تحرير الإنسان من العبودية لغير الله
هذا العالم كله مملكة الله بسمائه وأرضه وإنسه وجنّه وكل مخلوقاته هو مملكة الله، الله ملكه، الله إلهه، الله ربه، الله رب الناس، الله ملك الناس، الله إله الناس، هو من يجب أن يذعن له الناس، أن يطيعه الناس، أن يخافه الناس، أن يرجوه الناس، أن يتفانوا في طاعته والتسليم له، الإنسان بقدر ما يبتعد عن هذا الجانب هو يذل نفسه ويعبِّدُها للطاغوت ويخسر الكثير الكثير الكثير.
إن الغاية الأولى من رسالة الله ورسله إلى عباده هي تعبيد الناس لله وربطهم في كل شؤونهم، في كل أمور حياتهم بالله جل شأنه برحمته بحكمته بملكه هذه غاية مهمة للرسل والأنبياء: تعبيد الناس لله وفي الوقت نفسه يترتب على هذا تحرير الناس من عبوديتهم للطاغوت، تحرير الناس من عبادة الطواغيت؛ لأن الإنسان كلّما ابتعد عن عبوديته لله فإنه يمعن في تعبيد نفسه للطاغوت، وليس حرًّا من جعل نفسه عبدًا للطاغوت، إن الله جل شأنه يقول في القرآن الكريم: {وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أمة رَسُولًا أَنْ اُعْبُدُوا اللهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ}[النحل:36].
لأنه هكذا لا تتحقق العبودية لله بشكل صحيح – عبودية شاملة في كل شؤون الحياة، طاعة كاملة في كل مجالات الحياة – لا يتحقق هذا إلا باجتناب الطاغوت؛ لأن الطاغوت سواء كان رئيسًا أو ملكًا أو قائدًا أو تحت أي عنوان أو يحمل أي مسمى هو يصدّ الناس عن عبادة الله ويعبِّدهم لنفسه ويفرض عليهم إرادة نفسه فيما يخالف الله وفيما يضر بالناس؛ ولذلك يقول الله تعالى: {فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللهِ فَقَدْ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لا انفِصَامَ لَهَا}[البقرة: 256].
لا يتحقق أن يعبِّد الناس أنفسهم لله – ومن أساس العبادة إيثار الطاعة، الطاعة لله أن تكون فوق كل طاعة وفي كل ما أمر الله به وفي كل ما أرشد الله إليه – ولا تتحقق هذه في واقع الناس إلا باجتناب الطاغوت والكفر بالطاغوت ومواجهة الطاغوت.
#تعز_كلنا_الجيش_واللجان_الشعبية
#جرائم_داعش_في_تعز