السيد نصر الله: موقف الشعب الفلسطيني هو المفتاح لكل المرحلة التاريخية الآتية
توجه الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله بالتحية التقدير والتعظيم والاكبار للشعب الفلسطيني في كل الاراضي المحتلة، في غزة والضفة الغربية والقدس وفي داخل اراضي العام الـ48 على حركته التاريخية والسريعة منذ الساعات الاولى لصدور القرار الاميركي باعتبار القدس عاصمة للكيان الغاصب. وأكد ان “هذا الشعب الصامد المضحي صاحب التضحيات الجسام يواجه العدو اليوم بالقبضة العزلاء والسكين ويدافع عن القدس وكل مقدسات المسلمين والمسيحيين في العالم له منا كل الاشادة والانحاء باحترام”، وشدد على ان “موقف الشعب الفلسطيني هو المفتاح لكل المرحلة التاريخية الآتية والمقبلة”.
وقال السيد نصر الله في كلمة له الاثنين خلال التظاهرة التي اقامها حزب الله في الضاحية الجنوبية لبيروت تضامنا مع القدس ضد القرار الاميركي “يجب ان نقدر عاليا جميع المواقف التي صدرت واستنكرت القرار الاميركي العدوان على القدس والامة ومن ضمنها مواقف جميع الدول والحكومات في العالم ورفصوا قرار دونالد ترامب ولم يستجيبوا له”، ورأى ان “هذا امر مهم يجب الانتباه اليه لان ترامب وادارته كان يتصور انه عندما يعلن ان القدس عاصمة لاسرائيل بعنجهية واستكبار سيخضع له كل العالم وستتسابق له كل العالم لتلحق به ولتعترف بما اعترف”، ولفت الى انه “تمت مواجهة ترامب برفض العالم باستكباره وهو بدا غريبا معزولا معه فقط اسرائيل الكيان الغاصب صاحبة المصلحة الاكيدة في هذا القرار”، ودعا “الدول والحكومات العربية والاسلامية لتحصين الموقف الرافض للقرار الاميركي”، ونبه من “العمل على الدول بشكل منفرد للاعتراف بالقرار”.
وشدد السيد نصر الله على “ضرورة العودة الى عزل هذا الكيان الصهيوني بالكامل عبر الضغط الشعبي والمجالس النيابية والحكومات ومواقع التواصل والتظاهرات والضغط على الحكومات لقطع علاقات بعض الدول العربية والاسلامية مع اسرائيل”، وتابع “آن الأوان ليعرف الجميع ان اميركا ليست راعية السلام، فاميركا راعية الارهاب والاحتلال والتدمير والفتن صانعة داعش والجماعات التكفيرية ويجب ان يكون موقف الامة الوحيد تلخصه كلمتان الموت لامريكا”، ورأى ان “الحجة اليوم قد تمت بعد قرار ترامب وسلوك الادارة الاميركية على كل الذين يراهنون على تدخل اميركي لمصلحة فلسطين او الشعوب بوجه اسرائيل والحجة على كل الذي سلكوا طريق المفاوضات العقيم”.
واوضح السيد نصر الله انه “يجب على الامة جمعاء ان تواجه هذا العدوان الخطير والمسؤولية على الجميع وبالدرجة الاولى تقع على الفلسطينيين وصمودهم ومقاومتهم وانتفاضتهم”، وتابع “القرار الاميركي جاء في سياق وليس معزولا وعندما نرجع الى ما قبله نفهم ما جرى في منطقتنا عندما كنا نتحدث عن المشروع الاميركي الصهيوني المدعوم من بعض الدول الاقليمية في تدمير دولنا وجيوشنا وشعوبنا”.
وفيما أشار السيد نصر الله الى اننا “نشهد انتفاضة حقيقية في الروح والفكر والميدان والشارع فيها مسلمون ومسيحيون يتضامنون للدفاع عن مقدساتهم”، أكد “نجدد العهد والميثاق ان نبقى في لبنان مع فلسطين وشعبها والقدس واهلها والمقدسات الاسلامية والمسيحية مهما كانت التضحيات”، واعتبر ان “التظاهرات تشكل البيئة الحاضنة لكل حركة المقاومة والمواجهة التي ستتصاعد بمواجهة هذا العدوان”، ونوه “بكلمة وزير الخارجية اللبناني وبكلمة العراق خلال اجتماع وزارء الخارجية العرب”.
ودعا السيد نصر الله “الشعب الفلسطيني لطرد كل شخص يأتيهم مطبعا مع العدو، سواء كان يلبس عمامة او يحمل صليبا”، وشدد على “ضرورة ممارسة الفلسطينيين الضغط السياسي عبر اعلان السلطة الفلسطينية والجامعة العربية وقمة التعاون الاسلامي وقف عملية السلام ويسحبوا كل شيء عن الطاولة حتى الرجوع عن القرار الاميركي وإن كنا نحن لا نؤمن بمسار التفاوض”، واكد ان “الرد على قرار ترامب يجب ان يكون عبر انتفاضة فلسطينية لان لا احد يمكن ان يملي على الفلسطينيين كيف يجب ان يتصرفوا وانما هم أنفسهم الذي يقررون ماذا سيفعلون والتجربة اثبتت انهم اساتذة في هذا المجال”.
وتابع السيد نصر الله “نقول ان اهم رد على قرار ترامب العدواني هم اعلان انتفاضة فلسطينية ثالثة على الارض الفلسطينية وعلى كل العالم العربي والاسلامي ان يساندهم”، واضاف “أنا اليوم اتحدث باسم كل محور المقاومة دولا وفصائل وحركات يا شعب فلسطين وشعوب امتنا، محور المقاومة ودول هذا المحور تخرج من محنة السنوات الماضية تخرج قوية منتصرة صلبة هذا المحور يكاد ان ينهي معاركه في الاقليم ويلحق الهزيمة بكل الادوات الاميركية والاسرائيلية وهذا المحور سيعود ليكون رأس اولوياته ومن جملته حزب الله للقدس وفلسطين وللشعب الفلسطيني بكل فضائله ومقاومته”.
وقال السيد نصر الله “وانا ادعو الى التئام شمل المقاومين جميعا الى تضميد الجراح بعد السنوات العجاف وادعو جميع فصائل المقاومة في المنطقة للتواصل والتلاقي ولوضع استراتيجية موحدة للمواجهة لنواجه جميعا باستراتيجية واضحة ومحددة ولوضه خطة عملية لتتوزع فيها الادوار للمواجهة الكبرى ونحن سنقوم بمسوؤلياتنا كاملة في هذا المجال”، وتابع “يا شعب فلسطين يجب ان تثقوا بوعد الله ان من ينصر الله ينصره ونحن بتحملنا المسؤولية وعدم تراجعنا الله ينصرنا ثقوا بربكم وبحركات المقاومة ومحور المقاومة الذي ما دخل ميدانا الا وخرج منه منتصرا والذي ادخل الامة في عهد الانتصارات”، وأضاف “أرادوا لهذا القرار ان يكون بداية النهاية للقضية الفلسطينية وانا ادعوا لنجعل هذا القرار بداية النهاية لاسرائيل”.
قال السيد نصر الله “نتانياهو يريد ان يحرف المسار باتجاه لبنان ولكن نقول له ان التوجه والمسار يجب ان يبقى القدس العاصمة الابدية لفلسطين ويجب ان نقول عنها مع الشعب الفلسطيني للقدس رايحين شهداء بالملايين”، وشدد على ان “قرار ترامب سيكون بداية النهاية لاسرائيل”.
من جهة ثانية، اكد السيد نصر الله انه “يجب ان نقدر ايضا كل المواقف التي صدرت عن المرجعيات الدينية الشيعية والسنية من المرجعية في العراق الى موقف السيد القائد الامام علي الخامنئي وصولا الى موقف شيخ الازهر والى موقف البابا وباقي رؤساء الكنائس المسيحية”، واضاف “يجب ان نقدر المواقف الشعبية والمواقف المستنكرة والتظاهرات في مختلف انحاء العالم التي استنكرت هذا العدوان واكدت موقفها من فلسطين”، وحث “على عدم الاستهانة بهذه المواقف لانها مهمة وان كانت غير كافية لوحدها ولكنها مطلوبة بعد هذه السنوات العجاف من محن في الامة حيث اريد لشعوبنا ان تنسى فلسطين وان تغرق في صراعاتها الداخلية”، وتابع ان “تبريز خروج التظاهرات بعد كل ما جرى في الامة هو من اوجب الواجبات بل هو من الاشكال المهمة جدا للتغلب على نتائج السنوات العجاف الماضية”.
وقال السيد نصر الله “أخاطب كل الذين تظاهروا بالقول إن تظاهراتكم اليوم هي على درجة عالية من الاهمية في سياق المواجهة القائمة مع العدو، اعلموا قيمة حضوركم في الميادين لان العدو اعتقد انكم نسيتم او تخليتم عن فلسطين”، وتابع “هذا التضامن والتظاهر هو يشكل دعما للمقاومين والمنتفضين ضد العدو لانه يزيد من قوة وعزم وتصميم المقاوم”، واضاف “الشعب الفلسطيني اليوم المتواجد في الخطوط الامامية بحاجة لهذا الحضور الشعبي في كل الساحات لذلك نشكر كل لاذين خرجوا وتظاهروا وندعو لمواصلة التظاهرة لانه شكل من اشكال المواجهة”.
وشكر السيد نصر الله الحضور على حضورهم والتضامن العظيم مع القدس، وقال “أنتم اهل المقاومة واهل الوفاء الذين كنتم وما زلتم تملؤون الساحات، السلام عليكم يا اشرف الناس واطهر ورحمة الله وبركاته”، وتابع “انتم الذين كنتم قبل اسابيع قليلة مع سيدكم ابي عبد الله الحسين(ع) تعلنون التزامكم بفلسطين والقدس وقضية المظلومين والدفاع عن المقدسات وقلتم له في العاشر واليوم مجددا امام العدوان الاميركي السافر على القدس وعلى الامة كلها نجدد ثباتنا والتزامنا حتى النصر او الشهادة ونردد ما تركتك يا حسين”، واضاف “الحسين اليوم هو عنوان المظلومين وعنوان دين السماء الذي يغتدى عليه وعنوان مقدسات الارض التي يعتدى عليها”.
ورحب السيد نصر الله “بجميع الحضور خاصة الذين شاركونا من الاحزاب والتيارات والفصائل الوطنية اللبنانيىة والفلسطينية”، وتابع “نخص بالشكر والترحيب الاخوة في حركة امل والاخوة الفلسطينيين من دول الشتات الذي يربون اولادهم على حلم العودة هذا الحلم الذي سيتحقق قريبا وقريبا جدا ان شاءالله”.