هل تريدها الرياض حرباً شاملة ؟
حسابات خارجية وداخلية معقدة تعتمل على أروقة البلاط الملكي بالعاصمة السعودية، والتي تشهد متغيرات متسارعة وغير تقليدية، مفتوحة على كثير من التساؤلات قبل أن تفصح عن إجابات مقنعة وشافية.
ولعل السؤال الرئيس المطروح بقوة: هل ما تشهده الرياض عبارة عن قفزات وهروب إلى الامام، أم أنها تحركات وخطوات مرسومة ومخطط لها بعناية، في إطار التهيئة لحرب شاملة لا مفر منها؟!
وإذا كنا على شفا حرب إقليمية، فأين موقع إسرائيل منها؟ وهل سيتورط محور المقاومة والممانعة في حرب تخطط لها أمريكا ويستفيد منها الكيان الصهيوني لمجرد أن السعودية تريد من هذه الحرب، الخروج من مأزقها في اليمن وقطر، وتتغلب في نفس الوقت على أزمتها الداخلية في ظل التصدع الكبير الذي أصاب العائلة الحاكمة؟
لا جرم أن لكل طرف حساباته الدقيقة في أزمات المنطقة، وهو ما يجعل واشنطن ذاتها في موقف مرتبك، فهي حيناً تدفع إلى التعقيد ودعم خيارات الحرب والمواجهة، وفي حين آخر تبعث برسائل مطمئنة، وتستبق من خلالها الموقف تجاه أية تداعيات حمقاء على الطريقة الشيطانية ” إني بريء منك ” !
بيد أن الحرب الشاملة إن وقعت، فإنها لا تعني إطلاق يد السعودية على طريقة ” عاصفة الحزم” وهذه نقطة فاصلة، تجعل خيار المواجهة مستبعداً، نظراً للنتائج الوخيمة التي تنتظر السعودية، إن هي قررت أن تخوض أكثر من حرب في وقت واحد، وفي ظل تصدع وحدتها الداخلية؟
وإذا كانت إسرائيل المدعومة أمريكياً وغربياً، تعيش حالة تردد تجاه خوض حرب أخرى مع حزب الله ولبنان، فما الذي تملكه السعودية حتى تتجنب الهزيمة في حال دخلت مغامرة غير محسوبة النتائج؟
وما يدعم سيناريو عدم المواجهة، أن الرياض أحجمت قبل أشهر عن الدخول في مواجهة عسكرية مع قطر، التي زعم بن سلمان أن أزمة بلاده معها “قضية صغيرة جداً جداً جداً” !
يبدو لي أن بن سلمان الذي يرتب لاستكمال قبضته على مقاليد الأمور في بلاده، اقترب من تتويج نفسه ملكاً بدون منافس.. ولا مانع لديه من أجل إنجاز هذه الخطوة الكبيرة جداً من مواصلة سياسة التأزيم الإعلامي في المنطقة، حتى تحين ساعة الصفر..
ومع ذلك، فإن من يلعب بالنار يخاطر بسلامة أصابعه أيضاً !!