خطباء خارج التغطية
إني أعجب من بعض خطباء المساجد الذين مازالوا يعيشون خارج التغطية ، حيث نجدهم منذ بداية العدوان على بلادنا من قبل آل سعود وأسيادهم من الصهاينة والأمريكان …
وجدناهم إلى يومنا هذا – ونحن على وشك الإنتهاء من العام الثالث على بدايته من العدوان على بلادنا – لا يتكلمون
عما حدث ويحدث في بلادنا جراء هذا العدوان الذي أسرف في ارتكابه لمجازر يشيب لها الولدان ويندى لبشاعتها جبين الإنسانية في كل وقت وآن. وكأن هؤلاء الخطباء الذين يعيشون بيننا يتنفسون هواء بلادنا ويأكلون من خيرها ويتحدثون بلغة أبنائها بمختلف لهجاتها قد صاروا صم الآذان وعلى أبصارهم غشاوة الجحود والنكران لما يجب عليهم القيام بفضح جرائم العدوان
وكأنهم ليسو بيمنيين ولا يقيمون في اليمن وحتى لو كانوا كذلك ويعيشون في دول اسلامية أخرى غير اليمن فإن الواجب يحتم عليهم الكلام عما يحدث لبلادنا من عدوان جائر قد تجرد فاعلوه من أبسط القيم الدينية والإنسانية فلا يظلون غارقين في مستنقع الصمت والتبلد والبرود الذي أغرقوا أنفسهم فيه وكأن الأمر لا يعنيهم لا من قريب أو بعيد لكنهم وإن أقنعوا أنفسهم بذلك بإثارهم السكوت عمايجري فلن يستطيعوا للآسف التنصل عن هويتهم وأصلهم اليمني
إن هؤلاء الخطباء هم يمنيون. ساكنون بيننا بلادهم بلادنا وأرضهم ووطنهم هي نفسها أرضنا ووطننا اليمن وكونهم خطباء سلاحهم الفكرة والكلمة وميدانهم المنابر فإن المسؤلية الواقعة عليهم تكون أكبر من غيرهم فلا يجوز لهم بأي حال من الاحوال السكوت عما هو حاصل على البلاد والركون الى مايسمى بالحياد لأن ذلك يعد مشاركة للعدوان في عدوانه على بلادنا بقتل أبنائها وتدمير مقدراتها.
وقد تكلمنا قبل أكثر من عام ونصف في أكثر من مقال عن عاقبة السكوت وأن الصامت والمحايد مشارك للعدوان بسكوته وحياده وذكرنا أدلة عقلية ونقلية على ذلك….
هذا والذي دعاني إلى ذكر هذا الموضوع هو أني في يوم الجمعة الماضية ذهبت لأداء صلاة الجمعة في أحد مساجد الحصبة ، فوجدتُ خطيب الجمعة لم يتعرض إلى ذكر ما يحدث في بلادنا من عدوان ومجازر وحشية ولمَّا خرجت من المسجد سألت أحد الخارجين من المسجد : لماذا لم يتكلم خطيب المسجد عما يحدث في بلادنا من عدوان ، ولم يُعرّج ولو بذكر يسير من ذلك ؟ فأجابني قائلاً : والله منذ ثلاث سنوات وأنا في كل جمعة أحضر الخطبة فلم أسمعه في أية جمعة قد تكلم عن العدوان ولا عن أي مجزرة يرتكبها العدوان في حق شعبنا بل ولا يدعو حتى على آل سعود .
فقلتُ له : لكني سمعته يدعو في آخر الخطبة على اليهود والنصارى وعلى الظالمين والفاسدين ، فربما يقصد بالظالمين والفاسدين آل سعود ؟
فقال : إنه يقصد بالظالمين والفاسدين هم أنصار الله والمؤتمر ودليلي أنه لم يتطرق في أية جمعة مضت _ طيلة الثلاث السنوات _ إلى ذكر آل سعود ولا على الدعاء عليهم…..
فقلتُ له : لماذا لا تنصحوه وتأمروه بأن يتكلم عن العدوان وعن المجازر التي يرتكبها التحالف وتأمروه _ أيضاً _ أن يدعو على آل سعود ؟
فقال : هو إخونجي -( أي من الإخوان )- ولقد أخبره الكثير بذلك ولكن لا حياة لمن تنادي ….
بعد ذلك تركته وذهبت .
وهكذا نجد من أمثال هؤلاء الخطباء الكثير والكثير في مختلف محافظات بلادنا لذا نطالب وزارة الأوقاف والإرشاد أن تصدر أمراً ملزما لهؤلاء الخطباء ومن هو على شاكلتهم بضرورة التكلم عما يحدث في بلادنا من عدوان ومجازر وحصار وأن يحثوا العامة والخاصة من المواطنين في خطبهم على وحدة الصف ولمَّ الشمل لمواجهة هذا العدوان ورفد الجبهات بالمقاتلين والسلاح والغذاء وأن المسؤولية مسؤلية الجميع وليست قاصرة على فئة دون أخرى فكما أن الوطن للجميع كذلك يكون علينا جميعا الدفاع عنه والذود عن حياضه ومكتسباته وكل بقدر طاقته وقدراته ، ومن لم يستجب لهذا الأمر من الخطباء وجب تغييره واستبداله بغيره …
إن سكوت هؤلاء الخطباء عن أداء واجبهم الديني يعد مشاركة للعدوان فمرور ثلاثة أعوام على بلادنا من حرب ودمار ومجازر في حق شعبنا تعد كافية لإنطاق الحجر وتحريك كل بليد ساكن مستقر وإخراج كل ساكت عن سكوته ومحايد عن حياديته إذا أستشعر عظمة وفداحة مايقع على بلاده ووطنه من حرب ظالمة سيما والحقائق قد ظهرت والأمور قد تكشفت فلا عذر للجميع من التنصل عن المسؤولية.
✍عدنان الجنيد
#تعز_كلنا_الجيش_واللجان_الشعبية
#جرائم_داعش_في_تعز