَجْرِي مِنْ تَحْتِي أَفَلا تُبْصِرُونَ} (الزخرف:51) ألم يعرض مشاريع وخدمات مقابل هدي الله؟ ألم يقل هو لقومه: {مَا أُرِيكُمْ إِلَّا مَا أَرَى وَمَا أَهْدِيكُمْ إِلَّا سَبِيلَ الرَّشَادِ} (غافر: من ال آية29) اتركوا هذا الفقير، اتركوا هذا الصعلوك، اتركوا هذا المهين، هكذا يقول لموسى عليه السلام.
فانشدوا نحو فرعون، ليقل الله لفرعون ولهم في الأخير يوم غرقوا في قعر البحر: {وَأَضَلَّ فِرْعَوْنُ قَوْمَهُ وَمَا هَدَى} (طـه:79) أضل فرعون قومه وما هدى يوم قال: {مَا أُرِيكُمْ إِلَّا مَا أَرَى وَمَا أَهْدِيكُمْ إِلَّا سَبِيلَ الرَّشَادِ} إنه المنطق الذي يتكرر على مسامعنا دائماً من وسائل إعلامنا، إنه كل ما يعرض في المناسبات الوطنية.
تأملوا التليفزيون في اليمن، في السعودية، في أي دولة عربية تعرض ما تسمى منجزات ومع أنشودة حماسية، وصور لمشروع هنا ومشروع هناك، ومصفاة للبترول هنا ومصنع هناك وأشياء من هذه هي نتاج عشرين عاماً أو ثلاثين عاماً، والعشرون عاماً والثلاثون عاماً هي لأمة كفيلة بأن توصلها إلى دولة صناعية إذا كان هناك من يقومون على أمور الناس ممن هم مخلصون، ممن هم يعرفون كيف يبنون شعوبهم.
[الله أكبر / الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل / اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
دروس من هدي القرآن الكريم
(لتحذن حذو بني إسرائيل)
ألقاها السيد/ حسين بدر الدين الحوثي / رضوان الله عليه.
بتاريخ: 7/2/2002م
اليمن – صعدة.
➖ ➖ ➖
#القدس_قضيتنا_الأولى