وحشية تُقابَل بانتصار
ها هو العامُ الثالثُ على مشارف الانتهاء وما تزال قوى العدوان عاجزةً في إحداث أي تغيير على الساحتين العسكرية والسياسية، فلا جديدٍ يُذكر ولا قديمٍ يُعاد، سوى أنها تمكنت من رفع نسبة ضحايا الأطفال والنساء، وتفننت في إضافة جرائم وحشية إلى سجلها الملطخ بدماء الأبريَاء.
أمّا بالنسبة للصدى الراجع من آثار عدوانها، فقد أحرز شعبُنا بقيادته الحكيمة ومقاتليه الأبطال وصاروخيته الملهمة تقدماتٍ باهرةً على كُلّ المستويات، ناهيك عن الصبر الفولاذي تحت مِظلَّة الحصار الخانق واحتدام وتيرة التقلصات الاقتصَادية وما يصاحبها من صعوبات كبيرة على المستوى المعيشي نتيجة انقطاع المرتبات تحت قبضة العدو على موارد الدولة الرئيسية.
الانتصارات الأخيرة في الساحة الداخلية التهمت عدداً كبيراً من المنافقين وما يملكون من معداتٍ عسكريةٍ ضخمة، وهذا ما أصاب العدو بصفعةٍ قويةٍ على العينين جعلته يتخبط في المسير محدثاً انشقاقاتٍ كبيرةً وملفتةً في صفوفه، أجبرته على بدء مسلسل إعادة ترتيب الأوراق مستنداً إلى أسلوب إحراق الأوراق المستخدَمة منتهية الصلاحية، وأكبر شاهدٌ على ذلك، هو ما نشاهده في هذه الفترة من اغتيَالاتٍ بالجُملة في الجنوب، وبطرق تجسد صورة من هو القائم بهذه الاغتيَالات ومن هو القائم على تسيير الوضع الأمني هناك، إضافةً إلى التصريحات النارية لبعض قيادات المنافقين التي تحمل السخط الجاد للبعض الآخر.
أما الانتصارات الأخيرة على الساحة الخارجية، فقد تلقّى العدو ضربةً موجعةً بعد وصول الباليستي المطور إلى ما يسمى بمطار الملك خالد الدولي، جعلته يستمر في مسلسل الجرائم الوحشية بحق أَبْنَاء صعدة، والقصف الهستيري على العاصمة.
الضربة الباليستية الأخيرة أصابت النظام السعودي بصدمة أدخلته دوامة التخبط، مما أحدث تغييرات كبيرة في السياسة السعودية، وما قد يلحقها من تغييرات سياسية عسكرية في صفوف مرتزقتهم.
الخلافات الحادثة خلف الكواليس على تقاسم الكعكة بين قطبَي العدوان “النظامين الإماراتي والسعودي” ظهرت مشاهدها في التصفيات السياسية والعسكرية لأوراق بعضهما، إضافةً إلى استخدام الأخير ورقة الإجرَام “داعش والقاعدة” في البسط على المُؤَسّسات العسكرية والأمنية والمدنية وإزاحة القدَم الإماراتية منها.
وبالنسبة لاقتحام مقر البحث الجنائي بـعدن، فمعطياته تشيرُ إلى أن الطرفَ السعودي يرغَبُ في الحصول على فرصٍ يتمكن من خلالها كسب أوراقٍ أمنية جنائية من شأنها الضغط على الطرف الإماراتي وإقصائه، إضافةً إلى التخلص من أدوات الجرائم التي استخدمها الأول.
أي أن كُلَّ الأحداث والمتغيرات الأخيرة بمجمل أصعدتها التي حدثت في صفوف العدو داخلياً وخارجياً، جاءت نتيجة الخوف المحدق والحذر اللازم من القادم المجهول بعد استياء الأمور بالنسبة له أكثر من أي وقتٍ سبق، فقد بات النظامُ السعودي على معرفةٍ تامة بمؤشرات الفترة الحاضرة والقادمة، والتي تؤول إلى الفشل الذريع.
لم يتبقَ لدى العدو سوى البحث عن طُرُقٍ للخروج من وَحْل المعركة التي تورَّط فيها؛ ولذا سنشهد السيناريوهات الهستيرية بمختلف أشكالها.