كونوا أنصار الله..
إن الله تعالى أمر عباده المؤمنين في كتابه الكريم بأن يكونوا أنصاراً لنبيه – صلى الله عليه وآله وسلم – وذلك من خلال طاعته والاقتداء به وسلوك سبيله والعمل بمنهجه – وهو القرآن الكريم – الذي أمرنا بالجهاد في سبيله ونصرة المستضعفين والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وإقامة العدل ….
ونصرة النبي – صلى الله عليه وآله وسلم – ونصرة دينه هي في الحقيقة نصرة لله تعالى ..
قال تعالى : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا أَنصَارَ اللَّهِ كَمَا قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ لِلْحَوَارِيِّينَ مَنْ أَنصَارِي إِلَى اللَّهِ ۖ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنصَارُ اللَّهِ ۖ فَآمَنَت طَّائِفَةٌ مِّن بَنِي إِسْرَائِيلَ وَكَفَرَت طَّائِفَةٌ ۖ فَأَيَّدْنَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَىٰ عَدُوِّهِمْ فَأَصْبَحُوا ظَاهِرِينَ )[الصف :14]
إن الله تعالى – في هذه الآية – أمر هذه الأمة بأن يكونوا أنصار الله تعالى مثلما كان الحواريون أنصار الله ، حيث قال لهم نبيهم سيدنا عيسى – عليه السلام – : ( من أنصاري إلى الله ) فأجاب الحواريون -( وهم الطائفة التي آمنت به )- استنصاره قائلين ( نحن أنصار الله ) فسلكوا سبيله واتبعوا منهجه لهذا أيدهم الله على الذين كفروا -(الطائفة التي كفرت بعيسى) – وجعلهم ظاهرين على عدوهم بعد أن كانوا مستضعفين..
وفي هذا تلويح إلى المؤمنين – من أمة سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم – الذين أمرهم الله تعالى – كما في بداية الآية الآنفة -: ( ياأيها الذين آمنوا كونوا أنصار الله ) فإذا كانوا كما أمرهم الله أنصارا له ولنبيه ودينه ، فإن الله تعالى سوف يؤيدهم بالنصر والظفر والظهور على أعدائهم مثلما أيد الحواريين بالظهور على أعدائهم …
فهل هذه الأمة كانت كذلك وحققت ماهنالك ؟!
إن القرآن الكريم منذ أكثر من ألف واربعمائة سنة مازال يخاطب هذه الأمة في كل زمان ومكان وطيلة القرون السابقة مازال يأمرهم قائلاً ( ياأيها الذين آمنوا كونوا أنصار الله )
” أي تسموا بهذه السمة وداوموا واثبتوا عليها ” “1”
فمرت هذه الآية على أجيال كثيرة حتى ظهرت جماعة من المؤمنين في منطقة مران من محافظة صعدة (اليمن) وقالوا “نحن أنصار الله” – قولاً وفعلاً – واستشعروا المسؤولية انطلاقاً من قوله تعالى ? كونوا أنصار الله ) سيما وأنهم رأوا اليهود والنصارى يعبثون بثروات الأمة ومقدراتها وأن الأمة أصبحت في ذيل القافلة ، لهذا رأوا أن الواجب الديني يحتم عليهم التحرك وعدم السكوت فلابد من التحرك لإنقاذ هذه الأمة من المستنقع الذي وقعت فيه ولابد من مواجهة الظالمين ونصرة المستضعفين ولو – بداية – بالكلمة ، لهذا صرخوا بالشعار (الله أكبر ، الموت لأمريكا ، الموت لاسرائيل ، اللعنة على اليهود ، النصر للإسلام ) ومرت ست سنوات فأظهرهم الله رغم الحروب التي شنت عليهم من الأعداء ‘ – داخلياً وخارجياً – وما هي إلا سنوات معدودة حتى أصبح أهل محافظة صعدة وماجاورها كلهم أنصار الله ، ثم صار الشعب اليمني ( أنصار الله ) ….
ولمَّا عجز الاستكبار العالمي وعملاؤه عن ازالة تلك الثلة من المؤمنين في تلك الحروب الست ، إذا به يتفاجأ بالشعب اليمني الذي صار كله أنصار الله لهذا جن جنون أمريكا (الشيطان الأكبر) وربيبتها اسرائيل وشعروا بالخطر لأن كلمة ( أنصار الله ) تعني زوالهم ونهايتهم….
لهذا تحالفوا مع عملائهم من الأنظمة العربية من أجل اجتثاث أنصار الله من الوجود ومحو شعارهم واسكات صرختهم ..
وكأنهم تناسوا أن الشعب اليمني كله قد أصبح أنصار الله وما هذه الحرب الكونية التي شنها التحالف اليهودي الشركي إلا شاهدة على صدق ما ذكرناه..
لكنهم مندحرون مهزومون بفضل ثبوت وصمود هذا الشعب اليمني الأصيل ناهيك عن الانتصارات التي يحققها الجيش واللجان الشعبية في جميع الجبهات والتقدمات التي يحرزها ، ويضرب العدو في عمق أراضيه..
وقريبا بإذنه تعالى سيكون النصر والظهور الأكبر حتى يتحقق ماوعد به رب العزة والجلال لأنصاره أنصار الله وهم الشعب اليمني قال تعالى (…. فأيدنا الذي آمنوا فأصبحوا ظاهرين )
✍عدنان الجنيد