جبل المحويت تحتفل بذكر المولد النبوي الشريف
مناسبة المولد النبوي الشريف ذكرى عظيمة لها عظمتها في قلوب ابناء مديرية جبل المحويت بمحافظة المحويت كسائر الشعب اليمني ابناء المديرية توافدوا الى عزلة عنبر لأحياء الفعالية التي حضرها وكيل أول المحافظة الدكتور عبدالله عباس الحمزي وقيادة السلطة المحلية والإشرافية بالمديرية والوجهاء والشخصيات الإجتماعية
الفعالية بدأت بآيات من الذكر الحكيم والقيت فيها العديد من الكلمات التي تناولت السرد التاريخي لمرحلة ماقبل البعثة النبوية حيث اشارت إلى ماكان عليه العربي الذي كان ينظر إلَى واقع الحياة من حوله نظرةً سخيفةً تعتمدُ الخرافة ونظرة زائفة لا تستند إلَى الحقيقة ولا إلَى الوعي، كان متخبطاً في واقع الحياة، بهذه النظرة يتعاطى مع كُلّ ما حوله، ينظر إلَى المرأة نظرة احتقار بالغة، ينظر لها إلَى أنها مجرد سوأة وعار، فكان أحدهم كما حكى القُــرْآن الكريم، (وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالْأُنْثَى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ، يَتَوَارَى مِنَ الْقَوْمِ مِنْ سُوءِ مَا بُشِّرَ بِهِ أَيُمْسِكُهُ عَلَى هُونٍ أَمْ يَدُسُّهُ فِي التُّرَابِ)، يقتل ابنته وهي طفلة وهي في منتهى الصغر في مقام يستجلب من الإنْـسَـان ويكسب من الإنْـسَـان عاطفتَه ومحبته، (وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ * بِأيّ ذَنْبٍ قُتلَتْ)، يَأكُل الميتة، يتناحر الجميع على أتفه الأسباب وأبسط المسائل، فيقتتلون عشرات السنين، ليس لهم هدف في الحياة ولا مشروع في الحياة، كُلّ واقعهم عبارة عن ضياع بكل ما تعنيه الكلمة، أما الواقع من حولهم فهناك امبراطوريات قائمة ولكنها متوحشة لا روح لها ولا قيم ولا أَخْلَاق ولا عدل تقتتل، واقع عالمي أشبه ما يكون بواقع الغابة، كُلّ اهتمامات الناس منصبَّةٌ إلَى أن يأكُلُ بعضُهم بعضاً وأن يقتل بعضهم بعضاً وأن ينهب بعضهم بعضاً وأن يضطهد القويُّ الضعيفَ وهَكذا كان، لكن عندما أتى الرَّسُــوْلُ مُحَمَّــدٌ صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِ وعلى الله برسالة الله الخاتمة بمبادئها العظيمة غيّرت كُلّ هذا الواقع ابتداءً بالواقع العربي نفسه.
الكلمات اشارت أنه بفعل الإسْــلَام وبفعل مبادئ الإسْــلَام وبفعل نور الإسْــلَام وبفعل حركة نبي الإسْــلَام تحوَّل إلَى عربي آخر، إلَى عربي راقٍ مؤمنٍ موحّد لله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَـى يحمل القيم ويترفَّع عن سفاسف الأمور يحمل رسالة الخير وإرادةَ الخير، ويتَحَـرّكُ لإقامة الحق والعدل.. الأُمَّــة المبعثرة المتفرقة المتناحرة المقتتلة المتهالكة على عقال بعير أَوْ على قليل من الغنم أَوْ على قليل من الأَرْض أَوْ أية اعتبارات أُخْــرَى، تحوَّلت إلَى أمة موحدة تجتمع كلمتُها على أشرف رسالة، على أعظم مبدأ على أشرف قيم، على أزكى أَخْلَاق، وتَحَـرّكت بعد صراع مرير، وبعد جهود كبيرة من خلالها تغيَّر هذا الواقع، لم يكن بالشيء السهل ولا بالشيء البسيط الذي تمكّن به الرَّسُــوْلُ صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِ وَعَلَـى آلِــهِ من تغيير هذا الواقع، تَحَـرّك يبلّغُ رسالات منذراً ومبشراً وهادياً وصابراً على الناس ومحتسباً في ذلك، بكتاب الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَـى، بآيات الله البينات حتى غيّر هذه النظرة،
هذه الروحية، هذا التفكير السطحي والساذج الذي كان يحكُمُ الإنْـسَـان آنذاك، فكانت حركة النبي صلوات الله وَعَلَـى آلِــهِ متجهةً إلَى هذا الإنْـسَـان الجاهل الغبي المتخلف لتغيير فكره لتغيير نظرته الساذجة لتزكية نفسه لتزكية روحه لتعديل وتقويم سلوكه، بالأخذ بيده نحو معارج الكمال الإنْـسَـاني، فلذلك قال اللهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَـى الذي بفضله وبرحمته بالبشرية جمعاء وبرحمته بالبيئة الأولى لهذا الدين بالمنطقة العربية، هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ)،
تلك الأُمَّــة التي لم تكن ترتبط لا بكتاب من كتب الله ولا بهدى من هدى الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَـى، يتلوا عليهم آياته ويزكيهم، وعِمادُ استقامة الإنْـسَـان في الحياة وصلاحه في الحياة ونفعه في الحياة وعلاج مشاكل كُلّ الحياة التي هي منشأها الإنْـسَـانُ وعلى يد الإنْـسَـان، زكاءُ الإنْـسَـان، زكاء نفسه إلَى تدنست النفسُ الإنْـسَـانية، فتتحول إلَى منبعٍ للشر، وتكونُ هي منشأ كُلّ المشاكل في هذا العالم، (يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ)،
فتتحول إلَى أمة الكتاب التي تتغير كُلّ ما لديها من رؤى سخيفة وأفكار ظالمة ومنحرفة إلَى رؤى منشأها هدى الله سُبْحَانَه
وَتَعَالَـى منشأها كتاب الله؛ لتكون أمة الكتاب أمة القُــرْآن التي ترى بنور القُــرْآن، تقيّم الأشياء من خلال القُــرْآن، نظرتها إلَى الواقع من حولها، إلَى الأحداث من حولها من خلال القُــرْآن، وتحمل رسالة القُــرْآن وهدى ا
لقُــرْآن وأَخْلاق القرأن..
? ” إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا “
⭕️ ذكرى المولد النبوي الشريف 1439هــ