حزب الإصلاح : إلى فترة التيه بصحراء مأرب !
#أصوات_تعزية
منذ اعلان التعددية الحزبية وظهور حزب الإصلاح للعلن في أوائل التسعينات وحتى اليوم لم يستطع الخروج عن الحالة المسيطرة عليه والمتجهة به نحو تكوين مشروعه الشخصي الحزبي وليس الوطني الجمعي ، حيث انصبت نظرته الضيقة نحو الاهتمام بأفراده المقربين وقواعده فقط على اعتبار أنهم الشعب المختار أو الأخيار ! وإن كانت نسبتهم لا تمثل 2% من عامة السكان ،لتصبح أغلب قواعد الإصلاح تراه كالأسرة والوطن الأصلي الذي يجب بناءه والعيش لأجله وحده .
استنزف الحزب جهود افراده كثيرا ولسنوات طوال داخل دائرة الصدام مع الآخر ..فقبل ظهور التعددية حصر معظم نشاطه في الجانب الدعوي المروج لفكرةالإخوان والمصور للجماعة وقادتها على أنهم هم الإسلام المطلوب واستهلك نشاطه في مهاجمة الأفكار الأخرى ورموزها وكل ما يخالف منهج الجماعة وصولا للتكفير ورفع دعاوى الحسبة وصولا إلى القتال كما حدث خلال حرب 94 ضد الحزب الإشتراكي .
في السنوات الأخيرة ومنذ بداية الألفية الثانية تقريبا ونتيجة لتأثر الحزب برؤية بعض تجارب اقتصادية أخرى ناجحة تحمل مسمى الاسلام في بلدان اسلامية كماليزيا وتركيا اتجه الحزب وبقوة إلى مزاولة مشروع التضخم التجاري لكنه المشروع القائم على الشحت ومد اليد للداخل والخارج وليس المشروع الاقتصادي المعتمد على الذات وفق خطط وبرامج متدرجة ، لتنحصر نظرته فقط حول أشخاص مصنوعين على عينه وبطريقة تعميم ثقافة ممارسة(مشروعك الخاص) لبقية الأعضاء الصغار كل ذلك بهدف تكبير بطن الجماعة أو الحزب وليس هدفهم الوطن بأكمله ، اعتقادا منهم أن الجماعة هي كل شيء فهي الإسلام وهي الشعب والخلافة وهي جواز العبور إلى الجنة ! .
منذ بداية العدوان لم تكتف الجماعة وخاصة رموزها الممسكين بتلابيبها من مد أياديهم للآخرين بل ألقوا بكل ثقلهم هذه المرة وبشكل سافر ومذل فوق مائدة سلمان الملطخة بالدماء ظنا منهم أنها الفرصة السانحة للتضخم الأكبر من السابق والحقيقة أنهم تحركوا بإشارة من ملكهم وصانع قرارهم إضافة لرغبتهم الجامحة والمهيئة مسبقا لذلك.
لقد أضحت العقلية الإصلاحية مطرزة تماما بخيوط الربح والخسارة غير مدركين بأن النفسية المشبعة بالأنانية الحزبية لم تقدهم إلا لمنحدر العبودية والذل وليس كما يتصورون من أنها ستقودهم نحو التحرر والاستقلال الاقتصادي الحر المفضي لتحقيق القوة المستقلة بذاتها على أساس أن امتلاك المال يؤدي إلى امتلاك القرار !
وكنتيجة حتمية لهذا الخلل الفكري ولعوامل أخرى فإنه من الطبيعي أن يكون مصير الحزب حاليا هو التقزم والتشتت في الأرض ونبذهم وعدم الوثوق بهم حتى من الشركاء والحلفاء أنفسهم !
لم يستطع حزب الاصلاح بعد تأييده ووقوفه مع العدوان خاصة ان يستقر في المحافظات التي تدعي خضوعها لشرعية هادي ولم يعد آمنا على نفسه منهم حتى في محافظة تعز التي يعتبرها الكثير عاصمة للإخوان !
حاليا يحاول أن يطل ببعض بقايا قياداته من بقعة صغيرة في أقصى صحراء الربع الخالي ، مستجمعا كل قواه للوقوف على الكثبان الرملية وذلك من خلال سعيه الدؤوب في تحقيق بعض مشاريع تنموية لمأرب يعزيها لنفسه علها تبقي على بعض ماء وجهه…مع أن تلك الرتوش البراقة مهما بدت للناظر انجازا إلا أنها لا يمكن أن تحسن من وجه الحزب المزري والملطخ بعار التأييد والمشاركة في سفك دماء اليمنيين وقصف البلد .
الرتوش المطلية على جنبات مدينة مأرب من إنارة شوارعها وحاراتها والتي لا تساوي جميعها لو قيست بشارع واحد في صنعاء لا يمكن أن تشفع لهم أو تنسي الناس انهم مشاركون في تدمير البلد لا يمكن ابدا لذاكرة اليمنيين أن يضحك عليها عرادة ورفقائه من خلال رش الألوان المزهنقة على ظهر الرمال المأربية ولو حولها حتى لصرح ممرد من ياقوت .
ثم إن مخزون مأرب النفطي والغازي لو أتينا للحقيقة فإنه يكفي وحده لتغذية غالب محافظات الوطن وليس مدينة مأرب فقط وبإمكان جزء بسيط من مخزونها تحويل المدينة وما جاورها لدرة كاملة فلا داعي إذن للمزايدة على الآخرين واتخاذ اسلوب الدعاية والمن من خلال تقديم بعض فتاتها بصورة عرض دعائي ، في حين أن بقية ثروتها الضخمة يستأثر بها بضعة أشخاص ينتمون للإصلاح قرارهم وولاؤهم معلق بخيط عقال مملكة الشيطان الأكبر .
✍?نجيب القرن